عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-11, 18:22 رقم المشاركة : 8
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

افتراضي رد: مسرحية : حاجز التفاح



المشهد السادس

1
في خان يونس وفي مواجهة الموقع الفلسطيني على تلة حاجز التفاح التي تمثل الحدود الغربية لمخيم خان يونس ، اكتشف الإسرائيليون أنهم في الموقع الخطأ ، وأنهم في الأسفل بينما الفلسطينيين في الأعلى ، بما يتناقض مع إستراتيجيتهم في التحكم والسيطرة على جميع مواقع الفعل ، في حاجز التفاح وجدوا أنفسهم في موقع عدم القدرة على إحداث أكبر ما يمكن من الخسائر في صفوف الأهالي من المدنيين الأبرياء ، وأنهم من مواقعهم السفلي لا يستطيعون إصابة أي فلسطينيي إلا عندما يقترب منهم مما أفقدهم لذة اللعب والمتعة في تصيد الفرائس كما يحدث في مواقع أخرى كالخليل مثلا ، وكان عليهم أن يعدلوا هذه التركيبة المجحفة بحقهم في القتل وليس في الدفاع ، وكان عليهم أن يسيطروا على موقع الحاجز على الجانب الفلسطيني الذي يعلوهم ويكشف تحركاتهم المريبة ضد الفلسطينيين العزل من أهالي المخيم المدنيين الذين أضحت حياتهم من قبيل الانتظار المرير ، لتأكدهم أن الإسرائيليين لن يرضخوا لهذا الواقع وأن طبيعتهم العدوانية الهمجية ستدفعهم حتماً إلى الهجوم على المخيم وتدميره لتحقيق أهداف عديدة أولها حماية مستوطناتهم القريبة على مدى رؤية الفلسطينيين وبالتالي عن مدى الإصابة ، وثانياً أن سيطرتهم على حاجز التفاح تمنحهم السيطرة الكاملة على مدينة خانيونس بكاملها مخيماً ومدينة ومحافظة ويصير بإمكانهم ممارسة لعبتهم المفضلة في تصيد الأبرياء من المواطنين الفلسطينيين الآمنين في الشوارع أو في البيوت ، وثالثها أن سيطرتهم على الحاجز تعني أن يقيموا لهم نقطة حصينة مما يستلزم تجريف المنطقة المحيطة وهي كلها منطقة سكنية مزدحمة جداً مما يعني المزيد من التدمير والتشريد والمعاناة
2
قبل معركة حاجز التفاح فجر يوم الأربعاء 16 رمضان الموافق 13/12/2000 حاولت القوات الصهيونية المعتدية عدة مرات احتلال تلة الحاجز دون جدوى بالرغم من حجم النيران المكثفة التي استخدمت من قبلهم وذلك للتلاحم القوي بين المواطنين وقوات الأمن الوطني في مظاهرة غير مسبوقة تؤكد أهمية التعاون والوحدة في العمل المقاوم والفاعل بين جميع فئات وقوانا الفلسطينية ، وفي معركة 16 رمضان دفع الإسرائيليون بأكثر من اثنتا عشر دبابة مصاحبة لثلاث جرافات ثقيلة بهدف واضح هو احتلال تلة الحاجز وتجريف منازل الأهالي ليفرضوا هيمنتهم على المنطقة ، وبالرغم من دعم الطائرات لهم وبعد معركة قوية عاد الصهاينة إلى مواقعهم الأولى متكبدين خسائر كبيرة لم يعلن عنها لكنها مشاهدة من قبل جميع الذين وقفوا في مواجهة العدوان الصهيوني الاحتلالي ، من قوات الأمن الوطني الباسلة ومن المجاهدين المقاومين الأشاوس الذين هبوا هبة الرجل الواحد من جميع المناطق ، والأهالي الذين قاموا بدعمهم وتقديم كل ما يمكن من أجل تدعيم المواقع الفلسطينية لحماية المقاتلين أثناء صدهم للهجوم الاحتلالي .

3
تعطي معركة حاجز التفاح في جميع مراحلها ومواقعها دروساً عديدة للجانب الفلسطيني وأهمها :
1. أن الحاجز يمثل قيمة عسكرية إستراتيجية لمن يسيطر عليه ويمنحه مميزات في الفعل والحركة .
2. أن الحاجز يمثل لنا أيضاً قيمة عسكرية إستراتيجية للحماية والمقاومة ، ويمنحنا ميزة القدرة على الضغط على المستوطنين والمستوطنات بحيث يعيشون وكأنهم هم المحاصرين وليس الفلسطينيين ، بما يولد حالة مستمرة لديهم من الخوف والهلع وبالتالي التفكير جدياً بإخلاء ومغادرة مواقعهم الاستيطانية
3. أن الإعمار والبنيان والسكان ، كل ذلك كان له الفضل في صد ومنع امتداد سرطان الاستيطان في اتجاه مدينة خان يونس ، وهذا يدل على الجانب الذي أهملناه خلال السنوات الماضية ولم نكن جادين في تنفيذه ، عندما أهملنا فعليا القيام بأي عمل إسكاني بجوار المواقع الاستيطانية في جميع المناطق في الوطن .
4. أن سرعة الاستجابة في رد العدوان الصهيوني كان لها الأثر الأكبر في رده ومجابهته .
5. أن وجود قوات الأمن الوطني الفلسطيني ومشاركتها الفعلية في المعارك كان له الأثر الحاسم في تلاحم الجماهير وارتفاع معنوياتهم وفي حماسة واندفاع المسلحين ووقفتهم الشجاعة في صد المحتلين الصهاينة عن موقع الحاجز مما يؤكد أهمية التواصل والتنسيق الفعلي والميداني وأهمية مشاركة قوات الأمن الوطني في جميع معارك المواجهة والدفاع عن الأراضي في كل مكان .
6. أن الحاجز يمثل هدفاً تسعى قوات الاحتلال للسيطرة عليه دون ملل مما يضع المزيد من المهمات على عاتق الجماهير والمجاهدين والمقاومين وقواتنا الوطنية ، وأنه لا يجوز أبداً الركون ولو للحظات عن مراقبة الوضع وعن تدعيم الموقع بالتحصين وبالقوات والسلاح .
7. أن معركة كبيرة قادمة لاحتلال الحاجز ستحشد إسرائيل لها قوات كبيرة مدعمة بأسلحة وآليات ثقيلة وباستخدام الطائرات والصواريخ مما يضيف أعباء إضافية على مقاتلينا بضرورة تدعيم موقفهم نوعياً وكيفياً لترجيح كفة الصمود والدفاع الفلسطيني .
أن المعركة أثبتت حتمية مشاركة قوات الأمن الوطني بشكل مباشر أو غير مباشر في جميع المعارك والمواجهات لوقف امتداد العدوان على المواطنين وعلى الأراضي الفلسطينية في جميع المحافظات ، وأنه لا يجب علينا تقديم أي اعتبارات أخرى على هذه المشاركة ( ففي مواقع عديدة كان ممكنا السيطرة على المواقف وعلى منع المحتلين من توسيع دائرة اعتداءاتهم وبالتالي من تشديد قاعدة حصارهم لشعبنا في جميع الأماكن ) .





التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس