عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-13, 18:25 رقم المشاركة : 3
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي رد: لقن طفلك فن الإعتذار




.كيف يمكن لنا أن نلقن الطفل فن الاعتذار؟



بعد أن استعرضنا تلك المقدمة عن الاعتذار بقي أن نؤسس لهذا الفن، وقد يسأل البعض كيف يمكن أن يكون الاعتذار فن اً وهو عبارة عن كلمتين (أنا اعتذر)، أو (أنا آسف)

فنقول نعم الاعتذار كلمتين ولكن ضمن إطار فن الاعتذار، فالاعتذار يجب أن يقوم على تفكير سليم من حيث التوقيت والأسلوب ومتابعة الأمر ما بعد الاعتذار وكما للتوبة النصوحة شروط فإن للاعتذار شروط تضمن له النجاح والقبول من الأخر، وحتى نلقن الطفل فن الاعتذار من الصغر يجب علينا إتباع أسلوب محدد وفق قواعد ثابتة ترسخ هذا الفن في عقل الطفل:



1- يجب أن نمارس الاعتذار أمام الطفل لأن الطفل يتعلم من والدية الأسلوب أولاً فإن أخطأ أحد الوالدين عليه أن يعتذر ممن أخطأ معه لأن الطفل يراقب ما يجري ولو كان خلف الأبواب.



2- يجب الاعتذار من الطفل عندما يساء إليه أو يخطأ معه أحد الوالدين والبعض ربما سيقول هل سأعتذر من طفل ؟ نعم الاعتذار من الطفل لا يكلف صاحبه شيئا بينما له وقع قوي جداً في قلب الطفل ومن شأنه أن يعزز الثقة في نفس الطفل ويدفعه للتفكير أكثر في مجريات الأمور وسيعلمه أن من يخطئ إن كان صغيراً أم كبيراً عليه أن يعتذر.



3- مراقبة السلوك المتبع بين الأطفال في المنزل ودفع المخطئ للاعتذار من الآخر.
4- شرح فوائد الاعتذار للطفل ونتائجه المفيدة إذا ما أقدم عليه الإنسان.



5- وضع الطفل في صورة وضعه في حال امتناعه عن الاعتذار إن ارتكب الخطأ.



6- تشجيع الطفل وإسماعه كلمات طيبة بعد أن يعتذر لنوصل له فكرة أن تصرفه هذا أمر جيد زرع الرضا في النفوس بما فيها نفس الطفل ذاته وهذا الأمر كفيل في أن يعطي الطفل شحنة معنوية كبيرة تدق أول إسفين في ترسيخ فن الاعتذار في نفس الطفل.



7- تعليم الطفل أن يطلب الاعتذار من الآخر عندما يسيء الأخر له ليصبح الأمر عادة في تعامله.



8- تعليم الطفل أفضل الأوقات المناسبة لتقديم اعتذاره وأفضل تلك الأوقات فور وقوع الخطأ أما إن كان الآخر في حالة غضب شديد الأفضل الانتظار قليلا ريثما يهدأ ثم نقدم الاعتذار له هل نضمن القبول منه.
9- الاعتذار ليس كلمة (أنا آسف) بل هي أسلوب كامل يضمن القبول من الآخر ويعتمد هذا الأسلوب أولاً على المظهر العام لمن يرغب بالاعتذار يعني لا يدخل على الآخر بقوة وعنف بل يجب عليه الاتصاف بالحياء والليونة واللطف

وثانيا يجب عند تقديم الاعتذار أن لا يعاد فتح الموضوع المسبب للخطأ بل إبداء الندم لما بدر من الشخص مرفقة بعبارة (اعتذر منك وأتمنى أن تقبل اعتذاري ) مع التأكيد على بذل الجهد لعدم الوقوع بالخطأ مرة ثانية، هذا أسلوب يجب تدريب الأطفال عليه من الصغر.



10- تعليم الطفل أن الاعتذار لا يكون صفة دائمة بل على الطفل الاعتذار على الأخطاء التي تستحق الاعتذار لا أن يتفوه بكلمة اعتذر على كل صغيرة وكبيرة فهذا الأمر يضعف شخصية الطفل ويفقد الاعتذار مضمونه الصحيح.



11- التوضيح للطفل أن الاعتذار لا يخرج إلا من صاحب شخصية قوية يعرف حقوقه فيأخذها ويعرف واجباته تجاه الآخرين فيؤديها والأفضل انتزاع فكرة أن الاعتذار ضعف بل هو قوة تختبئ في إطار الضعف.
12- اطلاع الأبناء أن الاعتذار حتى يقبل من الأخر يجب أن يكون صادقاً نتج عن مراجعة للذات واعتراف صريح بالذنب وإلا لن يشعر به الطرف الآخر.



13- جلسة واحدة لا تكفي ومراقبة بسيطة لسلوك الطفل لا تكفي بل يجب على الأهل المثابة والمتابعة لسلوك الطفل إلى أن يتأكدوا من رسوخ فن الاعتذار في الطفل.



إن الاعتذار صفة نبيلة إذا ما اتصف بها الإنسان نمت قربها صفات أكثر نبلاً فهي تعتبر ركناً لا يستهان به لتنمية الأخلاق النبيلة المتكاملة والمشكلة لا تكمن في الاعتذار بل المشكلة الحقيقة تكمن في الامتناع عن الاعتذار.



وأفضل وانسب وقت لغرس هذه الصفة النبيلة في نفوس البشر هو عند الصغر فالتعليم في الصغر يرسخ العلم في النفس ومهما تعرض الإنسان للتقلبات لاحقاً لن تغير في طبعه الأساسي أي شيء لأنه راسخ رسوخ الجبال في العمق النفسي له وصفة الاعتذار تروج لصفاء الروح ونقاء القلب ونشر الحب والتسامح بين البشر في وقت نحن بأمس الحاجة إلى مثل هذه الصفات النبيلة التي من شانها أن تجعل الحياة أكثر جمالاً والعلاقات الاجتماعية أكثر تماسكاً

والإنسان عندما يخطى مع الآخر فهو يخطئ مع نفسه أولاً واعتذاره يصلح علاقته مع نفسه ويزرع الراحة والاطمئنان في قلبه قبل أن يقدمه للآخر.

تم بحول الله



.





التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس