عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-10-22, 18:44 رقم المشاركة : 1
د/ الماسة نور اليقين
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







د/ الماسة نور اليقين غير متواجد حالياً


new1 شـــــــ حديث تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة ــــــــرح


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


شـــــــ حديث تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة ــــــــرح

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض أخرجه البخاري.

نعم، وهذا فيه التحذير من الانغماس في الدنيا والاغترار بها والانسياق وراء ملذاتها، ولذا قال:
تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميلة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش يدعو النبي -عليه الصلاة والسلام- على من كان هذا وصفه، وهو الذي يتبع الدنيا ولا يبالي كما في الحديث: أمن حلال أم من حرام، حديث خولة: إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة، لا يبالي أخذ من حلال أو من حرام فهذا عبد، ولهذا سماه عبد، وهذا وصف فيه قبح وذلة ومهانة حيث كان عبدا للدينار، وكان الواجب أن يكون الدينار في يده ليس في قلبه، فيأخذ الدينار والدرهم ويجعله مستخدما له كما يستخدم حذائه، وكما يستخدم خلاءه وكما يستخدم الأشياء التي يلبسها ويفترشها، هكذا تكون الدراهم والدنانير، حتى لا يخدع، وحتى لا تسوقه إلى أمر محرم.
ولهذا ما قال: تعس صاحب الدينار، أو تعس مالك الدينار، تعس عبد الدينار، جعله عبدا، والدينار معبود، وإذا كان الدينار معبودا له، فإنه لا يبالي بأي سبيل وبأي طريق أخذ هذا الدرهم أو الدينار.
ومن حسن صنيع المصنف -رحمه الله- إيراده هذا الخبر بعد حديث النعمان بن بشير -رحمه الله- لأن هذا فيمن يكون مواقعا للشبهات مجترئا عليها، ليس مباليا، بل إن الدرهم والدينار نصب عينيه، فلها يجتهد، وهي همته، يصبح وهي همه، ويمسي وهي همه
ومن أصبح والدنيا همه، فرق عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن أصبح والآخرة همه جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة في اللفظ الآخر: من كانت الآخرة سدنه وقصده ونيته جمع الله له شمله، ومن كانت الدنيا سدنه وهمته جعل الله فقره بين عينيه، وفرق الله عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له .
ولهذا هو يسخط لها، ويرضى لها، لا يرضى برضاه - سبحانه وتعالى- ولا يسخط لسخط الله، بل يرضى إن أعطي رضي ، وإن لم يعط سخط، ولا يسأل عن هذا الذي المال أعطيه، ولا يبالي هل هو له أو ليس له، ولهذا في حديث المغيرة بن شعبة تقدم: "منعا وهات" فهو يمنع الدرهم الواجب عليه، ويطلب الدرهم الذي لا يجوز له أخذه، فجمع بين الشح والحرص، الحرص في طلب الدرهم والدينار من كل سبيل، ثم إذا حصله شح به، فلم يصرفه في حقوقه وطرقه الواجبة عليه، فعياذا بالله من هذه الطريقة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،

والله المستعان
د/ الماسة نور اليقين





    رد مع اقتباس