عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-11, 17:21 رقم المشاركة : 6
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

افتراضي رد: مسرحية : حاجز التفاح



المشهد الرابع


من بعيد تقترب رويداً رويداً جنازة مهيبة ، يحوطها الناس من كل جانب ، لكثرتهم لا يستطيع أحد تمييز الوجوه والأماكن ، غير أن الجميع يهتفون .. الله اكبر .. الله أكبر .. ، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين .. لن يذهب دمك هدراً يا شهيد ، نقسم أن نواصل المسيرة …، الانتقام .. الانتقام .. ، دم الشهيد ولع البركان .. ، يا يهودي يا محتل فوق بلدي ما بتضل … ، يا يهودي يا جبان ليش بتهرب من الميدان ..، يا يهودي يا جزار دم أطفالنا بضل عنوان ..، بضل شجر كبير بضل أزهار ..، يا يهودي يا محتل راح تلقانا فوق التل ..، يا يهودي يا محتل اطلع اطلع .. ،هادي أرضنا وهادي سمانا ورثناها بالدين والحق ..، اطلع اطلع يا محتل .. فرحة شهيدة ما بتنذل .. فرحة في قلوبنا باقية ما بتنحل ..، يا يهودي يا محتل اطلع .. اطلع يا محتل .. ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ، حسبنا الله ونعم الوكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..

الناس يتكلمون عن الجنازة وهي تقترب أكثر وأكثر وتظل في مسيرتها نحو المقبرة
صوت : يقولون أنها صغيرة جدا .. كم عمرها
صوت 1 : لم تتجاوز الثماني سنوات من عمرها .. مثل الفرحة ما بتدوم ..
صوت 2 : يقولون اسمها فرحة ..
صوت 3 : كانت تزود الشباب بالحجارة عندما أصابتها طلقة غادرة ..
صوت 4 : ما ذنبها حتى تموت في هذه العمر ..
صوت 5 : لا بد أنهم عرفوا أن اسمها فرحة وأرادوا أن يقتلوها ..
صوت : لن ينالوا مرادهم ولن يقتلوا الفرحة أبدا في شوارعنا ..
صوت 1 : لكنهم قتلوها ..
صوت 3 : نساؤنا لسن عواقر ، سيلدن ألف فرحة مثلها وستمتلئ بلدنا بالأفراح ..
صوت جديد موجهاً حديثه إلى الجمهور : أليس كذلك .. ألسنا قادرين على إنجاب ألف فرحة جديدة ..
من وسط الجمهور تنطلق أصوات : نعم سننجب فرحة وفرحة وفرحة أفراحاً كثيرة .. سنملأ بلادنا فرحا وسعادة .
الصوت السابق : الحمد لله ما زلنا بخير .. ألم أقل لكم بهذه الروح لن يغلبونا أبدا .. سنغلبهم .. سنغلبهم .. فرحة الشهيدة بذرت بذورها في أرحام أمهاتنا حتى أنظروا إلى هناك .. ( في هذه اللحظة تختفي الجنازة )
يتوجه الجمهور بعيونهم ناحية الاتجاه حيث يد الصوت تشير فيرون مجموعة من الأطفال البنات ( مكتوب على ظهورهن وصدورهن الاسم " فرحة " ) وصبيان يعدون أدوات الانتفاضة من حجارة ومقاليع وزجاجات حارقة وأكياس رمال وو … ( بدون كلام )

وينطلق صوت بالنشيد بينما الستارة تسدل ببطء شديد ..

" أنا ما مت يا أمي
وإن غبت
افتحي الباب
وانظري حولك
ستجدينني في وجوه أطفال شارعنا
وترينني في بريق عيونهم ..
أغضب .
وسأدخل إلى أنفاسك طّلاً
أُطْفئ سعير الشوق في صدرك
وستحسينني أروع .

السلام عليك يا أمي
السلام عليك .
ابقِ البابَ مفتوحاً
لا توصدي أمام صباحنا القادم مِزْلاجاً
ورحِبي بالريح التي تحمل أنفاسي
فصوتي سوف يأتيك
يدغدغ صدى الأفراح في البيت
يثير أنفاسك
يشدّك إلى الشمس ..
إلى تاريخ ميلاده الأول ..
إلى رَحْمِك القدسي
إلى ثديك الأبيض ."





التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس