عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-17, 02:09 رقم المشاركة : 1
فطيمة المراكشية
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية فطيمة المراكشية

 

إحصائية العضو







فطيمة المراكشية غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي حضيضنا التعليمي والصحي / فطيمة المراكشية .


السلام عليكم ورحمة الله

اريد أن أطرح رأيا بسيطا حول الفكر العربي وما وصل إليه من هبوط في المستوى العلمي والتعليمي ..
أولا أذكّر ببعض الرموز العظيمة التي مرت بعصر تاريخ العرب في العلوم والفكر الثقافي الذين كانوا يتمتعون به رغم ضعف الموارد التعليمية والمراجع العلمية , أولئك القوم كانوا يرون أن العلم هو الركيزة التي يقف عليها بنيان الشعوب بكل حضاراتها , وهي ما تقوّم كل اعوجاج في المناهج إن كان بها ذلك , وهو المكمّل لما يصبو إليه الطالب للعلم والمعرفة ..


كانوا يبحثون ويؤلفون على ضوء شمعة , ومراجعهم مما ترك الأولون من مجلدات تنهكهم في البحث حتى يجدون ,

فأيننا من الرازي وهو أعظم طبيب عرفه التاريخ إلى الآن ترك لنا مجلد ( الحاوي في الطب ) ,
وهو الآن المرجع الرئيسي للبحوث الطبية العالمية والغربية تحديدا ,

وأيننا من الخوارزمي عالم الفلك والجغرافيا , ترك مجلدات تعد القواعد الأساسية أهمها كتاب ( الجبر والمقابلة ) ,
يعتمد عليه العالم في تطبيقها إلى الآن ,


وأيننا من صاحب مجلد ( الكتاب ) العالم سيبويه الذي وضع قواعد اللغة العربية والنحو على أصولها , وبها نقتدي اليوم في علوم عربيتنا ,


أيننا عن ابن سينا عالم الطب والفلسفة , لقبه الغرب بأمير الأطباء وكتابه ( القانون في الطب ) ليس بعده قانون ,
ما جاء من نجاح بعده في عصرنا ما هو إلا فروع من تلك البذرة ..

أتى الغرب الآن واخذوا كل ما أرادوه مما وضعوه عُرْبنا , وسبقونا إليه في التطبيق والتقدم والسبب هو الإرادة والعزم وحب التطور والتقدم إلى الأمام ,
نحن لا شأن لنا إلا كل فراغ يستهوينا ونجري وراءه , وما زاد الأمر بلة تردّي الأسس التعليمية ..


أكثروا من المناهج حتى صعب العقل استيعابها , وكأن الكثرة هي الأساس , وتركوا التطوير والتنقيح والتمحيص بإيجاز مفيد ..


ترى الطالب وهو متجه إلى المدرسة وعلى ظهره محفظة لا يقوى على حملها ,
لو وضعتها على ظهر بهيمة أعزكم الله لأنّت وشكت ,
وللأسف لا يحتوي عقله إلا فتافيت منها ,
وعند نهاية السنة وكأنك مسحت مخه بأستيكة ..

والغريب أنه يعود في السنة الدراسية الجديدة لا يلوي على معلومة فاارغ تماما , فيكون المدرس عليه لزاما ان يعمل مراجعة شامل لما سبق في السنة الدراسية الماضية , حتى يستطيع الطالبة تذكر ولو شيء بسيط مما فات ( هذا إذا المدرس رايق وفايق ) ..
فالتعليم لا ينفرد بالسوء في بلد عربي محدد, بل في كل البلاد العربية فهو في هبوط مخيف ,
أتدرون ؛ لا نلوم الطالب ودماغه المتحجر , بل حتى السياسة التعليمية اهترأت وهرمت حتى تفتتت ولم تجد من ينقذها من براتين الشيخوخة ,


وزير التعليم في غياب كامل عن الأمانة التي وُضعت على عاتقه ..
كبار الرؤساء لا يلزمهم إلا نهاية الشهر للقبض ,
الموظفون يشتكون ومنهم المعلمون :

لماذا نحن نشتغل وكبراءنا في العسل ..

لا زيادات ولا حوافز ولا تشجيع , ليذهب التدريس إلى الحضيض ,


الطالب :

وأنا لماذا أدرس ؟ ومن سبقوني للدراسة ماذا أدركوا ؟ أغلبهم لا شغل ولا مشغلة ,
أخي ألست أنت ممن يحتفظ بشهادته في الدرج وما تتوظّف لحد الآن ؟ ..

يرد عليه أخوه وكله حماسة وكأنه اتحاد أخوي منقطع النظير :

نعم والله لقد درست إلى أن شيّبُت وعندما أقدّم على وظيفة , يقولون هات واسطة , ولا يشغلون إلا للي على بالي وبالك ..



إذا هذا رأي الطالب هل سيفتح عقله للإستيعاب ؟ هل سيعطي مجهودا للتعلّم ؟

وإذا بدأنا الهرم هذا من تحت , نجد أن شعار الطالب المرفوع ( للي قراوا قبل منّي أش داروا ؟ ) ..

يعني الوظيفة أساس تدمير نفسية الطالب , هذه مشكلة أخرى , من ينال شهادته الجامية يضعها في إطار ويعلقها في أحسن حائط في البيت ,
وكأن هذا هو الهدف من الشهادة , فلا وظائف ولا حتى أمل في التوظيف يوما ما , هذا ما يحبط من هم في بداية الطريق ...

إذن من الوزير إلى طالب الروض , كل في غفلة يركبون قطار التعليم الميؤوس من إيصالهم لبر الأمان ..

نأتي إلى الصحة : الصحة موضوع آخر يلزمه صفحات لنبكي ونندب حظنا فيها ..

وزارة الصحة في غياب كامل عن القوم المنهين صحيا , ما عليك سوى التوجه لأقرب مستوصف وسترى العجب ,
يدخل المريض ليعالج مرض عضوي , فيخرج مباشرة لبكمل علاجة في مصحة نفسية ,
لأن نفسيته اصابها داء الإحباط حتى الجنون بسوء الطب والتطبيب الذي يتمتع به جهاز الطب العربي الشامل ,

يمكننا ان نقول أن علاقة التعليم بالصحة هو :

الفشل إلى حد الموت السريري ..


قال احد الإخوة في موضوع أن سلامة العقل في سلامة الجسم ,


والفكر لا يستوعب ولا يعطي ولا يخترع ويكتشف إلا إذا صح الجسم وامتلأ البطن ..

يمكننا أن نقول نعم وهذا صحيح .. لكن نعود ونستشعر الومضة التي لمعت فجأة ونقول :

الرازي وابن سينا وغيرهم بعضهم اشتكى من بعض الأمراض ..
وأغلبهم قريْب وفاتهم نالوا نصيبهم من العلل البدنية ولكن لم يتوقفوا عن العطاء حتى آخر رمق ..

وايضا هؤلاء القوم لم يكونوا يأكلون المهلبية ولا المشاوي ولا أم علي
كانوا يكتفون باليسير من الأكل وكان مخهم يعطي للعالم العلم ويضعون له الأسس ..

الفرق بيننا وبينهم :
هم يحشون الفكر بالمعرفة ونحن نحشي البطن بالأكل ..

تخيل التلميذ يأكل صحنا من الحجم الثقيل, بكل محتوياته ويشرب عليه ( سطل ) لبن بالله ألن يقع مغمى عليه ؟
وعندما يستفيق يكون دماغه في بلاهة تااامة وقد لا يُحسد عليها , وتدوم معه ستة أيام حتى تتلاشى منه تركيبة التخمة ..ويعيد الكرّة من جديد ..
وإن ذهب إلى المدرسه أنبئني إذا عرف كيف يفرّق بين الواو وعصا الطبّال ..

والعكس صحيح أيضا , التلاميذ المعوزين والذين وجدوا أنفسهم تحت خط الفقر , لا يجدون ما يقتات به الجسم حتى يعطي طاقة للعقل ليتنشّط ويفكر ..
ويلقون نفس المصير الصحي البائس والذي ينعكس على العطاء الدراسي ..


الكلام كثير انا الآن أحس أن حنجريتي جفت لأنني أكتب وأتكلم في صدري بصوت عالي ..


لي عودة إن لزم الأمر



من بعض ثرثراتي فعذرا ع الإطالة \ فطيمة المراكشية Jankari
| تحياتي وتقديري للجميع

</B>





آخر تعديل الشريف السلاوي يوم 2012-03-17 في 19:02.
 
    رد مع اقتباس