 المَقَامَة المَائِية
|  |
حدثنا الظَّمْآنُ ــ ونحن جلوس بباب السوق ــ عنْ أهوالِ قرية ابّا محمد أنها في حال عليه لا تحسَدْ،مِنْ شُح الْمِيَاهِ ،فمُنْدُ سَنَوَات وَالناسُ في قول ليت ولات،يرجون ماء نظيفا يكون على الجوف خفيفا ،إلا أَن ما جرت به العادة لايسرُّ ياسادة،فالصنابير إذا أسالت ماءها كانت له في الأنوف رائحة منكرة كأنها منبعثة من مقبرة،وطعم الماء كأنه الزقوم يقف في الحلقوم، فإذا استوطن البطون أورث من الأمراض الفنون، فهذا الحصَى في الكُلَى ،وهذهِ البواسير وبئسَ ذاك منْ مصير .
فَيَا شاربَ ماءِ القرية ،اسْكُنْ جِوارَ الطبيب ،فَهُوَ معَ هذه المصائبِ خيرُ حبيب ،ألاَ تعلمُ أنَّك إذا شَرِبْتَ هذا الماءَ العجيب قرْقَرَتْ أمْعاؤُكَ وتَأَلَّمَتْ أوْصَالُك،ألا تَرى أنَّ الناسَ أخَذوا يشترون المياهَ الجديدة ،من بلدانٍ بعيدة ،علَّهُمْ يَحْظَوْنَ بِشَرْبَةٍ سعيدة،وينْجونَ منْ شَرِّ هذه المكيدة .
وإذ نحن في هذا الحديث والشكوى ،وقف علينا رجل وقال :أنا كفيل بهذه البلوى ،لقد أصخت لتألمك أيها المسكين ،وأنت تسكب وجعك الدفين ،في ألفاظ سندسية ،وأوصاف بهية .
فقلنا: له هات ما عندك،ألهذه الغمة كشف وزوال ؟ !
فقال:سيتغير الحال ! فأنا البارع أبو هلال!
قلنا :أكرمك الله وأعزك ! ودعونا له بشربة ، وقلنا له : اشرب ماءنا ، واستعن بالخيال على ما يسوء من الحال !
2007 أمجد مجدوب رشيد
وعدلت في 23 /1/2012
|
| التوقيع | الذات كهوف يأخذ الأول للذي يليه ،في كل كهف علامة تشير إلى الكنز ، تتكشف الطريق ،وترى المعشوق | آخر تعديل oujdi يوم 2012-02-03 في 10:52.
|