الموضوع: تعريف العقل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-22, 17:28 رقم المشاركة : 1
فصبر جميل
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فصبر جميل

 

إحصائية العضو







فصبر جميل غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام التميز لشهر مارس 2012

العضو المميز لشهر يناير

c4 تعريف العقل


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على أشرف المرسلين
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :

العقل مخزن المعلومات ، و مبدع الألفاظ
قال فيه أبو حامد الغزالي : " والعقل منبع العلم ومطلعه وأساسه ، والعلم يجري منه مجرى الثمرة من الشجرة ، والنور من الشمس ، والرؤية من العين ، فكيف لا يشرف ما هو وسيلة السعادة في الدنيا والآخرة ، أو كيف يستراب فيه ، والبهيمة مع قصور تمييزها تحتشم العقل ، حتى إن أعظم البهائم بدنا وأشدها ضراوة وأقواها سطوة إذا رأى صورة الإنسان احتشمه وهابه ، لشعوره باستيلائه عليه ، لما خص به من إدراك الحيل " . ( إحياء علوم الدين ، ج1 ، ص 73 ) .

و عند تتبع آيات القرآن الكريم وجدنا أن لفظة العقل لم ترد كمصدر إطلاقا ، و إنما وردت بمختلف اشتقاقات الفعل عقل ، فوردت لفظة " تعقلون " أربع و عشرين مرة ، و لفظة " يعقلون " اثنتين و عشرين مرة ، أما ألفاظ " عقلوه ، نعقل ، يعقلها " مرة واحدة لكل لفظة ، أما في السنة فقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل العقل لا يصح منها شيئا كما قال علماء الحديث ، فم المراد من هذه الكلمة ؟

اختلفت أقوال العلماء حول لفظة العقل و ذلك لتعدد معناها فنجد الغزالي قد قال : " العقل وهو أيضا مشترك لمعان مختلفة ، ذكرناها في كتاب العلم ، والمتعلق بغرضنا من جملتها معنيان :
أحدهما : أنه قد يطلق ويراد به العلم بحقائق الأمور، فيكون عبارة عن صفة العلم الذي محله القلب .
والثاني : أنه قد يطلق ويراد به المدرك للعلوم ، فيكون هو القلب أعني تلك اللطيفة .
ونحن نعلم أن كل عالم فله في نفسه وجود ، هو أصل قائم بنفسه ، والعلم صفة حالة فيه ، والصفة غير الموصوف ، والعقل قد يطلق ويراد به صفة العالم ، وقد يطلق ويراد به محل الإدراك أعني المدرك ، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : " أول ما خلق الله العقل " ـ و هو حديث كذب موضوع عند علماء الحديث ـ . فإن العلم عرض لا يتصور أن يكون أول مخلوق ، بل لابد وأن يكون المحل مخلوقا قبله أو معه ولأنه لا يمكن الخطاب معه وفي الخبر أنه قال له تعالى : " أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر " . ـ و الحديث السابق و هو حديث كذب موضوع عند علماء الحديث ـ" . ( مرجع سابق ، ج3 ص 4 ) .

أما ابن تيمية فلا يراه جوهرا قائما بنفسه ، و إنما يراه عرضا قائما بغيره لذلك قال : " و العقل في لغة المسلمين مصدر عقل يعقل عقلا ، يراد به القوة التي بها يعقل ، وعلوم وأعمال تحصل بذلك ، لا يراد بها قط في لغة : جوهر قائم بنفسه ، فلا يمكن أن يراد هذا المعنى بلفظ العقل " .( مجموعة الفتاوى ، ج1 ، ص 176 ) .

وقال أيضا في مكان آخر : " فإن العقل في لغة المسلمين عرض من الأعراض قائم بغيره وهو غريزة أو علم أو عمل بالعلم ليس العقل في لغتهم جوهرا قائما بنفسه " .( المرجع السابق ج 18 ص 192 ) .
و عندما كان العقل قائما بغيره تعددت معانيه مما أدى برفاعي سرور أن يقول : " فقد جاء بعدة معاني :
العقل بمعنى الوعي : آية الرجم قرأناها و وعيناها و عقلناها ...
العقل بمعنى الإدراك : أنه عقل من النبي صلى الله عليه و سلم ، و عقل مجة مجها من دلو .
العقل بمعنى الفهم : كان يعيد الكلمات ثلاثا لنعقل منه .
العقل بمعنى الاتزان : لا أرى عليك ثياب من لا يعقل .
العقل بمعنى الرشد : يعلمهن من عقل من بنيه ، و من لم يعقل كتبه .
العقل بمعنى كمال الفهم : فإنه فهم العقل و نور الحكمة .
العقل بمعنى نفي الجنون : رفع القلم عن المجنون حتى يعقل .
العقل بمعنى الثبات فيما سبق : إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه .
العقل بمعنى فهم القلب : و ليعقل قلبك ...و عقل قلبي .
العقل بمعنى الكمال : و يقال للرجل : ما أعقله و ما أظرفه ، و ما أجلده ...
نفي العته : لا يقع طلاق المعتوه المغلوب على عقله .
تنقص العقل : إن امرأة في عقلها شيء .
مضمون الشخصية : قد رأيناهم صورا لا عقول لهم " . ( في النفس و الدعوة ، 2004 ، ص ص 12 - 13 ) .


ـ مكان العقل : العقل عرض قائم بغيره فإما أنه يكون في القلب أو في الدماغ ، و قد أشار إلى هذه الحقيقة ابن تيمية حيث قال : " ... فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل وأما من البدن فهو متعلق بقلبه، كما قال تعالى : (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) الحج: ٤٦ ، وقيل لابن عباس بماذا نلت العلم ؟ قال : " بلسان سؤول وقلب عقول " .... وقد يراد بالقلب باطن الإنسان مطلقا فإن قلب الشيء باطنه كقلب الحنطة واللوزة و الجوزة ونحو ذلك ، ومنه سمي القليب قليبا ، لأنه أخرج قلبه وهو باطنه ، وعلى هذا فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضا ، ولهذا قيل : إن العقل في الدماغ كما يقوله كثير من الأطباء ، ونقل ذلك عن الإمام أحمد ، ويقول طائفة من أصحابة : أن أصل العقل في القلب ، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ . والتحقيق أن الروح التي هي النفس لها تعلق بهذا وهذا ، وما يتصف من العقل به يتعلق بهذا وهذا ، لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ ، ومبدأ الإرادة في القلب. والعقل يراد به العلم ، و يراد به العمل ، فالعلم والعمل الاختياري أصله الإرادة ، وأصل الإرادة في القلب ، والمريد لا يكون مريدا إلا بعد تصور المراد ، فلا بد أن يكون القلب متصورا ، فيكون منه هذا وهذا ، و يبتدئ ذلك من الدماغ ، وآثاره صاعدة إلى الدماغ ، فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء ، وكلا القولين له وجه صحيح ، وهذا مقدار ما وسعته هذه الأوراق . والله اعلم " . ( مرجع سابق ، ج 9 ، ص 162 ) .

( المرجع : فيصل قريشي ، المنهج الإسلامي و أثره في علاج الاكتئاب العصابي ، 2007 ، ص ص 33 - 35 ) .

















التوقيع

لا إلـه إلا الله

بها نحيــــا وبها نمـــوت وبها نلقــى الله
    رد مع اقتباس