عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-18, 20:08 رقم المشاركة : 1
فطيمة المراكشية
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية فطيمة المراكشية

 

إحصائية العضو







فطيمة المراكشية غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي مفارقات على أرض خصبة \ فطيمة المراكشية


مفارقات على أرض خصبة أفقدت الميزان التوازن



في بلد يُقال أنه يملك من الدراهم أكثر من غيره , وفي شارع ما من منطقة ما ,


اصطفّت البيوت الفارهة تروي ألف حكاية وحكاية من قصص قارون وعزيز مصر وإرم ذات العماد ,


وتنطق بلغة الذهب الأسود , ذلك الذي أطلّ من زمن ليخبر فئة أنه لهم فقط لا لغيرهم ,


من أمام ذلك الباب المنقوش بزخارف بلون الذهب ,
مرّ ( العربي ) ابن نفس الأرض ويحمل نفس الجنسية وله نفس الإنتماء لذلك التراب ,


في فترة ظهيرة وقد اشتدت أشعة الشمس , يجر خطاه في مشقة بنصف جسم يكاد يخلو من الحياة ,


رفع نظرة متثاقلة إلى الأسوار العالية , وتمتم بكلماات لم يسمعها إلى هو ,
واستمر يجر خيبات الزمن التي أثقلت كاهله وملأت قلبه آلاما ..


في نفس اللحظة خرجت صاحبة القصر في سيارة من عالم العجائب ,

تجلس في خيلاء وراء السائق المتعجرف , كيف لا وهو من بيده زمام الطريق ,


يوجّه المركبة إلى وجهة معلومة من سيدته القابعة في أبّهة موروثة ,


وتغدق عليه ليبقى ماسكا بالمقوة ( بإخلاص مدفوع ) بنظرة عابرة مرت بعينيها على ذلك ( العربي ) ,


وهو ما يزال يحاول قطع المسافاات المجهولة ,


استرق إليها النظر في غفلة من إشارة المرور الحمرااء ,


التي استوقفت السيارة برهة حتى تسنى للعربي أن يُكمل همهماته بصوت مسموع هذه المرة وخالي من الوجل ..

قائلا : - البطن الممتليء لن يحس أبدا بالفارغ , تنعموا وعيشوا فليس بالضرورة أن نحرك فيكم ساكنا ,


ملكتموها بالكامل حتى أصبحنا نحن أيضا من ممتلكاتكم ,


فأوراقنا الثبوتية تشهد بذلك , صدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حينما



قال : ( لكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ,
ولكنه زمن كلهم راع وكلهم ليس له أدنى مسؤولية عن الرعية , لقد ماتت مشاعرهم ,


فقد نحرتها سكين الثراء , لقد أعمت أبصارهم السلطة وحجبت عنهم حقيقة هذه الدار الفانية ,



اجمَعوها وعُدّوها فلن تأخذوا معكم إلا قطعة قماش تستر جسدا سيكون طعاما للديدان إلى أن تنخر منه العظم ,


أجمعوا ما طاب لكم فلن تأخذوا منها إلا ما أطعمتم به مسكينا ..
وسترتم به عوراات فقير جعل من التراب فراشا ومن السماء غطاءا ,


اليوم لكم وغدا عليكم إن اصرّيتم على الطغياان ,



لنا ربنا يرزقنا وقد رزقنا من الخير العميم ما يكفينا حاجياتنا دون نقصاان ,


ولكن أنتم من أخذ منا حقنا وتركتمونا نصارع الحياة كأمواج البحر العاتية ,


حتى انكسرت المجاذيف وأوشكت السفينة على الغرق ,


فهل من منقذ يا أصحاب المعالي ؟


فإن غرقنا اليوم فغرقكم غذا لا منجي منه إلا يدا امتدت بالحق لأصحابه ,


ولكن هيهات أين الحق ؟ وأنتم تحسبونها خالدة .....


من واقع مُعاش \ وشخصيات القصة حقيقية







فطيمة المراكشية


المملكة المغربية






آخر تعديل فطيمة المراكشية يوم 2012-03-18 في 20:11.
    رد مع اقتباس