عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-11, 21:54 رقم المشاركة : 4
ابو العز
نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية
 
الصورة الرمزية ابو العز

 

إحصائية العضو








ابو العز غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 2

وسام المركز الأول مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

مسابقة كان خلقه القران2

وسام المشاركة

وسام المشاركة

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

افتراضي رد: تلخيص كتاب ’’حوار مع صديقى الملحد’’


الباب السادس عشر
المعجزة
نصف المعرفة أخطر من الجهل
*

قال الملحد لصاحبه, أخبرني كيف يحدث أن ربكم الرحيم الرءوف يأمر نبيه إبراهيم بقتل ابنه ؟ أين رحمته ورأفته التي تدعونها له ؟


أجابه المؤمن, حسنا ً يا صديقي القصة تدل من سياقها أن الله لمْ يريد لإبراهيم أن يذبح ولده, بدليل أن الذبح لمْ يحدث بالنهاية, ولكنه أراد لنبيه أن يذبح حبه وشغفه وتعلقه الزائد بابنه, الذي أتاه على كبر وهو في شيخوخته فشغفه وهام تعلقا ً به, والأنبياء هم قدوة البشر, وعلى النبي ألا ّ يكون قلبه متعلقا ً بشيء غير الله, لذا أتى الأمر بالذبح, وحين امتثل النبي لأمر ربه جاء الفداء من السماء. وهذه القصة تعلم المؤمنين ألا ّ يتعلقوا بشيء سوى بربهم, لذا تجدنا نعيد تجسيد هذه الواقعة في كل عام. أي لا شيء نحبه أكثر منك, لا شيء نتعلق به سواك, ولا أحد نطيع إلا ّ أنت.
قال الملحد لصديقه, إذا ً وما رأيك بمعجزة دخول إبراهيم النار دون أن يحترق, وما فعله موسى حين شق البحر, وعصاه التي تحولت أفعى, ويده التي أخرجها من تحت إبطه فأصبحت بيضاء, أليست هذه أشبه بعروض بهلوانية في سيرك؟ لم َ يحتاج الله لهذه البهلوانيات ليدلل على قدرته ؟ أليست القوانين والعقل والمنطق هي التي تدلل على قدرته كإله بدلا ً من تلك ؟
رد المؤمن, لقد فهمت المعجزة بشكل خاطئ يا صديقي فأنت تنظر لها على أنها هدم للمنطق وللقوانين, ولكن الله هو من خلق المنطق والقوانين, وهو من أعطاك سبيل الوصول والتعمق فيها رويدا ً رويدا ً حتى تدرك وتصل إلى ما شاء هو منها. ولكي أقرب لك الفكرة, فتخيل لو أنك أخذت معك الآن كمبيوتر وذهبت به للعصر القديم, ودخلت به على فرعون وأريته كيف تخرج الأصوات والصور منه ألن يتحلّـّق حولك السحرة وحاشية فرعون وهم يهتفون ( ياه ! إنه سحر! لا معقول ! معجزة !) وأنت تعلم الآن أنه ليس بسحر وليس بشيء غير معقول لأنك تعلم قوانين وعلم الإلكترونيات. وسيكون الأمر مماثلا ً لو أنك دخلت على ملك آشور ومعك تلفاز وأريته ملك الروم وهو يتحدث, سيقوم ويصفق ويهلل لك. ولكي أقرب لك الصورة أكثر, في عصرنا القريب عندما أتى المستعمر الأبيض إلى أفريقيا وهبط بطائراته على الزنوج في مجاهل غابات أفريقيا سجدوا للطائرة كلهم وقدموا القرابين وقرعوا الطبول, فهم يظنون أن الله قد أتاهم من السماء. فهم تصوروا أن هذا الطيران خرق لجميع القوانين, وأنت تعلم أنه ليس بخرق للقوانين, بل تجاوز لها عن طريق قوانين أخرى, فلقد تجاوزوا قانون الجاذبية بقانون الدفع وقانون الفعل ورد الفعل. يا صديقي الماء يصعد إلى قمم الأشجار العالية متجاوزا ً قانون الجاذبية عن طريق قوانين أخرى مثل تماسك العامود المائي وقانون الخاصية الشعرية وقانوني الضغط الاسموزي. إذا ً ليس هناك اختراق للقوانين, ولكن هناك تفاضل بينها. فالله يا صديقي لا يهدم القوانين في معجزاته, بقدر ما يرينا أننا لا نعرف إلا قليل من العلم فقط, والمعجزة هي نور من العلم الإلهي. فالله يقول لنا بمعجزاته بأن هناك علم ونظام أعلى لم تصلوا إليه بعد, وبأن هناك نظام وعلم لن تصلوا إليه أبدا ً.

الباب السابع عشر
معنى الدين
بين القلب والروح والعقل والجسد
*

قال الملحد لصاحبه, اسمع إذا كانت هنالك جنة فعلا ً كما تقول فأنا من سيدخلها, فأنا أكثر تدينا ً من كثير من أصحابكم أصحاب اللحى والمسابح !.

فقال له صاحبه, أكثر دينا ً ؟ ماذا تعني بهذا ؟

فأجابه الملحد, أعني أني لا أؤذي أحدا ً ولا أحمل الحقد ولا الحسد ولا أسرق ولا أقتل ولا أرتشي ولا أضمر سوءا ً لأحد ولا أنوي إلا الخير ولا أهدف إلا للنفع العام, أصحو وأنام بضمير مستريح, وشعاري بالحياة هو الإصلاح ما استطعت. أليس هذا هو الدين؟ ألا تقولون بأن الدين المعاملة ؟

فقال له المؤمن, يا صديقي هذا أسمه "حسن سيرة وسلوك " وهو من مقتضيات الدين ولكن ليس الدين نفسه, ليس للدين إلا معنى واحد , وهو معرفة الإله, أن تعرف إلهك حق المعرفة ويكون بينك وبين هذا الإله سلوك ومعاملة, أن تعرف إلهك عظيما ً رحيما ً قريبا ً مجيبا ً, يسمع ويرى , فتدعوه راكعا ً ساجدا ً خاشعا ً, خشوع العبد لربه, هذه المعاملة الخاصة بينك وبين الرب هي الدين. أما حسن معاملتك لإخوانك فهي من مقتضيات هذا الدين, وهي تقربك للرب, فنبينا عليه الصلاة والسلام يقول ( إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في هذا السائل ) فمن أحب الله أحب مخلوقاته, أما إذا اقتصرت معاملتك على الناس لا ترى إلا هم ولا تعترف إلا بهم ولا تؤمن بغير الدنيا, فأنت مجرد كافر, وحسن سيرتك وسلوكك إنما يدل على الفطنة والكياسة والسياسة والطبع اللبيب وليس على الدين. فأنت بالنهاية تسعى من حسن سيرتك وسلوكك إلى مكسب دنيوي, إما بمحبة الناس أو بكف شرهم, أو حتى لتحب أنت نفسك وترضى عنها. وتلك طباع أكثر الكفار أمثالك يا صديقي.
قال الملحد بانفعال, صدقني أنا أشعر أحيانا ً بأن هناك قوة.. !

قال صاحبه متسائلا ً , قوة ..؟

أردف الملحد بسرعة, نعم ثمة قوة مجهولة وراء الكون.. أنا أؤمن بوجود قوة..

قال المؤمن, وما تصورك لهذه القوة؟ أتتصورها تسمع وترى وتعقل وتتعهد مخلوقاتها بالحب والرعاية والهداية وتنزل لهم الكتب وتبعث لهم الرسل وتستجيب لصرخاتهم وتوسلاتهم؟
أجاب الملحد, صراحة ً أنا لا أصدق هذا الكلام ولا أتصوره وأكثر من هذا أراه ساذجا ً لا يليق بهذه القوة العظيمة.!
حينها قال المؤمن مستفسرا ً , إذا ً هل هي قوة كهرومغناطيسية عمياء تسوق الكون في عبثية لا خلاق لها.. هل هذه الصفة التي تليق بقوتك العظيمة ؟
أجاب الملحد, ربما ..

قال المؤمن بأسف , بئس ما تصورت إلهك. أعطاك البصر فتصورته أعمى, أعطاك العقل والرشد فتصورته عابثا ً أخرق, والله أنك الكافر بعينة, وأعمالك الصالحة مصيرها الإحباط يوم الحساب.

قال الملحد بانفعال , ألا يكون هذا ظلما ً ؟!

أجابه المؤمن , بل هذا هو العدل بعينه, فلقد تصورت بأن أعمالك الحسنة والطيبة من تلقاء نفسك وليس وراءها الرب الهادي الذي هداك للخير فجحدت فضل ربك. وهذا هو الفرق بين المؤمن والكافر وإن تساويا في حسن السيرة والسلوك, فالمؤمن يقوم بالأعمال الخيّرة مؤمنا ً أن الله هو الذي يأمره بذلك, أما الكافر فيقوم بأعمال الخير مؤمنا ً بأن الخير إنما جاء من نفسه, لذا تنكسر نفس المؤمن لربه شكرا ً , ويغتر الكافر متكبرا ً ولو كبرا ً داخليا ً بأعمال الخير. فارق كبير بين التواضع والكبرياء, بين خفض الجناح والعلو, بين الجبروت والدعة. لذا أنتم في ديانتكم الوثنية لهذه القوة الكهرومغناطيسية العمياء لا تصلون ولا تسجدون.
قال الملحد, ولماذا نصلي ؟ إني لا أرى لصلاتكم هذه أية حكمة !.

قال المؤمن, حكمة الصلاة أن يتحطم هذه الكبرياء المزيف الذي تعيش فيه لحظة سجودك وملامسة جبهتك للأرض وقولك بلسانك وقلبك ( سبحان ربي الأعلى ), وقد عرفت أخيرا ً مكانتك بأنك أنت الأدنى وهو الأعلى, وأنك أنت التراب على التراب وهو ذات منزهة من فوق سبع سماوات.
حينها قال الملحد, ولما كل هذه الحركات الجسدية؟ أما كان يكفي الخشوع القلبي ؟

أجابه صاحبه, لم َ خلق الله لنا الأجساد إذا ً ولم َ لا نكتفي بالحب الشفوي, فنريد أن نعانق ونقبـّل, لم َ لا نكتفي بالكرم المعنوي فنجود باليد والمال ؟. بل خلق الله لنا الجسد ليفضح قلوبنا, فما كان في قلبك بحق فاض على جسدك, فإذا كان خشوعك صادقا ً صليت وركعت وسجدت, وإذا كان مزيفا ً لم يتعدى لسانك.

الباب الأخير
فزنا بسعادة الدنيا وفزتم بالأوهام
من يضحك أخيرا ً..

*

قال الملحد لصاحبه ساخرا ً , مهما اختلفنا وتناقشنا فلا شك أننا خرجنا نحن فائزين, فلقد كسبنا فرحة الدنيا وسعادتها, وخرجتم أنتم ببعض أوهام في رؤوسكم, فلنا السهرة والسكرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذة التي لا يعكرها الخوف من الحرام, ولكم الصيام والقيام والتسبيح والخوف من يوم الحساب, فمن الذي ربح ؟

فأجابه الرجل المؤمن, هذا لو كان ما ربحتموه هو السعادة, ولكن لو فكرنا معا ً في هدوء لما وجدنا هذه الصورة التي وصفتها عن السكرة والسهرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذات التي لا يعكرها خوف الحرام إلا ّ الشقاء بعينه!.

سأل الملحد مستغربا ً , الشقاء ؟ كيف ؟!.

أجاب صاحبه, لأنها في حقيقتها عبودية لغرائز لا تشبع حتى تجوع, وإذا أتخمتها أصابتك بالملل والضجر. وأصابك أنت الخمول والبلادة. هل يصلح حضن امرأة أن تكون مستقر سعادة والقلوب تتقلب وتتغير والهوى لا يستقر على حال, وما قرأنا في قصص العشاق إلاّ التعاسة والحزن فإذا تزوجوا كانت التعاسة أكبر وخيبة الأمل الأشد, لأن كلا الطرفين يفقد في الآخر الكمال المعبود الذي كان يتخيله, وبعد قضاء الوطر وانطفاء الشهوة يبدأ يرى كلاهما عيوب الآخر بعدسة مكبرة. وهل الغنى الفاحش والثراء إلا نوع من العبودية حيث يصبح الإنسان خادما ً لماله لا يفكر إلا بكيفية إكثاره فيصحب خادما ً له بعد أن كانت خادمة له؟. وهل الجاه والسلطان ليس إلا مزلق إلى الكبر والغرور والطغيان , وهل راكب السلطان إلا ّ كراكب الأسد, فيوما ً مطيته ويوما ً هو مأكولة ؟. وهل الخمر والسكر والمخدرات والجنس بعيدا ً عن العيون وبعيدا ً عن خوف الحرام سعادة؟. وهل هي إلا نوع من الهروب من العقل والضمير وعطش الروح ومسئولية الإنسان بالشهوة وسعار الرغبات ؟ وهل هو ارتقاء أم هبوط إلى حياة القرود وتناكح البهائم؟. صدق القرآن إذ يقول أنهم ( يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ) 12 محمد. فالقرآن لم ينكر أنهم يتمتعون, ولكن كما تتمتع الأنعام.
السعادة بالنسبة لنا نحن المؤمنين هي حالة سلام بين الإنسان ونفسه, والإنسان وأخوته البشر, والإنسان وربه. ألم يقل أحد الصالحين واصفا ً سعادته ( نحن في لذة لو عرف عنها الملوك لحاربونا عليها بالسيوف ). الذين ذاقوا لذة وحلاوة الإيمان يدركون معنى هذا الكلام, لذة الصلة بالله سبحانه والصلح مع النفس.
قال الملحد متعجبا ً , ألم تكن مثلنا قبل سنوات ؟ تسكر كما نسكر وتلهو كما نلهو وتسعد هذه السعادة الحيوانية التي نسعد بها ؟ وتكتب الكفر بعينة في كتابك الله والإنسان ؟! فما الذي غيرك من النقيض إلى النقيض ؟
أجاب المؤمن بثقة , سبحانه يغير ولا يتغير.

قال الملحد بسرعة, أعلم بأنك ستقول هذا , ولكن ماذا كان دورك ؟ ماذا كان سعيك لتتغير ؟

أجابه المؤمن, رأيت العالم حولي محكما ً دقيقا ً , لا شيء في عبث ولا هزل , ولو كانت الحياة هزل وعبث , فلماذا نحزن ونبكي ونحب الحقيقة والعدل والشرف والقيم ؟. رأيت النجوم تجري في أفلاكها بقانون ورأيت الحشرات الاجتماعية تتكلم وتبني وتنظم, ورأيت النباتات تحس وتشعر وتتكلم. ورأيت الحيوانات لها أخلاق, ورأيت المخ البشري عجيب العجائب يتألف من 10 بلايين خط عصبي تعمل في وقت واحد أي أكثر من عدد سكان الكوكب مرتين يقومون بالأعمال المختلفة داخل المخ البشري. فمن الذي زود هذا الجهاز بكل هذه الكمالات ؟ رأيت الجمال في ورقة الشجرة وفي ريشة الطاووس , وسمعت الموسيقى في صوت البلابل والعصافير. وأينما نظرت رأيت رسم رسام وإبداع مبدع وتصميم مصمم. فكل شيء بالكون يصرخ ( دبـّرني مدبر ! وخلقني قادر عليم ).
وقرأت القرآن فكان له في سمعي رنين وإيقاع ليس في مألوف اللغة. وكان له في عقلي انبهار, فهو يأتي بالكلمة الأخيرة في كل ما يتعرض له من أمور السياسة والتشريع والأخلاق والكون والحياة والنفس والمجتمع. فهو على ما تقادم من نزوله منذ أكثر من 1400 سنة إلا أنه يوافق جميع ما يستجد من علوم رغم أنه أتى على يد رجل بدوي أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة في أمة متخلفة بعيدة عن نور الحضارات, فقلت في نفسي بل هو نبي , ولا يمكن أن يكون إلا نبي, ولا يمكن لهذا الكون البديع إلا أن يكون صنع الله الذي وصفه القرآن ووصف أفعاله.
قال صاحبة بعد أن أستمع لحديثه باهتمام , ماذا يكون الحال لو كنت مخطئا ً فمت فلم تجد إلا التراب, فلا جنة ولا نار ولا حساب ؟

قال له المؤمن, لن أكون خسرت شيئا ً لأني عشت السعادة الحقيقة, ولكنكم أنتم من ستخسرون كثيرا ً لو كانت حساباتي صحيحة, وإنها صحيحة وستكون مفاجأة هائلة لكم.

قال الملحد, سترى أن التراب هو ما ينتظرك وينتظرنا.

قال المؤمن , هل أنت متأكد ؟

أجابه الملحد ببطء , نعم..

فقال له المؤمن بثقة, كذبت فهذا أمر لا يمكن أن تتأكد منه أبدا ً.

تمت القراءة بفضل الله



منقول


انتهى بحمد الله





التوقيع



أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة
    رد مع اقتباس