عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-11, 17:18 رقم المشاركة : 4
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

افتراضي رد: مسرحية : حاجز التفاح



المشهد الثالث : مشهد الظلام (الجزء الأول)

على الجانب الآخر من حاجز التفاح وداخل غرفة محصنة بمكعبات الاسمنت الضخمة التي تتخللها فتحات صغيرة تستخدم في قنص الأطفال المارين بأمان إلى بيوتهم ، يجلس جنديان صهيونيان خلف سلاحهما المصوب تجاه المواطنين ، أحدهما يضع سماعة الهاتف الخلوي على أذنه ويبدوا واضحاً انه يكلم شخصاً آخر ..
الجندي ناعوم : أوه .. حبيبتي ناعومي أحبك كثيراً كثيراً .
ناعومي ( من الهاتف ) : أوه .. جميل ما أسمع منك ، أرجو أنك لا تخدعني ..
ناعوم : أخدعك .. وهل هذا معقول ربما أخدع العالم كله إلا أنت يا حبيبتي ( يشير برأسه نحو زميله قائلا له : الغبية من تحسب نفسها هذه الشمطاء ، أراهنك أنها تكلمني وهي في أحضان رجل آخر .. ) ..
ناعومي : ماذا تقول لا أسمعك جيدا ..
ناعوم : لا شيء يا عزيزتي فقط كنت أعد لك مفاجاة طيبة ..
ناعومي : مفاجأة .. أوه .. كم أحبك ، هل ستحضر لي هدية
ناعوم : هدية .. آه .. نعم .. نعم هدية ( في نفسه : لا أدري كيف عَرَفْتُ هذه الغبية .. من تحسب نفسها .. )
ناعومي : متى ستأتي ونلتقي ، يجب أن تعود سريعاً إليّ .. أنا متشوقة لأستلم هديتك ..
ناعوم : قريباً سأحضر إليك لكن عليك أن تعدينني بأنني سأستمتع بك ..
ناعومي : وهل عرفتني أمنع نفسي عنك لن تجد مني إلا ما تشتهي ..
ناعوم : حسنا حبيبتي أنا مضطر الآن لإنهاء المكالمة ، لدي عمل مهم يجب القيام به ..
( يغلق هاتفه المحمول ويضعه في جيبه ، ويقوم بتحريك سلاحه باتجاه طفل فلسطيني يحمل على ظهره حقيبته المدرسية ويكاد يدخل إلى بيته عندما .. وانطلق الرصاص .. )
ناعوم : آه .. لقد أصبته يا عزيزي ، أصبته بين عينيه تماماً
الجندي جولدمان : ماذا تفعل أيها المجنون ، ماذا جنى الطفل حتى تقتله ..
ناعوم : أوه .. جولدمان .. نسيت أنك رجل طيب وأنك صاحب القلب الرقيق وأنك .. ( باحتقار )
جولدمان : لا .. لا .. أرجوك لا تواصل أسلوبك المهين هذا .. لم أعد أتحمل المزيد .. إنك تعاملني وكأنني عدوك ..
ناعوم : أبداً يا عزيزي .. أنت عدوي .. لا يمكن أنك تفكر بهذه الطريقة .. عدوي هو عدوك فقط ( يشير باتجاه المواطنين الفلسطينيين الذي انشغلوا بإسعاف الطفل بطريقة توحي أن هؤلاء هم الأعداء ) .. أنت لست عدوي .. ( في نفسه : على الأقل حتى اليوم )
جولدمان : نعم ناعوم إنك تتعامل مع الجميع وكأنهم أعدائك
ناعوم : من تقصد بالجميع .. لا أظنك تعني أولئك العرب الإرهابيين ..
جولدمان : بل أعني الأطفال الذين لا تنفك تقتل المزيد منهم كلما حانت لك الفرصة ، رغم بعدهم الشاسع عنا ..
ناعوم : أوه .. جولدمان حبيبي ، يبدوا عليك الإرهاق كثيرا ، ألم تنم ليلة أمس .. ( باستهزاء )
جولدمان : قاتل .. قاتل .. لا أتصور كيف أعتبرك صديقي
ناعوم : شكرا لك يا صديقي على شعورك اتجاهي .. أتعلم لماذا نحن صديقين .. لأننا هنا .. في هذا المكان .. يجب أن نحمي أنفسنا .. وعلينا أن نقتل لنعيش
جولدمان : بإمكاننا العيش دون قتل الأطفال
ناعوم : إذا لم تقتلهم قتلوك
جولدمان : لا لن يقتلوني ، لو تركتهم وعدت إلى دياري
ناعوم : تعود إلى ديارك ، هذه ديارك أيضاً
جولدمان : لا .. هنا ليست دياري ولا ديار احد منا ، إنها ديارهم
ناعوم : ديارهم .. لترحل إذن .. ماذا تنتظر لتعود إلى ديارك ..
جولدمان : نعم أشعر انه علي أن اترك هذا المكان بأسرع وقت ممكن
ناعوم : وحتى ذلك الوقت عليك أن تقتل كي تعيش
جولدمان : متوحش قاس .. من أي طينة جبلت أيها القاتل
ناعوم : من نفس الطينة التي جبلت أنت منها
جولدمان : لا .. أظنك قد جبلت من نار شيطانية تحرق كل شيء أمامها من أجل اللذة والزهو واللهو الخبيث
ناعوم : أنا أحب عملي
جولدمان : عملك أن تكون قاتلا





التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس