عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-21, 19:59 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي "زواج الأحرف ونكاح الكلمات" لشيخنا الفاضل محمد بن عبد الحميد حسونة -رحمه الله


بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وإخوانه وآله ومن والاه، أما بعد

قال الله تعالى :
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
سورة "الروم" الآية(21)


....هذه الآية المباركة لطالما طرقت آذانَنا في مثل هذه المناسبة، ممّا أورثت ظناَ بأنها خاصة بمُقبل على نكاح، مُقدم على بناء .
..
....والحق الحقيق، الداعي إلى نظر وتحقيق : أن الآية في سباقها وسياقها ولحاقها تجلي آيات : التوحيد، كيف لا، والتوحيد أمره عظيم عظيم، وحاجتنا إليه فوق كل حاجة .
..
....إذ رأسُها : قوله تعالى ( ومن آياته ) وعجزها : ( خلق .. وجعل ) وذيلها : قوله تعالى ( إن في ذلك لآيات)
..
....تدعو إلى الإحسان : كفرع عن التوحيد والإيمان : إذ دعت في تضاعيفها إلى قيام السكن وتهادي المودة والرحمة عموما، وحال الزوجية خصوصا .
..
....ومن خصائص السكن : أنه مصير مريح، يُتجرد فيه ويُنبسط . فيه : وقاية وصيانة وستر .
..
....إنها معالمُ إصلاح، وأعلامُ رباح، وآيات فلاح؛ لصاحب ومَن صحب .....
..
....أجل .. نكاحنا شعاره : المودة . ودثاره : الرحمة .
..
....فتناكحوا عباد الله وتكاثروا، توادوا أيها المؤمنون وتراحموا([2]) .
..
....وفي تحقيق ما سبق، أقول :
..
....إننا نؤمن بأن صلاح الزواج منوط بصلاح الزوج، ومن ثم حسنُ اختياره للصاحبة .
..
....لما نؤمن بأن صلاح الآباء أصل في صلاح الأبناء .
..
....وقد علم أن الصلاح والرباح والفلاح على وجه التمام والكمال والجمال كامنٌ في الوحي، كائنٌ في الشرع .
..
....وعليه : يجب أن تكون تعاملاتُنا مع أنفسنا مع أزواجنا مع غيرنا، في بيوتاتنا في مجتمعاتنا وفق الشرع، وساعتئذ يصلحُ الأصلُ والفرع
..
....أعود فأقول : تناكحوا عباد الله وتكاثروا، تناكحوا نكاح كريم، وتكاثروا تكاثر نبيل .
..
....أيها الأزواج : تناصحوا فيما بينكم، وتصابروا . تكاتَفُوا على البر وتعاضَدوُا .
..
....اسعوا- بارك الله فيكم-فيما بينكم لاستنزال السكينة واستجلاب المودة واستحلاب المحبة، وإشاعة الرحمة، وإذاعة الرأفة، وذلك في أركان أبدانكم قبل أوكاركم .
..
....ولا يتحقق هذا إلا بتعظيم للأمر والنهي، إلا بإقامة الشعائر، في اتباع لا ابتداع فيه، ومردّ ذلك إلى العلم، ذلكم السبب الرئيس لتقوى القلوب، وبالتقوى تعمر الصدور وتأمن الدور .
..
....واعلموا أنكم في زمان التكاثر في الأموال والأولاد والآمال، وستبلى، ويأتي يوم تنعمون فيه نعيما لا ينفذ، فيه قرة عين لا تنقطع، فاعملوا– رحمكم الله تعالى- لهذا اليوم، استصلحوا أنفسكم، ارعوا عيالكم، اتلوا ورتلوا وتأولوا قوله تعالى : "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً"سورة "الفرقان" الآية(74)


..
ملء الله تعالى قلوبَكم تقوى، ونفوسَكم رضا، وبيوتَكم بركة .
..
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
..
كتبه
راجي رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
كتبت في : 4/4/1430هـ - 31/3/200





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس