عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-08, 13:40 رقم المشاركة : 1
hassi2009
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







hassi2009 غير متواجد حالياً


افتراضي عِشـْقُ ُ عَلـَى طـَريقـَةِ المُتـَشـَرّدِينَ-الجزء الأول- بقلمي


باسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لأول مرة في منتديات الأستاذ أطرح قصة بقلمي حصرية


عِشـْقُ ُ عَلـَى طـَريقـَةِ المُتـَشـَرّدِينَ -الجزء الأول -بقلمي
انـْتـَشـَلنِي صِياحُ سَبّـِهِ وشـَتـْمِهِ القويّ وَرَفسُهُ لِلبابِ الهمَجيّ مِن نوْمِي فِي مُنتصفِ الليْل ِ مُحْدِثا ً هلعا ً رَهِيبا في قلـْبـِي، وجَدتـُنِي على وجْهِ السرعَةِ في بَهو المنزل المُباشر للبابِ الخارجيّ لأجدَ أسرَتِي تـُعاينُ في تـَرقـّـُبٍ اهتزازاتِ البابِ مِن شِدّةِ الصدماتِ المُتتاليَةِ عَليْهِ، لا يُريدُ أبي مِن أحدٍ مِنـّـَا فـَتـْحَ البابِ، فِي يدِهِ قضيبُ ُ طويلُ ُ مِن حديدٍ يتهدّدُ ويتوعدُ وأمّـِي تحثـّـُهُ فِي توسّـُل إلقاءَ ما في يدِهِ وضبط النفس عندَ الغضبِ والتنبّـُهِ إلى شطارَةِ الشيْطان، يُعنـّـِفـُهـَا بـِشِدّةٍ...يَنـْهـَرُهـَا...يُحمّـِلـُهـَا مسؤولية ما آلتْ إليهِ أوضاع الأسرةِ بسَبَبِ إفراطِهـَا فِي التستـّـُر عليْهِ وتشجيعِهِ المُتزايدِ على السهر خارجَ المنزل بمَدّها إياهُ النقودَ وتسهيل وُلوجهِ في الليل داخلَ المنزل، يأمرُ أختِي بأن تـُهاتِفَ الشرطة للحضور، أمّي تـُوشِي لها في خفاء بأن لا تفعل، أصبحَ الموقِفُ جدّ صعبٍ ولا يُنـَبّـأ بحَلّ ٍ قريب، انتابَنِي إحراجُ ُ شديد بعدم الرضا مِن رأي الناس لِمَا يحدُثُ فِي منزلِنـَا، شدّنِي ضيْقُ ُ قويّ في نفسيّتِي وأذلّ َ الحياة عِندِي، أ ُهينَ كلّ ُ شيءٍ أمَامِي، فتِكرارُ مَا يحدُثُ يومِيّا تقريبا هزّ ثِقتِي مِن استِقرار الوضع في منزلنا مُستقبلا، بدأتُ أرى فِي أبي لحظتها عندَ تعنيفِهِ لأمّي والقضيبُ الحديدِيّ ُ في يَدِهِ إنسانا مُتوَحّـِشا جَلبَ إلى ذاكِرَتِي أحداثا في الماضي كانت لي معهُ مارَسَ عَليَّ مِن خلالِها إرهابا فظيعا تعقـّـَدَتْ فيها حياتِي كلها، وأرى في أخي ذلك الخلقُ الموجودُ وراءَ الباب العاطلُ المُتشرّدُ نـُقطة ً سَوْداءَ أثرتْ بشكل كبير على استقرار حياتِنا، كلاهمَا لا يُمثلان لي سعادَة الأسرَةِ واستقرارَها، هذا ما أوْحَتْ به نفسي إليّ، معَ اسْتِمرار الضجيج وأرَقِي الشديد الذي لا يَستطيعُ مُقاوَمَة السّهر دفعانِي صوْبَ نافِذة المنزل بسُرعَةٍ فتحتـُها وقفزتُ مِنها إلى خارج المنزل يُصاحِبُنِي صُراخُ أمّي وأختِي يَطلبانِي العودَة، عدوتُ في اتجاهٍ لا أدري وأنا أشعُرُ بأني قدْ فـَتـَكتُ بالخوْفِ حين لم أكن أحلمُ في يوم أني سأخرُجُ في هذا الوقتِ المُتأخر مِن الليل سيما وأبي حريص جدّا على أن أكونَ بعد صلاة المغرب مُباشرة بالمنزل، كانت بالنسبة لي فرصَة لأتمتعَ فيها بهذا الوجود الذي طالمَا تغنى بهِ المطلعونَ على أسراره وخفاياه، وجدتـُنِي أمامَ مرأب السيارات ألتقط أنفاسي، وعلى بعد عشرة أمتار تقريبا توقفت سيارة أجرة صغيرة نزلت منها فتاة شابة عارية الكتفين على جسدها ثوب ضيق افتضح مفاتنها، نظرت يمينا وشمالا رأتني فنادت عليّ، تقدمتُ إليها ولديّ نِيّـَة أستودعُ نفسي تحت أوامِرهَا... دعتني بأن أساعِدها في نقل حاجياتِها إلى منزلها القريب، وفي طريقنا شممتُ عطرا فاتنا يتسلل مِنها فقالت:
- أين عمر؟
- أنا لا أعرف عمر
- ألستَ تساعد عمرَ في حراسة المرأب؟
- لا يا اختي
- ومن تكون؟
- أنا ابن هذا الحي وقد فررت من منزلنا لمشكل أحدثه أخي
تبسمت وقد ألقتْ إليّ بنظرة خجولة فقالت:
- إذن أنت بلا مأوى الليلة
استحييْتُ مِن قولها حين تبادَرَ إلى ذهنِي منه نزغ أسكتنِي...وصلنا المنزل وقد فتحَتِ الباب فوضعتُ أغراضها بجانبهِ وهممتُ بالإنصراف، فقالت:
- أدْخِل ِ الأغراض معك وأقفل البابَ راءك واتبعني...
لم أصدق نفسي وأنا سأبيتُ لأول مرة في بيتٍ غير بيتي
يتبع.... بإذن الله......
جزاكم الله خيرا
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
</strong></strong></strong></strong></strong></strong>
أخوكم في الله / لحسن





    رد مع اقتباس