الموضوع: الفراخ الثلاثة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-20, 18:20 رقم المشاركة : 1
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

c3 الفراخ الثلاثة


الفراخ الثلاثة

تنفَّسَ الصباح، يرشُّ الندى، ويرسلُ الضياء.‏

وداعبَتْ أناملُ النسيم، أغصانَ الشجرةِ الفارعة، فتمايلَتْ ناعمةُ ناضرة ..‏

وفتحتِ العصفورة عينيها، فبادرَتْها الشجرةُ قائلةً :‏

- صباح الخير يا صديقتي العصفورة!‏

- صباح الخير يا صديقتي الشجرة.!‏

- هل استيقظَ صغارك ؟‏

- لم يستيقظوا بعد‏

- هذا دأبهم كلَّ يوم.. يتأخّرون في النوم‏

- سأتركهم قليلاً، لأجلبَ لهم طعام الفطور‏

- إذهبي ولا تقلقي، إنَّهم في أحضاني.‏

ألقتِ العصفورةُ على فراخها، نظرةَ حبٍّ وحنان، ثم رفرفتْ بجناحيها،

وطارتْ في الفضاء..‏

ظلَّ الفراخُ الثلاثةُ، في عشِّهم الدافئ، وعندماارتفعتِ الشمسُ، فركوا عيونهم،

وأفاقوا من نومهم، فلم يجدوا أمَّهم ..‏

انتظروها طويلاً، ولكنَّها لم ترجعْ!‏

آلمهم الجوع، وأصابهم الجزع ..‏

قال أحدهم خائفاً :‏

- أرجوا أنْ تسلمَ أمُّنا من الصيادين‏

واضافَ آخر :‏

- ومن الطيور الجارحة ..‏

وقال الثالث :‏

- احفظها لنا يارب !‏

سمعتِ الشجرةُ حديثَ الفراخ، فأوجستْ منه خيفةً،

غير أنَّها كتمَتْ مشاعرَها، وقالتْ مُواسيةً :‏

- لا تجزعوا ياصغاري، ستعودُ أُمّكم قريباً‏

- لقد تأخّرَتْ كثيراً!‏

- كَسْبُ الرزقِ ليس سهلاً .... غداً تكبرون وتعرفون‏

صمتَ الفراخُ الثلاثة، ونهضَ الفرخُ الأكبرُ، إلى حافَّةَ العشّ،

ليرقبَ رجوعَ أُمَّهِ..‏

تدحرجَتْ حبّةُ قمحٍ كانت تحته ..‏

رآها أخوهُ الأصغر، فصاح مسروراً :‏

- هذه حبةُ قمح !‏

التفتَ الفرخُ الأكبرُ، وقال :‏

- إنَّها لي‏

- ليستْ لك‏

- لقد كانت تحتي‏

- أنا رأيتها قبلك‏

لن تأخذَها أبداً ..‏

اختلف الأخوانِ، وأخذا يتعاركان ..‏

ومكثَ أخوهما الأوسط، ينظرُ إليهما ويتفرَّج..‏

حاولت الشجرةُ إنهاءَ النزاع، فلم يستجبْ لها أحد.‏

قالتْ للفرخ الأوسط :‏

- لمَ لا تصلحُ بينَ أخويك؟‏

- لا أتدخَّلُ فيما لا يعنيني ..‏

- بل يعنيك !‏

- كيف؟‏

- أنتم إخوةٌ تعيشون في عشٍّ واحد..‏

-سأبقى بعيداً عن المتاعب‏

- لن ترتاحَ في عشٍّ يسودُهُ النِّزاع.‏

- لا أتدخّلُ فيما لايعنيني‏

- أوقفتِ الشجرةُ الحوار ، فالفرخُ عنيد، والكلامُ معه لا يفيد..‏

لم ينتهِ النزاعُ بينَ الفرخين ..‏

هذا ينقرُ بمنقاره، وذاك يخمشُ بأظافره..‏

تعبَ الفرخُ الأصغر.. رفع قشَّةً صلبةً، وضربَ أخاه الأكبر.. انتحى هذا جانباً..

أصابت القشةُ عين الفرخِ الأوسطِ، فبدأ يصرخُ متألّماً ..‏

جاءَهُ أخوه الأصغر، وأخذَ يعتذرُ إليه‏

وجاءَهُ أخوه الأكبر، وشرع يمسحُ له عينيه ..‏

وعندما سكنَ ألمهُ، تذكَّرَ قولَ الشجرة " لن ترتاحَ في عشٍّ يسودهُ النزاع "،

فأصلح بين أخويه، واعتذرَ الصغيرُ لأخيه الكبير ،وقبَّلَ الكبير أخاه الصغير،

وزالَ الخلافُ بينهم ،وعادَ الحبُّ إلى عشّهم ..‏

قال الفرخ الأوسط :‏

- أين الحبَّة ؟‏

- لماذا ؟‏

- سأقسمها بينكما ..‏

بحثَ الفرخانِ عن الحبّةِ، فلم يجدا شيئاً!‏

قال الفرخ الكبير :‏

- لقد ضاعتْ بين القَشِّ..‏

وقال الفرخ الأصغر :‏

- ربما سقطتْ خارجَ العش ..‏

حزن الفراخُ الثلاثة، على الحبّةِ الضائعة ..‏

قالتِ الشجرة :‏

- افرحوا ياأحبّائي، واتركوا الحزن.‏

- كيف نفرحُ وقد ضاعت الحبّة ؟!‏

- الحُبُّ الذي عادَ إليكم، أفضلُ من الحبّة بكثير‏

- صدقْتِ والله !‏

قالتِ الشجرة :‏

- عليكم أن تصلحوا العشَّ، قبلَ عودةِ أُمِّكم ..‏

نظر الفراخ إلى العش، فأدهشهم ما أصابه من تخريب!!‏

قالتِ الشجرة :‏

- لقد مات أبوكم دفاعاً عن هذا العش .‏

- وماالعملُ الآن ؟‏

- ابنوا بالحُبِّ، ماخربتم بالخلاف‏

- لن نختلفَ بعد اليوم‏

أسرعَ الفراخُ الثلاثة، يعملون متعاونين، فأصلحوا العشَّ، ورمَّموا جوانبه،

وحينما فرغوا من عملهم، تأمَّلو العشَّ الجميل،

وتبادلوا نظراتِ المودَةِ، فأشرقَتْ وجوههم سروراً.‏

وفجأة ..‏

صاحتِ الشجرة :‏

- لقد عادتْ أُمّكم ... لقد عادتْ أُمّكم‏

هبَّ الفراخُ يزقزقون، ويرقصون، فتعالتْ فوق العشِّ، أغاني الحبِّ والفرح ..‏













التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس