عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-15, 14:20 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

cour وقفات مع قصة اصحاب الكهف


إن أحسن القصص هي قصص القرآن لما فيها من العظات والعبر التي تنفع من تدبرهاوتأملها عقيدة وعبادة وسلوكاً .
والله عز وجل ما ذكر القصص في القرآن تسليةوإضاعة للأوقات وإنما أنزلها لأخذ العبرة منها قال الله تعالى ( لقد كان فى قصصهمعبرة)
ومن قصص القرآن قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الله فى سورة الكهف وهيالسورة التى رغب النبي صلى الله علية وسلم في قراءتها وحفظ بعض آياتها ففي صحيحمسلم عن أبى الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من حفظ عشرآيات من سورة الكهف عصم من الدجال ). وعن أبى سعيد الخدري انه قال ( من قرأ سورةالكهف فى يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه وبين البيت العتيق ) رواه البيهقي ولهحكم الرفع..
وملخص قصة أصحاب الكهف أنهم فتية آمنوا بربهم ووحدوه في العبادةوكان قومهم مشركين فاعتزلوهم إلى كهف فضرب الله عليهم النوم فناموا ثلاثمائة سنةوتسع سنوات.ثم بعثهم الله من نومهم فحفظ الله لهم دينهم ووقاهم الفتن وعصمهم منهاونالهم شئ كبير من العز والشرف بعد أن تبدلت أحوال الناس جزاء صبرهم وثباتهموإيمانهم ..
ويستفاد من قصتهم فوائد كثيرة ومنها..
أولاً:
أن قصتهم مععجيب شأنها فإنها ليست بأعجب آيات الله، بل أعجب منها خلق الأرض وما خلق فيها منأنواع الزينة ومن كل شئ ثم يفنى ذلك بقدرة الله ثم يبعث الله الخلائق ليجازيهم علىأعمالهم .
فليتفكر المسلم فى خلق السموات والأرض وليتذكر أنه خلق لعبادة اللهوحده وليتذكر معاده وليستعد له بأحسن العمل قال الله تعالى ( إنا جعلنا مع علىالأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا أم حسبتأن اصحب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) أى وإن كانت قصتهم عجيبة إلا أن ماتقدم ذكره أعجب وأعظم.
ثانياً:
أن هؤلاء الفتية نشؤوا في بيئة كافرة مشركةتعبد من دون الله آلهة أخرى ولكن الله عزوجل تداركهم بلطفه ورحمته فهداهم إلىالإيمان والتوحيد. فآمنوا بالله وحده وعلى العاقل أن يكون رائده الحق لا التعصب لماعليه الآباء والأسلاف فحيث تبين له لحق فليلتزم به ولا يمنعنه من قبول الحق هوى أوحظ من حظوظ النفس الأمارة بالسوء فالحق أحق أن يتبع.
ثالثا:
لما عرف أولئكالفتية الحق جهروا به كما قال تعالى ( إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لنندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هولاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتونعليهم بسلطن بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) وأكثر المفسرين أنهم قالوا هذاالكلام العظيم أمام ملك زمانهم.
وما كانت دعوتهم إلا دعوة الرسل ألا وهى إفرادالله بالعبادة والبراءة من عبادة ما سواه.
ما طالبوا بحكم ولا نافسوا على ملكولكن دعوا إلى إفراد الله بالعبادة وهكذا على كل من عرف الحق وعلمه عليه أن يدعواإليه على بصيرة وحكمة وأن يسلك في دعوته مسلك النبيين وأتباعهم من العناية بالتوحيدوالدعوة إليه و التحذير مما يضاده
ومع ما هدى الله أولئك الفتية إليه من الدعوةإلى الحق فقد منّ عليهم بأن ربط على قلوبهم وثبتهم فى ذلك المقام الحرج والله لايخذل من صدق معه وتسلح بسلاح الصبر واليقين
رابعا:
حين خشي أولئك الفتية منأذى قومهم رأوا أن يفروا بدينهم وبأنفسهم في مكان يعبدون ربهم فيه آمنين مطمئنين والعزلة مطلوبة حين لا يكون لمخالطة الناس ودعوتهم جدوى ولا أثر أو كان المرء يخافعلى نفسه من أهل الباطل أن يتعرض لبلاء لا طاقة له به بأن يفتنوه عن دينه ببطشهم أوأن يرتد على عقبيه فيضعف إيمانه لمخالطتهم فيشاركهم في معصية الله تعالى.
فلجؤوا إلى الكهف وابتهلوا إلى الله قائلين (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنامن أمرنا رشدا) فكانت قلوبهم معلقة بالله وحدة فآواهم الله وسلمهم وحفظهم وجعل لهملسان صدق إلى يوم القيامة.
وإذا كانت عزلة أولئك الفتية بحق فإننا نجد اليوم منالشباب من يعتزل أسرته ومجتمعه بباطل تأثراً ببعض المناهج التي تصور لهم أنهميعيشون في مجتمع جاهلي ولا سبيل لهم إلى الخلاص من شروره إلا بالعزلة الشعوريةبينهم وبينه ثم بالانضمام إلى مجموعات تحمل نفس الفكر ولهذا نجد كثيراً من الآباءلا يعلم عن أبنائه شيئا ثم لايسمع بهم إلا في بلاد الفتن والفوضى، أو ضحايا أعمالتخريبية كانوا هم وقودها وحطبها.
ومما يلفت الانتباه ما كان عليه أولئك الفتيةمن الحلم والتؤدة والأناة وهذا من توفيق الله لهم . فإنهم مع كونهم واجهوا مجتمعامشركا شركا أكبر إلا أنهم أدركوا ضعف قوتهم وقلة عددهم فاعتزلوهم وكفوا أيديهمعنهم. وأكثر مصائب العالم الإسلامي اليوم ناتجة عن التهور والطيش حيث يتحرشالضعفاء بالأقوياء فتعود العاقبة وخيمة على الإسلام وأهله ودياره.
خامسا:
أنمن صدق مع الله صدق معه وأحاطه بلطفه وهيأ له من الأسباب ما لا يخطر له على بال فقدألقى الله عليهم النوم مئات السنين وأكرمهم بأن صرف عنهم ضياء الشمس فلا يؤذيهم معكونهم في مقابلها على ما حققه بعض المفسرين لأنه جعل ذلك من آياته فدل على أن ماحصل لهم أمر خارق للعادة.
وكان سبحانه يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال حتى يحسبهمالناظر أيقاظا وحتى لا تأكلهم الأرض. وألقي على من يطلع عليهم الرعب فلا يدخل إليهمأحد.
فحفظهم الله أيقاظاً وحفظهم نائمين وحفظهم في قلوبهم وفى أبدانهم وفىأموالهم. ومن حفظ الله حفظه الله .
سادسا:
فضل الصحبة الصالحة فإن الكلب لماصحب أولئك الصالحين ناله من بركاتهم فألقي عليه النوم معهم وبقى ذكره معهم. وفىالحديث (أن الرجل يمر بحلقة ذكر فيجلس فيها فيغفر الله له معهم) فعلى المسلم ولاسيما الشاب في مقتبل عمره أن يحسن اختيار الصحبة وليحرص على أصحاب العقيدة السليمةالمجافين للبدع وأهلها المحافظين على خصال الخير في العبادة والتعامل وليحذر كذلكمن صحبة الأشرار من أصحاب العقائد الفاسدة أو التفريط في العبادة أو الأخلاقالسيئة فإن صحبتهم داء عضال يضر في الحال والمآل. وفى الحديث ( أنت مع من أحببت ) وفى الحديث الآخر ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
سابعا:
فضلالتباحث في العلوم النافعة فإن أولئك الفتية حين بعثهم الله من نومهم أخذوايتساءلون في المدة التي استغرقوها في نومهم وانقسموا فريقين منهم من قدرها مدةقصيرة فجعلها يوماً أو بعض يوم، ومنهم من شعر أنها مدة طويلة ولكن دون تحقيق فوكلواالعلم إلى الله .
ووجه كونه بحثا في علم نافع أن الله إنما بعثهم لمصالح ومنهاأن يتساءلوا عن هذه المدة فإذا عرفوها عرفوا بذلك لطف الله بهم وحسن عنايته ورعايتهلهم.
وينبغي أن تعمر المجالس بذكر الله وبالتباحث في العلوم النافعة التي بهاحياة القلوب وصلاح الأخلاق. وليحذر المسلم من مجالس الغفلة فإنه (ما من قوم يجلسونمجلساً ثم يقومون ولم يذكروا الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان ذلك المجلسحسرة عليهم يوم القيامة).
وإذا ما بُحثتْ قضية في الدين فليتكلم المسلم بعلم أوليسكت وليكل العلم إلى الله وليحذر أن يقول على الله بغير علم فيهلك قال تعالى (ولاتقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنهمسؤولاً).
ثامنا:
يستفاد من قصتهم الحرص على أكل الطيب المباح فإنهم أرسلواأحدهم وأمروه أن يعتني بأزكى الطعام . ويدخل في زكائه إباحته وحله دخولاً أولياً . ولا بأس باختيار أطايب الطعام ولكن على المسلم أن يعنى أولاً بألا يأكل إلا طيبازكياً وليحذر من المكاسب الحرمة فالجسد إذا نبت على غذاء حرام كان إلى النار وفىالحديث (أيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به )
ونحن في زمن كثرت فيه المعاملاتالتجارية المحرمة والمشتبهة وصار كثير من الناس لايهمه إلا تحقيق الأرباح وتحصيلالمكاسب دون أن يبالي أمن حلال ربح أم من حرام والعياذ بالله
تاسعاً:
في هذهالقصة دليل ظاهر باهر على البعث والنشور يوم القيامة فالذي أيقظ أولئك الفتية بعدثلاث مائة سنه قادر على إعادة الأجساد بعد موتها، ولذلك قال تعالى (وكذلك أعثرناعليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها)
عاشرا:
نوه الله بشأنأولئك الفتية في آخر أمرهم حيث أعثر عليهم، ورفع ذكرهم وأجَلّ قدرهم حتى إن الناساختصموا فيهم بعد الخوف والذلة والعزلة مصداق قوله تعالى (فاصبر إن العاقبةللمتقين) ومصداق قوله تعالى (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
وهنا يجدر التنبيه إلى أن بناء المساجد على قبور الأنبياء أو الصالحين منكرعظيم ومن فعله فهو ملعون، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم عند موته من ذلكتحذيراً بالغاً فقال: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهممساجد) يحذر ما صنعوا.
لأن بناء المساجد على القبور يصيرها أوثانا تعبد من دونالله بدعائها والذبح عندها والنذر لها.
والله عز وجل لم يذكر مسألة بناء المسجدعلى أولئك الفتية ترغيباً فيه ولا حثاً عليه ولكنها حكاية حال وقد قام النبي صلىالله عليه وسلم ببيان حكم هذا المنكر العظيم فلا حجة لمن يستدل بالقصة على بناءالمساجد على القبور أو دفن الموتى في المساجد.
أسأل الله أن يفقهنا في دينه وأنيعلمنا تأويل كتابه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.
علي بن يحيى الحدادي





    رد مع اقتباس