عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-29, 22:07 رقم المشاركة : 1
رشدية جابرية
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية رشدية جابرية

 

إحصائية العضو







رشدية جابرية غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

a7 إلغاء بيداغوجيا الإدماج أم إلغاء العقل : رؤية في القرارات الأربعة عشر.


المقدمة أو السياق العام للموضوع:
عرف التعليم منذ 1965 إلى حدود السنة الجارية محطات إصلاحية متتالية ، إصلاح 1965 ثم 1975 تليه إصلاحات مفروضة في إطار برنامج التقويم الهيكلي في الثمانينات واعتماد التدريس بالأهداف وصولا إلى الميثاق الوطني للتربية والتكوين ثم الإعلان عن فشله وإدخاله لمستعجلات البرنامج الاستعجالي ثم الإعلان عن إلغاء الإدماج العمود الفقري للبرنامج، ولعل نظرة شمولية لهذا المسار الإصلاحي قد تضعنا أمام معطى مكشوف وواضح للعيان يضرب صميم المنظومة التربوية و يضرب معايير المقاربة العقلانية التي تعتمدها الدول في أي مراجعة أو إصلاح، هذا المعطى المكشوف هو اعتماد مقاربة بيداغوجية ثم إلغاؤها بجرة قلم لتعويضها بأخرى والاستمرار في هذا السلسلة المغلقة العبثية من إقرار بيداغوجية والتعبئة لها والتكوين فيها، ثم إلغائها وكأن التعبئة والتكوين وميزانيتهما مال عبثي، وكأن الزمن التعليمي الذي ضاع لأجيال من المتعلمين لا محل له من الإعراب.
بصيغة أخرى و السؤال هنا يطرح نفسه بإلحاح: لماذا إلغاء بيداغوجيا الإدماج؟
لعل السؤال قد يبدو لأول وهلة خارجا عن سياق الاحتجاجات التي طالبت ببيداغوجيا الإدماج، لكني اطرح السؤال هنا بصيغة أخرى، بصيغة المقاربة العقلانية العلمية التي يتطلبها أي قرار إلغاء: ما هي الحصيلة العلمية لتجربة بيداغوجيا الإدماج؟ ما هي خلاصة إكراهات إنزال هذه البيداغوجيا التي تم طرحها من طرف اساتذة ومفتشين وأطر بحث، انخرطت في بحث جدي عن إمكانات تطبيق الجوانب المضيئة منها وتبيئة هذه البيداغوجيا وفق المجتمع المغربي؟ وهذا يحيل على سؤال آخر اكثر حدة من سابقيه وأكثر وضوحا:
هل كانت بيداغوجيا الإدماج قرارا تربويا فعلا ناتجا عن دراسة علمية، أم قرارا سياسيا قائما على صفقة سياسية ارتأت فيه حلا لمشاكل لا علاقة لها بالتربية؟ هل إلغاء بيداغوجيا الإدماج قرار مبني على معايير علمية حقيقية وأخذ حقيقي جاد بالدراسات النقدية والعلمية التي وقفت على مكامن قوتها وضعفها وإكراهات تنزيلها أم هو محاباة لفئة عريضة عارضتها معارضة قائمة على ثقافة الرفض الاستباقي لكل جديد؟
أسئلة من شأنها أن تكشف زيف الفرح الصادر عن إلغاء بيداغوجيا الإدماج، من شأنها أيضا أن تحيل كل تربوي على جوهر القضايا الحقيقية للمنظومة التربوية فالمسألة ليست متعلقة بتبني مقاربة بيداغوجية جديدة، أو التشرنق في أخرى قديمة تريح العقل من عناء التفكير والإجتهاد التربوي، المسألة متعلقة أساسا بطريقة التعامل مع الشأن التربوي تعاملا و التعامل مع المؤهلات التربوية التي انخرطت بشكل جاد وملتزم في تبيئة هذه البيداغوجية أو تلك ثم ضرب جهودها عرض الحائط بجرة قرار.
- يتبع -
بقلم شلا زموري.





التوقيع

"لا شيء يعتم الرؤية ويوقع في التيه الوجداني والضلال الفكري كالأسئلة المزيفة. الأسئلة المزيفة هي، كأسئلة الأطفال، أسئلة تطرح مشاكل مزيفة يعيشها الوعي على أنها مشاكل حقيقية"
محمد عابد الجابري
    رد مع اقتباس