المشهد الثالث : مشهد الظلام (الجزء الأول) على الجانب الآخر من حاجز التفاح وداخل غرفة محصنة بمكعبات الاسمنت الضخمة التي تتخللها فتحات صغيرة تستخدم في قنص الأطفال المارين بأمان إلى بيوتهم ، يجلس جنديان صهيونيان خلف سلاحهما المصوب تجاه المواطنين ، أحدهما يضع سماعة الهاتف الخلوي على أذنه ويبدوا واضحاً انه يكلم شخصاً آخر .. الجندي ناعوم : أوه .. حبيبتي ناعومي أحبك كثيراً كثيراً . ناعومي ( من الهاتف ) : أوه .. جميل ما أسمع منك ، أرجو أنك لا تخدعني .. ناعوم : أخدعك .. وهل هذا معقول ربما أخدع العالم كله إلا أنت يا حبيبتي ( يشير برأسه نحو زميله قائلا له : الغبية من تحسب نفسها هذه الشمطاء ، أراهنك أنها تكلمني وهي في أحضان رجل آخر .. ) .. ناعومي : ماذا تقول لا أسمعك جيدا .. ناعوم : لا شيء يا عزيزتي فقط كنت أعد لك مفاجاة طيبة .. ناعومي : مفاجأة .. أوه .. كم أحبك ، هل ستحضر لي هدية ناعوم : هدية .. آه .. نعم .. نعم هدية ( في نفسه : لا أدري كيف عَرَفْتُ هذه الغبية .. من تحسب نفسها .. ) ناعومي : متى ستأتي ونلتقي ، يجب أن تعود سريعاً إليّ .. أنا متشوقة لأستلم هديتك .. ناعوم : قريباً سأحضر إليك لكن عليك أن تعدينني بأنني سأستمتع بك .. ناعومي : وهل عرفتني أمنع نفسي عنك لن تجد مني إلا ما تشتهي .. ناعوم : حسنا حبيبتي أنا مضطر الآن لإنهاء المكالمة ، لدي عمل مهم يجب القيام به .. ( يغلق هاتفه المحمول ويضعه في جيبه ، ويقوم بتحريك سلاحه باتجاه طفل فلسطيني يحمل على ظهره حقيبته المدرسية ويكاد يدخل إلى بيته عندما .. وانطلق الرصاص .. ) ناعوم : آه .. لقد أصبته يا عزيزي ، أصبته بين عينيه تماماً الجندي جولدمان : ماذا تفعل أيها المجنون ، ماذا جنى الطفل حتى تقتله .. ناعوم : أوه .. جولدمان .. نسيت أنك رجل طيب وأنك صاحب القلب الرقيق وأنك .. ( باحتقار ) جولدمان : لا .. لا .. أرجوك لا تواصل أسلوبك المهين هذا .. لم أعد أتحمل المزيد .. إنك تعاملني وكأنني عدوك .. ناعوم : أبداً يا عزيزي .. أنت عدوي .. لا يمكن أنك تفكر بهذه الطريقة .. عدوي هو عدوك فقط ( يشير باتجاه المواطنين الفلسطينيين الذي انشغلوا بإسعاف الطفل بطريقة توحي أن هؤلاء هم الأعداء ) .. أنت لست عدوي .. ( في نفسه : على الأقل حتى اليوم ) جولدمان : نعم ناعوم إنك تتعامل مع الجميع وكأنهم أعدائك ناعوم : من تقصد بالجميع .. لا أظنك تعني أولئك العرب الإرهابيين .. جولدمان : بل أعني الأطفال الذين لا تنفك تقتل المزيد منهم كلما حانت لك الفرصة ، رغم بعدهم الشاسع عنا .. ناعوم : أوه .. جولدمان حبيبي ، يبدوا عليك الإرهاق كثيرا ، ألم تنم ليلة أمس .. ( باستهزاء ) جولدمان : قاتل .. قاتل .. لا أتصور كيف أعتبرك صديقي ناعوم : شكرا لك يا صديقي على شعورك اتجاهي .. أتعلم لماذا نحن صديقين .. لأننا هنا .. في هذا المكان .. يجب أن نحمي أنفسنا .. وعلينا أن نقتل لنعيش جولدمان : بإمكاننا العيش دون قتل الأطفال ناعوم : إذا لم تقتلهم قتلوك جولدمان : لا لن يقتلوني ، لو تركتهم وعدت إلى دياري ناعوم : تعود إلى ديارك ، هذه ديارك أيضاً جولدمان : لا .. هنا ليست دياري ولا ديار احد منا ، إنها ديارهم ناعوم : ديارهم .. لترحل إذن .. ماذا تنتظر لتعود إلى ديارك .. جولدمان : نعم أشعر انه علي أن اترك هذا المكان بأسرع وقت ممكن ناعوم : وحتى ذلك الوقت عليك أن تقتل كي تعيش جولدمان : متوحش قاس .. من أي طينة جبلت أيها القاتل ناعوم : من نفس الطينة التي جبلت أنت منها جولدمان : لا .. أظنك قد جبلت من نار شيطانية تحرق كل شيء أمامها من أجل اللذة والزهو واللهو الخبيث ناعوم : أنا أحب عملي جولدمان : عملك أن تكون قاتلا