عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-19, 16:09 رقم المشاركة : 1
فصبر جميل
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فصبر جميل

 

إحصائية العضو







فصبر جميل غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام التميز لشهر مارس 2012

العضو المميز لشهر يناير

c4 الحاجة الى التنبيه الحسي /سيكولوجية الإثارة الحسية


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على أشرف المرسلين
سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام


لو تخيلنا أن إنسان عاش في بيئة ساكنة ، و جامدة ، لا حركة فيها و لا أثارة ، كيف سيعيش و ماذا سيحدث له ؟؟
بالتأكيد سوف تكون حياته مملة ، و رتيبة ، و مقيدة ، لا تبعث على مشاعر البهجة و الفرح ، خامدة يسودها الركود و مشاعر الضيق و الكدر " إذ الإنسان بطبعه مدفوع من حاجة رئيسة و هي الحاجة إلى الإثارة الحسية ، الحاجة إلى مثيرات تداعب مشاعره ، و تتحدى قدراته و مهاراته العقلية ، و تتصارع مع قواه الجسدية ، مدفوع برغبة للتسلية و المرح ، و إلا ما هي الفائدة و الجدوى من الحياة أن أصبحت رتيبة و ساكنة ؟
لماذا نحتاج الخبرات الحسية ؟
لكل دافع باعث يحفزه ، و لكل استجابة نقوم بها مثير ، كما أن الحاجة للمثيرات الحسية رغبة نابعة من الاتصال بالبيئة المحيطة ، و الحاجة إلى المعرفة و الاستكشاف ، و السعي نحو السعادة ، و اختبار مواقف الحياة ، و امتحان المهارات و القدرات ، و تحدي المشكلات ، و الهرب من الملل و الضجر ، و جعل مسيرة الحياة مليئة بمظاهر البهجة و روح التحدي ، كما أن الإحساس بهذه المثيرات مظاهر لرفع الروح المعنوية و الترويح عن النفس ، و الاستمتاع بالتذوق الجمالي ، كالاستجمام و السياحة و لعب كرة القدم و ركوب الدراجة و الرسم .

الحاجة الى الأثارة هل هي فطرية أو مكتسبة ؟
يصنف علماء النفس هذه الحاجة ضمن الحاجات الفطرية ( الموروثة ) ، و من أهم دوافع الإنسان نحو البقاء و استمرار الحياة اذ بدون هذه الحاجة لا يستطيع الأفراد العيش و مواصلة الحياة . ألا أن إشباع هذه الحاجة تتعدل بطريقة اجتماعية نحو ما يشبعها من أشياء و مواضيع و أشخاص ، و المثال على أهمية هذه الحاجة تجربة الباحث ( هيرون ) التي أقامها في جامعة ( ماك جاك ) في مونتريال بكندا ، تقوم هذه التجربة على موضوع الحرمان الحسي ( حرمان أو عدم إثارة الحواس الخمسة لدى الانسان من المثيرات الحسية ) ، حيث وضع طلاب في حجرات عازلة و صغيرة ، و مخادع هادئة اضطجعوا عليها و هم معصوبي العينين ، و وضعت أعينهم في عصابة أو ضمادة ، و لم يكونوا يستطيعون السماع الى أي شيء ، و سمح لهم بأوقات قليلة من الراحة و قضاء الحاجات ، و فيما عدا ذلك يبقى المفحوص في حالة من الحرمان من التنبيه ، و بعد ساعات قليلة من بدء التجربة أصبح الطلاب في حالة ضجر و تبرم و تهيج ، و قرر كثير منهم أنهم رأوا هلاوس بصرية على شكل صور و أحلام يقظة ، و اصبحوا غير واعين الى الزمان أو المكان ، و غير قادرين على التفكير الواضح او التركيز لأي فترة من الزمن ، و كان أدائهم ضعيف عندما أعطيت لهم مسائل و طلب منهم حلها ، مما كان للتجربة أثر سيء على عملياتهم العقلية ، و ترك كثير من المفحوصين هذه التجربة و توقفوا عن تكملتها قبل إنهاء التجربة ، رغم كل الحوافز المالية و الرغبة في اثراء المعرفة . يتضح من هذه التجربة حاجة الإنسان الى المثيرات الحسية و التواصل مع
بيئته المادية و الاجتماعية و الاستمتاع بالخبرات الحسية.
نمط الشخصية و علاقته باختيار المثيرات الحسية
يختلف الأفراد عن بعضهم البعض في اختيارهم للمثيرات الحسية ، و هذا الاختلاف نابع من اختلاف اتجاهاتنا و ميولنا و تفضيلنا للمواضيع و الأشياء الموجودة في البيئة ، كذلك نجد أن الفرد نفسه يختلف في المواضيع التي يفضلها و الأشياء التي يحبها ،كما نجد أن هذه الأشياء و المواضيع قد تختلف لدى الإفراد من مرحلة عمرية إلى أخرى ، فما نرغب فيه في الطفولة قد يختلف عما يثيرنا في المراهقة و
الرشد أو الشيخوخة .

و تصنف الدراسات و الأبحاث التي أجريت في هذا المجال الأفراد حسب اختيارهم للمثيرات الحسية الى نمطين ، هما :
1 . أفراد يحتاجون الى مثيرات حسية عالية ، و أثارة بدرجة كبيرة ،على حساب حياتهم و راحتهم و أمنهم ، كما يظهر لدى متسلقي الجبال و الغوص في البحار ، و القفز بالمظلات ، و قيادة السيارات بسرعة كبيرة .
2 . أفراد يحتاجون الى مثيرات حسية أقل تنبيه و أثارة ، كما يظهر لدى من يفضل قراءة الكتب و المطالعة ، و صيد السمك ، و لعب كرة التنس ، و مشاهدة برامج التلفاز .
لذا نجد أن الوظيفة الأساسية لهذه الحاجة ، نابعة نحو تحقيق التوافق و الحفاظ على التوازن النفسي ،
بغض النظر عن المثيرات التي تشبع هذه الحاجة ، و أن الحياة لا معنى لها أن أصبحت خالية من عناصر الإثارة و التشويق الحسي


علي عبدالرحيم صالح





التوقيع

لا إلـه إلا الله

بها نحيــــا وبها نمـــوت وبها نلقــى الله
آخر تعديل فصبر جميل يوم 2012-02-19 في 16:12.
    رد مع اقتباس