عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-02, 10:59 رقم المشاركة : 1
فطيمة الزهرة
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فطيمة الزهرة

 

إحصائية العضو







فطيمة الزهرة غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة 2

مشارك(ة)

المرتبة الأولى

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

a3 البيت والمدرسة وأهمية التعاون بينهما


البيت والمدرسة وأهمية التعاون بينهما

أولاً : البيت أو الأسرة :

1 ـ البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل .

2 ـ كيف تؤدي الأسرة واجباتها تجاه أطفالها ؟

3 ـ واقع الأسرة وتأثيره على تربية الأطفال .

ثانياً : المدرسة ودورها في تربية وإعداد النشء .

1 ـ كيف تستطيع المدرسة أداء مهامها ؟

2 ـ تعاون البيت والمدرسة .

أولاً : البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل :

البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، حيث يقضي السنوات الأولى من حياته ، منذُ الولادة وحتى انتقاله إلى المدرسة ، فالبيت إذاً هو المدرسة الأولى ،حيث تتولى الأسرة التي يعيش في كنفها رعايته وتنشئته النشأة القويمة ، ولذلك فأن الأسرة تلعب دوراً بالغ الأهمية في تربية وإعداد أطفالها [اجتماعياً ] و[ أخلاقياً ] و [ عاطفياً ] من خلال إحاطتهم بالحب ، والعاطفة ، والأمن ،وتدريبهم على السلوك الاجتماعي القويم ، وتوفير الرعاية الأساسية لهم ، وإشعارهم بأنهم موضع اهتمامهم وحمايتهم ، والاعتزاز بهم .
وتتولى الأسرة تعليمهم وتوجيههم في ممارسة السلوك المقبول اجتماعياً ، من خلال ممارسة الأعمال والأنشطة المفيدة ، والعمل على تجنيبهم كل سلوك ضار ومرفوض من قبل المجتمع بأسلوب تربوي بعيد عن أساليب القمع والإكراه ، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة وصادقة في سلوكهم وممارستهم أمام أطفالهم ، حيث يقلد الأطفال ذويهم ويتعلمون منهم الشيء الكثير ، وعلى ذلك فإن الوالدين تقع عليهم مسؤولية تربوية كبرى يتوقف عليها مستقبل أطفالهم ، فالعائلة التي تغرس في نفوس أطفالها العادات الحميدة تكون قد بنت الأساس المكين لسلوكهم وأخلاقهم مستقبلاً ، وعلى العكس من ذلك فإن العادات السيئة والسلوك المنحرف الذي يتعلمه الأطفال في مقتبل حياتهم من أفراد أسرتهم يتحول إلى سلوك دائمي إذا ما استمروا عليه ، فمن الصعوبة بمكان أن نلغي لدى أطفالنا عادة ما ونحل محلها عادة أخرى ، وإن ذلك يتطلب منا الجهد الكبير والوقت الطويل .
ثانياً : كيف تؤدي الأسرة واجباتها تجاه أطفالها ؟

إن على الأسرة التي تهدف إلى تربية أطفالها التربية القويمة أن تلتزم بالمبادئ التالية :
1 ـ ينبغي للوالدين احترام مسار النمو العادي لطاقات أطفالهم ، والسماح لغرائزهم بالنمو بشكل طبيعي ، شرط أن لا تعرضهم للاستثارة الزائدة ، وإرشادهم فيما يتعلق بمواجهة المشاعر الاتكالية والجنسية والعدوانية ، ومساعدتهم على ضبط تلك المشاعر وجعلها طبيعية ، وإشباعها بأسلوب لا يخل بالقيم السائدة في ثقافتهم ، ولاشك أن الوالدين لهما الحق وعليهما الواجب في تبني قيم معينة ومحاولة تنميتها لدى أطفالهما لأن هذا الإطار ضروري لخلق المعايير السلوكية لديهم .
2 ـ على الوالدين تهيئة المناخ المناسب لتنمية الثقة لدى أطفالهم ، والتي هي الأساس لكل الروابط العاطفية . إن الأطفال بحاجة للحصول على الخبرة في الاستقلال الذاتي ، شرط أن لا يعني ذلك إطلاق العنان ومحاولة إشباعها بصورة عشوائية من غير ضوابط .
3 ـ على الوالدين إتاحة الفرصة لأطفالهم للتعبير عن الشغف ، وحب الاستطلاع والمبادأة والاستكشاف ، شرط أن لا يتم التجاوز على القيم النبيلة، أو على حقوق الغير، وتشجيعهم على الكد والمثابرة والاجتهاد .
4ـ ينبغي للوالدين أن يتصفا بالحزم ، ولكن دون قسوة ، والإرشاد من دون استخدام الأوامر والتعليمات غير المنطقية وغير المبررة ، وان يحرصوا على الثقة فيما بينهم أولاً ،وبينهم وبين أطفالهم ثانياً ، حيث أن ذلك يساعد الأطفال على النمو تجاه المراهقة والشباب ، وتنمية المشاعر الإيجابية لديهم من تقدير الذات ، والقدرة على التحمل ، والتسامح ، والتمسك بالقيم الإنسانية .
5 ـ ينبغي للأسرة أن تكون نموذجاً يتسم بالثقة والأمن فيما يتمسكون به من قيم فاضلة ، وسلوكيات قويمة ، يطلبون من أبنائهم ممارستها ، من خلال ممارستهم هم لتلك السلوكيات ، والعمل على تعزيز جميع السلوكيات الإيجابية ، وامتداح أبنائهم الملتزمين بها ، والعمل على كف السلوكيات الخاطئة والمنحرفة ، وغير المرغوب بها .
6 ـ ولاشك أن استخدام الحب ، والتقبيل ، بدلاً من أساليب القوة والسيطرة والعنف هي السبيل الأمثل لتربية وتنمية أطفالهم ، وجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية عن أفعالهم ، وتمسكهم بالتعاون مع الآخرين .إن استخدام أساليب العنف مع الأطفال لضبط سلوكهم من شأنه أن يؤدي إلى تنمية المشاعر العدوانية لديهم .
إن ما يكتسبه الأطفال خلال السنوات الست الأولى من حياتهم بين أسرهم ، قبل دخولهم المرحلة الوسطى ، ونقصد بها المدرسة والتي هي امتداد للتربية في البيت ،حيث تعد الأبناء لدخول حياة المجتمع ، ولذلك فهي من الأهمية بمكان لمستقبلهم ، فإذا ما كانت الأسرة تعيش حياة آمنة ومستقرة ، يسودها المحبة والاحترام ، والتعاون بين أفرادها ، وخاصة الوالدين ، وتتمسك بالسلوك والأخلاقيات القويمة فلا شك أنها سوف تؤثر تأثيراً إيجابياً عميقاً في نفسية وسلوك أبنائها ، وعلى العكس من ذلك فإن الأسر الممزقة والمتناحرة ، والتي تفتقد إلى الاحترام المتبادل بين الوالدين وبقية أفراد الأسرة ، وكذلك الأسر التي انفصل فيها الوالدين ، ويعيش الأطفال مع أحدهما ، أو كلاهما بالتناوب فإن ذلك يؤثر تأثيراً سلبياً بالغاً على نفسية وسلوك أبنائهم بكل تأكيد .
لقد اتضح من الدراسات التي أجراها علماء التربية وعلم النفس أن الأسر التي لا تعاني من مشكلات سلوكية بين أعضائها تعيش حياة هادئة ، ويرتاح بعضهم إلى البعض الآخر ، وهم يستطيعون إجراء المناقشات فيما بينهم بمهارة ويسر ، وعلى الرغم من وجود فروق في الأدوار لكل فرد منهم ، فإنهم يشتركون جميعا في القيم السامية التي تحافظ على بناء وتماسك أسرهم ، على الرغم من أن الأسر لا يمكن أن تخلو من التوترات والاحياطات والغضب والغيرة وغيرها من المشكلات ، فهذه خصائص موجودة في كل أسرة ، لكن هذه الأسر تختلف بعضها عن البعض الآخر في كيفية مجابهة تلك المشاكل التي تحدث داخلها ، عن طريق الحكمة والتعقل ، ممزوجة بالحب والعطف ، والاحترام العميق لمشاعر الجميع ، صغاراً وكباراً .
وعلى العكس من ذلك نجد الأسر التي يعاني أفرادها من الاضطراب السلوكي تتميز بالضعف ، وهشاشة العلاقة فيما بينها ، ومع البيئة الخارجية ، وتتسم العلاقات الأسرية بالغضب والاستفزاز والعداء ، وتنتابهم مشاعر التهديد والمراوغة والإكراه حيال بعضهم البعض ،
ويسود الأسرة مناخاً من الإحباط والركود ، وقد نجد أبناءهم يتهربون خارج الأسرة .
إن الأسر التي تعاني من المشاكل بين الوالدين تتسم تربية أبنائهم بالازدواجية حيث يتلقون التوجيهات المتناقضة منهما ، وقد يلجاً أحد الوالدين إلى تحريض أبنائهم على عدم الإصغاء لنصائح الطرف الآخر أو تشويه صورته ، أو الإساءة إليه ، مما يؤدي إلى عدم احترام الأبناء لهما ، أو اتخاذهما نموذجاً يحُتذا به في سلوكهم .

********
ثالثاً : واقع الأسر،وتأثيره على تربية الأطفال :

ومن خلال الدراسات التي أجراها علماء التربية وعلم النفس للأوضاع الأسرية في مختلف البلدان قد وجدوا أن هناك اختلافات كبيرة بين الأوضاع الاجتماعية لهذه الأسر تتحكّم فيها الظروف التي تعيش فيها كل أسرة ،والعلاقات السائدة بين أفرادها ، وبشكل خاص بين الوالدين ، وأن هذه الاختلافات ، والعلاقات تلعب دوراً خطيراً في تربية وتنشئة الأطفال ، فهناك أنواع مختلفة من الأسر وتبعاً لذلك نستطيع أن نحددها بما يلي :
1 ـ الأسر التي يسودها الانسجام التام ، والاحترام المتبادل بين الوالدين وسائر الأبناء ، ولا يعانون من أية مشكلات سلوكية بين أعضائها الذين يشتركون جميعاً في القيم السامية التي تحافظ على بناء وتماسك الأسرة ، وتستطيع هذه الأسر تذليل جميع المشاكل والصعوبات والتوترات الداخلية التي تجابههم بالحكمة والتعقل ، وبالمحبة والتعاطف والاحترام العميق لمشاعر الجميع صغاراً وكباراً . إن الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة ، وخاصة بين الوالدين هو من أهم مقومات الاستقرار والثبات في حياتها ، ومتى ما كانت الأسرة يسودها الاستقرار والثبات فإن تأثير ذلك سينعكس بكل تأكيد بشكل إيجابي على تربية وتنشئة الأطفال .
2 ـ الأسر التي يسودها الانشقاق والتمزق والتناحر وعدم الانسجام ، وتفتقد إلى الاحترام المتبادل بين الوالدين ، ويمارس أحدهما سلوكاً لا يتناسب مع جنسه ولا يتلاءم معه ، وغير مقبول اجتماعياً ، وفي هذه الحال يفتقد الأطفال القدوة الضرورية التي يتعلم منها العادات والقيم والسلوكيات الحميدة ، وقد يلجأ الأطفال إلى البحث عن قرين لهذه القدوة غير كفء ، من خارج الأسرة ، غير أن هذه النماذج تفتقر إلى عمق الشخصية ، ولا يمكن التعرف عليها بنفس الدرجة التي يتعرف بها الأبناء على الوالدين .
إن عدم الانسجام بين الوالدين يؤدي إلى صراع حاد داخل الأسرة ، وقد يطفو هذا الصراع على السطح ، وقد تشتعل حرب باردة بين الوالدين ، وقد يترك الأب الضعيف السلطة والمسؤولية العائلية للأم ،وقد تحاول الأم تشويه صورة زوجها أمام الأبناء وتستهزئ به مما يؤدي إلى شعور الأبناء بعدم الاحترام لأبيهم الضعيف والمسلوب الإرادة .
وهناك الكثير من الآباء المتسلطين على بقية أفراد العائلة ، ولجوئهم إلى أساليب العنف والقسوة في التعامل مع الزوجة ومع الأبناء ، وخاصة المدمنين منهم على الكحول أو المخدرات ، مما يحوّل الحياة داخل الأسرة إلى جحيم لا يطاق ، وقد يتوسع الصراع بين الوالدين ليشمل الأبناء ، حيث يحاول كل طرف تجنيد الأبناء في صالحه مما يسبب لهم عواقب وخيمة ، حيث يصبحون كبش فداء لذلك الصراع ، ويتعرضون للتوتر الدائم ،والغضب، والقلق ، والانطواء، والسيطرة ،والعدوانية ، ولقد أكد العلماء أن المشكلات الأخلاقية التي يتعرض لها الأبناء غالباً ما تكون لدى الأسر التي يسودها التوتر وعدم الانسجام الصراع .
ويعتقد العلماء ، نتيجة الدراسات التي أجروها أن تأثيرات الصراع والشقاق الزوجي المستمر غالباً ما تكون أشد تأثيراً على تربية وتنشئة الأبناء من الانفصال أو الطلاق ، على الرغم من أن الانفصال أو الطلاق ليس بالضرورة يمكن أن ينهي العداء والكراهية بين الوالدين ، فقد ينتقل الصراع بينهما إلى مسألة حضانة الأطفال ، ونفقة معيشتهم
3 ـ الأسر التي جرى فيها انفصال الوالدين عن بعضهما نتيجة للشقاق والصراع المستمر بينهما مما يجعل استمرار الحياة المشتركة صعباً جداً ، إن لم يكن مستحيلاً ،ورغم أن الانفصال أو الطلاق قد يحل جانباً كبيراً من المشاكل التي تعاني منها الأسرة ،إلا أن مشاكل أخرى تبرز على السطح من جديد تتعلق بحضانة الأطفال ، ونفقتهم ، وقد يستطيع الوالدان المنفصلان التوصل إلى حل عن طريق التفاهم ، وقد يتعذر ذلك ويلجا الطرفان أو أحدهما إلى المحاكم للبت في ذلك مما يزيد من حدة الصراع بينهما ، والذي ينعكس سلباً على أبنائهما .
وفي الغالب قد تتولى الأم حضانة أطفالها ، وقد يتولى الوالد الحضانة ، وقد يتولى الاثنان ذلك بالتناوب حرصاً على مصلحة الأبناء ، وعدم انقطاع الصلة بين الوالدين وأبنائهما .
لكن الآثار السلبية لانفصال الوالدين على الأبناء تبقى كبيرة ، خاصة مع استمرار الكراهية والعداء بين الزوجين المنفصلين ، ونقل ذلك الصراع بينهما إلى الأبناء ، وما يسببه ذلك من مشاكل واضطرابات نفسية لهم ، فقد اعتبرت الباحثة المعروفة [ مافيس هيرثنكتون] الطلاق بأنه مرحلة من التردي في حياة الأسرة ، وليس مجرد حدث فردي قائم بذاته .
إن التأثير الناجم عن حضانة الأبناء من قبل أحد الطرفين يمكن أن يخلق مشاكل جديدة ، فقد تتزوج الأم التي تتولى حضانة أبنائها ، ويعيش الأبناء في ظل زوج الأم ، وقد يكون للزوج الجديد طفل أو أكثر ، وقد يتزوج الأب الذي يتولى حضانة الأطفال الذين سيعيشون في ظل زوجة أبيهم ، وقد يكون لزوجة الأب طفل أو أكثر ، وفي كلتا الحالتين تستجد الكثير من المشاكل ، فقد لا ينسجم الأطفال مع زوج الأم ، وقد لا ينسجموا مع زوجة الأب ، وقد لا ينسجموا مع أطفال زوجة الأب ،أو أطفال زوج الأم ، وخاصة عندما يكون هناك تمييزاً في أسلوب التعامل مع الأطفال مما ينعكس سلبياً على سلوكهم وتصرفاتهم ، ونفسيتهم ، وخاصة البنات ، وقد يؤدي بهم إلى الشعور بالضيق ،
والقلق ، والإحباط ، والخوف ، والشعور بالحرمان ، والحنين ، والحزن وهبوط المستوى الدراسي ، والهروب من المدرسة ، والسرقة وغيرها من السلوك المنحرف والمخالف للقانون.
إن من المؤسف جداً أن تتصاعد نسبة الأسر المطلقة بوتائر عالية ، وخاصة في الولايات المتحدة وسائر المجتمعات الغربية ، فقد أشارت الدراسات التي أجراها مركز الدراسات الصحية بالولايات المتحدة أن نسبة الطلاق قد تصاعدت بنسبة 100% ما بين الأعوام 1970 ـ 1981، وأن هناك 1,182,000 حالة طلاق بين الأسر الأمريكية ، وأن 23% من الأطفال يعيشون في أسر تضم أحد الوالدين فقط.
إن هذا النموذج السائد ليس في الولايات المتحدة فحسب، وإنما في سائر المجتمعات الغربية حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الأسر المطلقة في السويد على سبيل المثال تصل إلى الثلث .
4 ـ هناك أسر فقدت أحد الوالدين نتيجة الوفاة بسبب مرضي أو وقوع حادث ، ومن الطبيعي إن فقدان أحد الوالدين يؤثر تأثيراً بالغاً على نفسية الأبناء ، وخصوصاً إذا ما كانت العلاقة التي تسود الأسرة تتميز بالاستقرار والثبات ، ويسودها المحبة والوئام والاحترام المتبادل ، وقد يتزوج الطرف الباقي على قيد الحياة ليدخل حياة الأبناء زوج أم ، أو زوجة أب ، وما يمكن أن يحمله لهم ذلك من مشاكل نفسية يصعب تجاوزها ، وخاصة إذا ما كان تعامل العضو الجديد في الأسرة مع الأطفال لا يتسم بالمحبة والعطف والحنان الذي كانوا يلقونه من الأم المفقودة ، أو الأب المفقود .
5 ـ هناك أسر تعمل فيها الأم بالإضافة إلى الأب ، ومن الطبيعي أن الأم العاملة تترك أطفالها في رعاية الآخرين ، سواء أكان ذلك في دور الحضانة ، ورياض الأطفال ، أو تركهم لدى الأقارب مثل الجد والجدة ، وحيث أن أكثر من نصف الأمهات قد دخلن سوق العمل ، فإن النتيجة التي يمكن الخروج بها هي أن أكثر من 50% من الأطفال يقضون فترة زمنية طويلة من النهار في رعاية شخص آخر من غير الوالدين سواء داخل الأسرة أو خارجها .
ولقد أوضحت الإحصائيات التي أجراها مكتب الإحصاء المركزي في الولايات المتحدة عام 1981 أن 54% من الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر ينتمون لأمهات عاملات ، بينما تبلغ النسبة 45% بالنسبة للأطفال دون السادسة من العمر ، وطبيعي أن هذا النموذج هو السائد في المجتمعات المتقدمة على وجه الخصوص كالمجتمع الأوربي .
ورغم عدم توفر الأدلة على مدى التأثيرات السلبية والإيجابية على أبناء الأمهات العاملات ، إلا أن مما لاشك فيه أن الكثير منهن يعانين نوعاً من الصراع ، والشعور بالذنب بسبب العمل ، وترك أطفالهن في رعاية الآخرين ، وخاصة عند ما يتعرض الأطفال لمشكلات صحية أو انفعالية ، وتحاول العديد من الأمهات التعويض عن ذلك بتدليل أطفالهن وتلبية مطالبهم . ورغم الجوانب السلبية لعمل الأم فإن هناك جانب إيجابي ومفيد للأطفال ، حيث يوفر عمل الأم المناخ الذي يساعدهم على الاستقلالية ، والاعتماد على النفس في كثير من الأمور .
6 ـ هناك أسر لديها طفل واحد يغمره الوالدان بالدلال المفرط ، والرعاية المبالغ فيها ، والحرص الشديد ، مما يؤثر تأثيراً سلبياً على سلوكه وشخصيته . فالدلال الزائد للطفل يجعله غير مطيع لتوجيهات والديه ، وتكثر مطالبه غير الواقعية ، ويميل إلى الاستبداد في المنزل والميل إلى الغضب لأتفه الأسباب ، وفي حالات كثيرة يتصف الطفل المدلل بالجبن والخوف والانطواء ،سواء داخل المدرسة أو في أوقات اللعب ، وبضعف الشخصية ، أو قد يتسم في أحيان كثيرة بالعدوانية، والغرور ،والأنانية .
إن المصلحة الحقيقة للطفل تتطلب من الوالدين أن يمنحاه الحب والعطف والرعاية الأزمة من دون ميالغة في ذلك ،لكي يضمنا النمو الطبيعي له ،الخالي من كل التأثيرات السلبية .أما الأسر التي لديها أكثر من طفل واحد فإنها تجابه العديد من المشاكل والصعاب في تربية أبنائها ، فقد يتعرض الأطفال إلى نوع من التمييز من قبل الوالدين ، فهناك أسر تميل إلى البنين وتحيطهم بالرعاية والاهتمام أكثر من البنات ،وقد يحدث العكس ، في بعض الأحيان .كما أن الطفل الأول يشعر بأن شقيقه الثاني قد أخذ منه جانبا كبيراً من الحنان والحب والرعاية ، مما يسبب له الشعور بالغيرة ، وما تسببه من مشاكل تتطلب من الوالدين الحكمة والتبصر في معالجتها ،فالغيرة هي أحد العوامل الهامة في كثير من المشاكل والتي قد تدفع الطفل إلى التخريب ، والغضب ، والنزعات العدوانية ، والتبول اللاإرادي ، وضعف الثقة بالنفس .
ومن المعلوم أن الغيرة ليست سلوكاً ظاهرياً ، وإنما هي حالة انفعالية يشعر بها الطفل ، ولها مظاهر خارجية يمكن الاستدلال منها أحياناً على الشعور الداخلي ، لكن هذا ليس بالأمر السهل ، حيث يحاول الطفل إخفاء الغيرة ، بإخفاء مظاهرها الخارجية قدر إمكانه .
ومن الجدير بالذكر أن الغيرة يمكن أن نراها مع الإنسان حتى في الكبر ، فقد يشعر الفرد بالغيرة من زميل له حصل على منصب أعلى منه ، أو يتمتع بثروة أكثر منه ، ولا يعترف الفرد عادة بالغيرة بسبب ما تتضمنه من الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق .
إن الواجب يتطلب من الوالدين عدم إظهار العطف والحب والرعاية الزائدة للطفل الصغير أمام أخيه الكبير ، ومحاولة خلق علاقة من الحب والتعاطف والتعاون بينهما،والابتعاد عن التمييز في التعامل مع الأبناء.
كما أن الطفل الأخير يحظى دائماً بنوع خاص من الرعاية والحب و الحنان والعطف ، من قبل الوالدين الذين يعاملانه لمدة أطول من المدة التي عومل فيها من سبقه من الأخوة والأخوات على أنه طفل وتحيطهم بالرعاية والاهتمام ، وغالباً ما يشعر الطفل الأخير بأنه أقل قوة ونموا، واقل قدرة على التمتع بالحرية ، والثقة ممن هم أكبر منه


يُتبع...







التوقيع








    رد مع اقتباس