شخصيا ، عندما أصادف تلميذة بالقسم اسمها " رقية " ، أبادر بسرعة فائقة و أقول لها أمام كل التلاميذ : حتى أمي اسمها " رقية " .... وحين أجد تلميذة أخرى اسمها " خديجة " أبادرها بسرعة لأقول لها : إنه اسم زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و اسم أختي كذلك ... وحين أكتب جملة على السبورة لأشرح ، أجدني أكتب بكل تلقائية أكتب اسم " سعاد " .. وأبتسم ، و أبين للتلاميذ أن هذا الإسم يلاحقني حتى أثناء كتابة الجمل لكونه اسم زوجتي .. أريد القول ، أني بصراحة ليس لي أي مشكل مع ذكر الخصوصيات التي تهم أقرب النساء إلي . أما في وسطنا المغربي / العربي / الاسلامي فالحالة تختلف من فرد لآخر ، ومن منطقة جغرافية إلى أخرى ، ومن تجمع بشري إلى آخر .. والأمر أصبحت تقل حدّته مع انتشار الإعلام ، و زحف المدنية ، ورجوع نسبة الأمية ، وصرنا مثلا ، لا نسمع كلمة : لَوْليّة ، أو لمرا حاشاك .. بل صار هناك نوع من احترام المرأة في غيبتها ، و دون إحساس بمذلة أو مهانة . هذا من جهة ، من جهة أخرى نجد أحيانا أن الظرف لا يدعو للنطق باسم الأخت أو الأم أو الزوجة .. فحتى حينما تلتقي النسوة ، تسأل إحداهن الأخرى : أين كنتِ أمس ؟؟ فتجيب : كنت عند أمي ، ولا تقول : كنت عند أمي لمياء مثلا !! نفس الشيء بين الرجال ، نقول : أنا ذاهب عند الوالدة - وأنا مدعوّ للغذاء عند أختي - سأخرج هذه العشية مع " مولات الدار " ...وذكر الإسم في شأن هذه الحالات لن يفيد شيئا ، ولا ينتقص من كرامة الأنثى في نفوس الذكور . بصفة عامة ، الحمد لله ، عفة المرأة و كرامتها ، و الاعتزاز بوجودها أمور صارت تفرض حضورها في أجواء الوسط الذكوري ، ولم يعد هناك أي عيب يصيب الرجل/ الذكر و هو يتحدث عن النصف الآخر من عائلته ، و يذكرهن بالاسم .بالعكس فالمرء يعتز لكونه ينتمي لعائلة و أسرة معروفة النسب و الأهل . أكتفي بهذا القدر اليسير ، و الشكر موصول للأستاذة أم علاء و عمر .. مودتي للجميع .