عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-11, 18:20 رقم المشاركة : 5
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

افتراضي رد: مسرحية : حاجز التفاح



المشهد الثالث : مشهد الظلام (الجزء الثاني)


ناعوم : ولم لا ما دام ذلك يبهجني ، وقبل ذلك هو واجبي وعملي ، ويجب تنفيذه بدقة لأرتقي وأنال الحظوة التي نالها القاتلون جميعهم قبلي ..
جولدمان : إذن القتل بالنسبة إليك هو صفقة تجارية مضمونة الربح وليس إجراء تدافع به عن نفسك ..
ناعوم : نعم ..
جولدمان : أيها القاتل السافل ، مجرم أنت .. مجرم
ناعوم ( مستهزئا ) : مجرم أنا ، حسناً يا زميلي الطيب ، أخبرني إذن ماذا تكون أنت ، الحمل الوديع ، ألم تقتل مثلنا ، أولست تقتل حتى الآن ..
جولدمان : لا أتلذذ في القتل وهو ليس هوايتي
ناعوم : لكنه حرفتك
جولدمان : لا أحب القتل .. أكره الموت كثيراً ، وكل مرة أبكي عندما يسقط طفل منهم مضرجاً بدمائه
ناعوم : أوه .. كم أنت رقيق وشاعري .. كم قصيدة قرضت من الشعر في رثاء ضحاياك
جولدمان : أسكت .. أرجوك .. أسكت
ناعوم : لن أسكت ، كم طفلا أصبت اليوم ، من الذي أصاب الطفلة الصغيرة عندما عَلِقَتْ قدمُها الصغيرة وسقطت على الأرض ، أنا .. أم أنت .. ( مشيرا إليه بأسلوب من يتهم )
جولدمان : أسكت أيها المجرم القاتل .. أسكت
ناعوم : لن أسكت ، أمثالك كثيرون يدّعون الرحمة والرقة وهم القاتلون الأشداء ، أنت قاتل قاتل وأشد مني سفكاً لدماء أولئك الأطفال
جولدمان : لا أعرف ما يصيبني ، أكره ما أفعله لكنني لا أستطيع رفضه
ناعوم : ها .. إذن أنت تعترف ، ولماذا لا تستطيع أيها القاتل الطيب
جولدمان : لأنني .. لأنني .. لأنني قاتل
ناعوم : لقد تساوينا إذن .. عندما أقتل أنا .. أتلذذ وأستمتع ، وعندما تقتل أنت .. تبكي وتذرف دموعك .. أظنهم يقولون عنها دموع التماسيح .. أليس كذلك .. دموع التماسيح أيها التمساح المفترس الطيب
جولدمان : لا لسنا متساويين
ناعوم : بل متساويين أنت قاتل وأنا قاتل ، كلانا قاتل .. ولا يفيد الضحية أن تبكي عليها بعد أن تذبحها أيها الزميل
جولدمان : لكن ..
ناعوم : لم يعد هناك لكن ، علينا أن نقتل ونقتل ونقتل .. ويبدوا أن لحظة القتل تقترب أكثر وأكثر ..
جولدمان : لا . . لا .. يكفي .. يكفي ..
ناعوم : بل استمر وسنستمر .. خذ آلة التصوير ( ماداً يده إليه بها ) والتقط منظراً طبيعياً جميلاً لي وأنا أصوب على ذاك الطفل الذي يسير إلى جانب أمه .. لقد وعدت ناعومي بهدية ثمينة ، وهذه الصورة ستكون أفضل هدية لها ، إنها مثلي تماماً تحب هذه الألعاب ، هيا تحرك .. ولا تنس أن تجعل اللقطة إنسانية ها .. ها .. ها ..
جولدمان ( يأخذ آلة التصوير من ناعوم ويعدها للعمل ) : مجرم .. مجرم .. لا أعرف إلى متى يمكنني التحمل .. هدية لناعومي ..؟ هدية .. القتل هدية ..؟! يبدو أنها عادة متأصلة فينا .. تقول أن عشيقتك اسمها ناعومي .. ألست مخطئاً .. ربما كان اسمها سالومي .. تذكر جيداً .. سالومي
ناعوم : آه أيها الخبيث ، عرفت مقصدك ، اطمئن اسمها ناعومي وليس سالومي .. لكن ماذا يهم الاسم ما دامت تسير على خطاها ..

وسط الهرج والمرج يعم السكون المكان بما يثير الوحشة والألم في النفوس ومن وسط الهدوء المفعم بالترقب ينطلق صوت المغني وهو ينشد ..


" أنادي يا وطني
أنادي شعب العروبة التليد
أين المروءة والشجاعة
أين شيخكم والوليد .
ماذا بقي ..
بعد الكرامة أن تضيع .
ماذا بقي ..
بعد القدس أن يُهَوِّدَها اليهود .
ماذا بقي ..
بعد الطفولة يذبحها الجنود .
ماذا بقي ..
أثم بقايا من قلب ومن ضمير
أثم بقايا من هوية الوطن الكبير .
ماذا بقي ..
حتى تستنفروا قواكم ..
الكبير منكم والصغير .
ماذا بقي ..؟
بعد القدس ..
أتكون مكة والمصير .
قولوا لنا :
إلى متى هذا السكون المستحيل . "





التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس