عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-27, 09:21 رقم المشاركة : 1
محمد محضار
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية محمد محضار

 

إحصائية العضو







محمد محضار غير متواجد حالياً


افتراضي قصة قصيرة:رحلة حزن...............لمحمد محضار


عندما تمددت على السرير ، وغرست الممرضة المختصة إبرة السيروم في يدها ، أحست بأن رحلتها مع الحزن والألم قد بدأت ، وفجأة تداعت الذكريات عليها من كل صوب ، تحاصرها وتحمل إليها نفحات من الماضي البعيد والقريب.
قبل أسبوع أخبرها الطبيب المعالج بأنها مصابة بالمرض الخبيث ، كانت صدمتها قوية ، فهي لم تكن تتصور أن ذلك الألم البسيط الذي كانت تحسه تحت إبطها ، كان ندير شؤم ، وبشير حزن ، إلا عندما سلمت نفسها للأطباء يجرون عليها الفحص تلو الأخر ، ثم يلحون ليها في إجراء تحاليل مخبرية ، وصورا مقطعية بجهازي السكانيروالنين المغناطسي ..وأخيرا تطوع الطبيب المكلف ، بإلقاء الخبر الصادم في وجهها ، بكت بحرقة والتياع ، حاول الطبيب التخفيف عنها ، بجملة بدت لها جاهزة وفيها تكلف : " الطب تقدم وعلاجك ممكن فلا داعي للبكاء"
اليوم بدأت رحلة العلاج الكميائي ..كانت الغرفة التي تحتضنها غارقة في البياض ، سرميك الأرض أبيض، وكذاك الستائر والملاءات، الكثيرون يعتبرون اللون الأبيض لونا للحب والسلام والأمن والأمان ، أما هي فتراه لونا للاستسلام !!الاستسلام لبراثين الداء الخبيث.
لقد سرق الزمن من عمرها أكثر من أربعة عقود ، مرت كالحلم ، ولم تنتبه إلى هذا الحال إلا في هذه المرحلة العصيبة من حياتها .
" يإلهي ..يا رب الأرض والسماء ، يا خالق الإنس والجن ..قد أكون ضللت الطريق ..قد أكون تهت بين دروب الحياة الملتويّة ، ونسيت نفسي في غمرة لذاذات الدنيا ، ومغرياتها ، لكنني كنت دوما طيبة ، أحب الناس جميع ، وأعطف على الفقراء والمحتاجين ".
الأيام كتبت عليها أن تظل سيدة نفسها ، فهي لم تدخل دنيا ، ولم يكتب لها أن تسعد ببيت وأسرة .
"كان سعيد شابا مقبول الشكل ، ولطيف المعشر ، وكان فارس الأحلام المنتظر الذي سأكمل معه المشوار ، لولا تلك النقطة السوداء التي قلبت حياتي رأسا على عقب".
عندما تقدم سعيد لخطبتها زغردت أمها فرحا ، ولم تسع الدنيا والدها من السعادة ، أما باقي الأسرة فباركوا هذه الخطوة ..وحدها كانت تعرف بأن خطبتها لسعيد مستحيلة.
"علاقتي بحمزة كانت هي النقطة السوداء في حياتي ..خدعني بكلامه المعسول والمنمق ، واستغل علاقة الزمالة في الشغل ليوقني في شباكه ، احببته بجنون ، رغم علمي المسبق بأنه متزوج وله أبناء ..منحته كل شيء وعشت أسيرة وعوده العرقوبية "
صارحت سعيد بواقع الحال ، وطلبت صفحه ، فتجاوب مع طلبها ، وفسخ الخطوبة دون إعلان السبب، واستمرت علاقتها بحمزة دون هدف أو غاية تذكر ، حتى وقع المحظور ، ووصل الخبر إلى زوجة حمزة فعملت على ضبطهما، فكانت فضيحة مدوية ، جعلتها تعيش حالة اِكتئاب لم تخرج منها إلا بعد سنوات.
" الآن أنا وحيدة أعيش لحظات عسيرة من حياتي ،بعد أن فقدت ذلك الحافز الذي كان يشدني إلى غريزة حب الحياة ،..لم تعد لي رغبة في شيء ..أصبح كل همي تصريف ما تبقى من عمري المشحون بلحظات الصمت دون محن"
كانت حصة العلاج الكميائي قد انتهت ، أقبل عليها الطبيب المعالج باسما ثم قال:
-كل شيء على مايرام ..نلتقي بعد عشرين يوما لإكمال العلاج ..عليك باللراحة الكاملة ، خلال هذا الأسبوع ، تجنبي كل ما يمكن أن يتسبب لك في القلق .
قاطعته مبتسمة :
-سأصبح صلعاء
رد الطبيب بصوت مشجع :
- الصحة أولا ، وغدا سيعود شعرك إلى وضعه الطبيعي.

محمد محضار دجنبر 2010






التوقيع




رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا أجمع

آخر تعديل محمد محضار يوم 2011-03-27 في 14:17.
    رد مع اقتباس