عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-22, 11:28 رقم المشاركة : 3
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

افتراضي رد: البحث التربوي بالمراكز الجهوية للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي: هواجس وآمال





3. مشاركة الأستاذ: مكسب لا مطلب:
إن الانخراط في سيرورة المعرفة الموجَّهة نحو العمل لا يكون مثمرا إلا إذا انطلق من الأولويات التي يعول عليها لتجاوز المشكلات العملية. ولا يُتصَور تحديد الأولويات، ووصف الاختلالات، واقتراح فرضيات المعالجة والحل، وتجريب الحلول دون الحضور الفاعل للممارسين المباشرين، وهم، على الأقل: المعلمون خصوصا، والمفتشون ومديرو المؤسسات التعليمية. أما خصوصية حضور "المعلم"، فلأن "قوة الانخراط الشخصي للمعلم في مهنته يحدد ويصبغ ممارسته وتعلمات المتمدرسين"9، وبالتالي، فبين يديه يأخذ الإصلاح صورته ويتجسد كماله الأخير.
وإن لم يكن الانخراط قابلا للتحقيق بناء على قرار يُملى أيا كانت قوة مرجعه، فقد يُشكل برنامج البحث في البيداغوجيا واحدة من المناسبات العملية لنقل مسألة "المشاركة" من كونها مطلبا يُمنَح إلى اعتبارها مكسبا يُنال ويُنمى ويطور: فطالما أن البحث البيداغوجي يهم العمل الخاص الذي به تتحدد الهوية المهنية للمعلم، فإن مشاركته، أيا كان موقعه فيها ودوره وسهمه وموقفه، تغدو أحد أبرز الفرص لبناء هذه الهوية وتنميتها وتطويرها. وذلك في سياق منطق "مهننة حرفة التدريس" الذي يشكل اليوم مشروعا من مشاريع منظومة التربية والتكوين، ومشروع-بحث قائم الذات في نفس الوقت. (J, Méard et F, Bruno, 2009) ومن هنا الضرورة القصوى لرسم مدى الكفاءة البيداغوجية، خاصة مع التحولات العميقة والجذرية التي يعرفها ملاك المدرسين من جهة (العمر، الجنس، التكوين الجامعي، مسارات التوظيف..)، والعرض التربوي من جهة ثانية. ومثلما أنه لا يُعقَل أن نُحمِّل الجانب البيداغوجي كل المسئولية، لا يمكن أيضا أن ننكر مساهمته في تفاقمها أو معالجتها، ضمن مساحته (الضيقة!!؟) التي يتحرك ضمنها.
لا أحد ينكر أن نقص المردودية العامة لمنظومتنا التربوية يعمق لدى البعض شعور الإحباط واليأس من التغيير، ويدفع آخرين إلى إهمال الاجتهادات الجزئية التي تتم في صمت غالبا، كما يُعَسر على آخرين تجاوز أشكال الاختزال والتبسيط وتراشق المسئوليات وتقاذف الحلول الأحادية الجانب والوصفات السحرية للحل10.. وبين هؤلاء وأولئك، يسلك الأفراد كل ما يتيسر لهم من مسالك تمكنهم وتمكن أبناءهم من "اغتنام فرص" النجاح المدرسي والارتقاء الاجتماعي، وهي للأسف غالبا ما تكون لصالح المحظوظين أصلا، أو غير معنية بالهواجس التعليمية المباشرة. فتتعمق الفوارق، وتبدو الأزمة مستعصية على الحل. وإن من ينظر كيف تقوم أنظمة التربية والتكوين أداءها، يجد أن الأزمة عنوان مشترَك بين أغلبها، ولكن شتان بين أنماط المعالجة. ولئن كان من السهل ادعاء صناعة النجاح واقعا موجودا، فإن صعوبة تحمل الوعي بسهم المسئولية في الإخفاق، والعزم على المساهمة في بناء النجاح هو الشرف الجدير بأن يتنافس فيه المتنافسون. وإن كانت المشاكل معقدة ولا مجال فيها للحلول البسيطة أو النهائية، فالرجاء أن تكون مأسسة البحث البداغوجي وتفعيله مدخلا من مداخل صناعة النجاح المأمول.
بعض المراجع:
  • الميثاق الوطني للتربية والتكوين التقرير التحليلي لتقرير المجلس الأعلى للتعليم حول حالة منظومة التربية والتكوين 2008، المحور الثالث "تحسين جودة التربية والتكوين: ضرورة الإصلاح".
  • البرنامج الاستعجالي، البطاقة التقنية للمشروع 6-4: "تعزيز وتنمية البحث والتجديد التربوي."
  • Ardoino, Jacques, (2000) Lesavatars de l'éducation, Paris, PUF.
  • Méard, Jacques, et Bruno, (2009) Françoise, Lesrègles du métier dans la formation des enseignants débutants, Paris, Octares.
1في انتظار أن يتم الحسم مؤسساتيا في تسمية هذه البنية، وبيان ما إن كان الأمر يتعلق بالبنية نفسها أم ببنيتين مختلفتين، علما أن المهام المنوطة بهما ترجح كفة تطابقهما.
2أنظر التشخيص الذي يقدمه السيد فؤاد شفيقي، المدير المكلف بتدبير الوحدة المركزية للبحث التربوي، من خلال:
-عرض حول "إرساء آليات البحث التربوي في منظومة التربية والتكوين. الملتقيات الجهوية حول إرساء بنيات البحث التربوي بمنظومة التربية والتكوين، أكاديمية طنجة-تطوان، 16 فبراير 2010.
-حوار منشور بجريدة الاتحاد الاشتراكي، 8/4/2010.
-"وضعية البحث التربوي بالمغرب .. أسئلة و رهانات"، تقرير اليوم الدراسي الوطني الذي احتضنه المركز التربوي الجهوي محمد الخامس بآسفي.
3Berger & T. Luckmann, TheSocial Construction of Reality, pp. 66-67.
4La communication dessavoirs actionnables à diverses communautés de praticiens: chainonsouvent manquant dans la recherche, XIVièmeConférence de Management Stratégique, Paysde Loire, Angers, 2005.
5قد يتذكر الكثير من الطلبة-الأساتذة كيف كان يبادر عدد غير قليل من المكلفين بالتكوين والمكلفين بالتطبيق إلى نبذ "نظرياتهم" كلما "أحرِجوا" بالجواب عن الأسئلة: كيف أفعل إذا...؟ ماذا لو لم تنجح الطريقة كذا في الوضعية كذا؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي تنصب على صميم العملية التعليمية التعلمية، مستعيضين عن الجواب الجاد بالتعويل على دروس "الميدان" بعد التخرج من مراكز التكوين، كأنما للميدان "سحر" تعليم ما لم تستطع النظريات البيداغوجية والديداكتيكية أن تستوفي متطلباته. ويحدث ما يشبه ذلك في كثير من وضعيات التكوين المستمر للأساتذة. لماذا التكوين إذاً!!؟
6Jean-MarieVan der Maren, Larecherche appliquée en pédagogie: des modèles pourl'enseignement, pp: 25-26.
ترد هذه القسمة الثلاثية لأجناس البحث في سياق تفصيل المؤلفة ل'الرهان البراغماتي": وهي:
1. Larecherche évaluative pour fin d'amélioration ou d'adaptation
2. La recherche-action fonctionnelleou recherche intervention
3. La recherche de développementd'objet
7لاحظ مواصفات مشروع التجديد التربوي التي تعددها المذكرة رقم 05 الصادرة بتاريخ 14 يناير 2011 حول تنظيم المباراة الوطنية للتجديد التربوي: "أن يكون نابعا من الممارسات الصفية أو الحياة المدرسي، حيث التأكيد على الممارسات الصفية وتحسينها.
8وضعت الوحدة المركزية للبحث التربوي مشروع إطار للمختبرات الجهوية للبحث التربوي، ويرد في المادة 12 المتعلقة بآليات تحديد مواضيع البحث التربوي:
استنادا على توصيات منظومة التربية والتكوين في مجال البحث التربوي، تم التركيز على البحث التدخلي والبحث التطويري كمقاربات لاشتغال فرق البحث التربوي. ويعتبر استثمار تقارير مجالس المؤسسات التعليمية وتقارير التفتيش والندوات التربوية، ونتائج ونتائج البرنامج الوطني لتقويم (PIRLS,TIMSS) الامتحانات، ونتائج الدراسات الدولية من بين أهم الآليات التي يمكن استغلالها لتحديد مواضيع البحث.
ويعتبر المختبر الجهوي للبحث التربوي أحد البنيات التابعة للمراكز الجهوية للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي المتواجدة بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. يسهر المختبر الجهوي للبحث التربوي على تنظيم وتوجيه مختلف العمليات المرتبطة بتدبير البحث التربوي على مستوى الجهة، والإشراف على تنسيق أنشطة فرق البحث العاملة في مراكز التكوين أو ضمن منسقيات التفتيش أو في المؤسسات التعليمية أو الجمعيات التربوية المهنية.
9La formation psychologique des instituteurs, p.100.
10 المجلس الأعلى للتعليم، حالة منظومة التربية والتكوين وآفاقها. الجزء الأول: إنجاح مدرسة للجميع، 2008، ص15.



انتهى





التوقيع







    رد مع اقتباس