عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-23, 15:56 رقم المشاركة : 1
فارس الليالي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فارس الليالي

 

إحصائية العضو









فارس الليالي غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

b5 دور الأسرة في تطبيق الأخلاق الإسلامية في المعاملات



كان التمسك بالأخلاق الإسلامية مصدر القوة للمجتمع الأول الذي تشكل بقيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت الخطوط الأساسية للتناقض لا تكمن في بنية هذا المجتمع وإنما كانت تمتد صوب الخارج أي بينه وبين المجتمعات الجاهلية من حوله، فمثلا لم يكن هناك صراع بين الرجل والمرأة أو بين الغني والفقير في المجتمع الإسلامي، وإنما كان هناك صراع بين المسلمين والمشركين، وكان هذا يدفع المجتمع الإسلامي إلى مزيد من التوحد أفقيًّا وعموديًّا.
في الحالة الأولى: كان يزداد تماسكا ووضوحا بين أفراده كافة.
وفي الحالة الثانية: كان كل فرد من هؤلاء يسعى لمزيد من تحقيق العقيدة الجديدة لكي يكون أكثر قدرة على التعبير عن مطالبها. لقد تمكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تشكيل المجتمع القدوة.
المجتمع النموذج الذي بلغ مرتقى صعبا لم يكن بمقدور مجتمع في تاريخ البشرية أن يبلغه، الأمر الذي يؤكد نجاح الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مهمته من جهة وعلى قدرة الإسلام من جهة أخرى على تغيير الإنسان والنسيج الاجتماعي بإعادة بنائهما. لقد أعيد بناء الإنسان من جديد، وكانت الخيوط المتفرقة التي تنسج رقعة هذا المجتمع على قدر من المتانة والإتقان، بحيث كان بمقدور المجتمع التمخض عن الحركة الإسلامية، وأن يصنع المستحيلات، وأن يضرب مثلا عمليا على قدرة الجماعة البشرية المؤمنة أن تمارس بجدارة مهمة استخلافها العمراني في العالم.
على كافة المستويات وبتوازٍ ملحوظ كان المجتمع الإسلامي يتحرك إلى فوق (إلى الأفضل) ابتداء من أولويات التحقق بالمنظور العقيدي للعالم، وانتهاء بالتنفيذ لمطالب العبادة بمفهومها الشامل، مرورا بمسألة القيم الخلقية والمعاملات والآداب والسلوك، وكذلك بقدرة هذا المجتمع على العطاء الدائم والاستجابة المتواصلة للتحديات بحيث يحمي ذاته من التراخي الذي هو نقيض التوتر والقدرة المستمرة على الفعل الحضاري.
لا شك أن السر في هذه القوة الهائلة التي امتلكها المجتمع الإسلامي إنما ترجع إلى الإيمان الحقيقي والتمسك الصادق بالدين الإسلامي الحنيف باعتباره عقيدة ومنهج حياة متكاملا، وكذلك باعتباره دين الفطرة، إنه يتجاوب مع الفطرة البشرية. فالفرد يشعر في أعماق نفسه بدافع يدفعه إلى البحث والتفكير لمعرفة خالقه وخالق الكون وإلى عبادته والتوسل إليه والالتجاء إليه طالبا منه العون كلما اشتدت به مصائب الحياة وكروبها. وهو يجد الأمن والطمأنينة في حمايته ورعايته. ويبدو ذلك واضحا في سلوك الإنسان عبر التاريخ وفي مختلف المجتمعات الإنسانية تقريبا، وإن كان هناك اختلاف في تصور الإنسان لطبيعة الإله والطريقة التي يسلكها في عبادته وذلك وفقا لمستوى تفكير الإنسان ودرجة تطوره الثقافي.
وما هذا الاختلاف إلا مجرد اختلاف في طريقة التعبير عن الدافع الفطري الموجود في أعماق النفس البشرية منذ الأزل. غير أن امتزاج الروح بالجسد وانشغال الإنسان بمطالب جسده وبمطالبه المختلفة التي تستلزمها الحياة الدنيا جعل هذا الاستعداد الفطري عرضة لأن تطمره الغفلة ويغمره النسيان، وليبعث من أعماق اللاشعور ليظهر واضحا جليا في الإدراك والشعور يتم ذلك عن طريق تفاعل الإنسان مع الكون وتأمله فيما يحتويه من مخلوقات ومعجزات.
ولعل من العوامل التي تساعد على إيقاظ وبعث دافع التدين في الإنسان ما يحيط به في بعض الحالات من أفكار تهدد حياته وتسد أمامه سبل النجاة فلا يجد منها مهربا إلا الالتجاء إلى الله، فيتجه إليه سبحانه بدافع فطري طالبا منه النجدة.
الإنسان في مسلكه هذا إنما يشعر بحافز إلى الاستنجاد بقوة أسمى وأقوى وأعظم منه، وإذا كان الإنسان بطبيعته لديه استعداد أو ميل إلى التدين على هذا النحو، فإن الإسلام دين الفطرة قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سورة الروم آية 30).
وفي الحديث النبوي الشريف ما يؤكد هذا المعنى، فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ) ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة:﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا (سورة الروم آية 30)(، والإنسان خلقه الله مزودا بمجموعة من القوى والغرائز والدوافع والميول الفطرية، كما يكتسب من البيئة العديد من السمات بحيث تكون شخصيته ناتجا للتفاعل بين كل من الوراثة والبيئة وتقوم التربية والتنشئة بإضفاء الطابع الإنساني على الشخصية، ويبدأ دور التنشئة والتربية قبل الولادة عن طريق العناية الصحية والنفسية والاجتماعية بالأم، وما إن يخرج المولود إلى الحياة حتى تبدأ الأسرة خاصة الأم في تعهده بالعناية والرعاية وإشباع حاجاته الفسيولوجية، ومع نمو الطفل يكتسب الثقافة، وتدخل مؤسسات أخرى في التنشئة بجانب الأسرة، ولكن يظل دور الأسرة بمثابة السياق الاجتماعي الأول لتشكيل الشخصية.
ولعل أهم سمات التنشئة الإسلامية التي هي من واجبات الأسرة المسلمة:
ترسيخ المبادئ الخلقية في نفوس النشء فالأخلاق هي قوام التربية في الإسلام، والدين والأخلاق حقيقتان متصلتان حسب المفهوم الإسلامي ولا يمكن الفصل بينهما، وقد بين الإسلام المسائل الخلقية من حيث أصولها وبواعثها وأحكامها والغاية منها. والتربية الإسلامية تحث على ترسيخ المبادئ الأخلاقية عن طريق التلقين والممارسة وفق ما رسمه الإسلام للناس من معروف يلتزمون به، ومنكر يجتنبونه والأخلاق الإسلامية تجمع بين الطابع الشخصي والطابع الاجتماعي، إنها تستهدف إصلاح شأن الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة والأسرة المسلمة هي تلك التي تقوم على هذه الأخلاق وتربي أبناءها على الالتزام بها، إنها أي الأسرة حينئذ تكون مجالا ووسيلة لتطبيق الشريعة الإسلامية بوحي من ضمير أفرادها، وليس بموجب قوة أو إلزام إلا من الله عز وجل.
وفيما يلي إشارة مركزة عن الأخلاق الإسلامية التي يكون التزام الأسرة بها هو التطبيق العملي لجانب أساسي في الشريعة الإسلامية.
}الصدق - الأمانة – تعلم العلم – الوفاء الإخلاص – أدب الحديث – سلامة الصدر من الأحقاد – النظافة والأخذ بأسباب الصحة – الجود والكرم – الحلم والصفح – الصبر – القصد في الترف – الحياء – الترابط - العلاقة بالآخرين – العمل والانتفاع بالوقت – العزة – الرحمة - القوة{ .






التوقيع

اللهم اجعلنا ممّن ندمُوا و تابُـــوا○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و خشعُـــوا و أنابُــوا ۩

۩ و اجعلنا ممّن أطاعُــــوا و أجابُــوا ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و تتطهّـــرُوا و طابُـوا ۩

۩ و اجعلنا ممّن عملوا الصّالحــــات ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و سارعُوا بالخيـرات ۩

۩ و تسابقـــوا فى الطـّاعــــــــــات ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و فـــــازوا بالجنـّات ۩
    رد مع اقتباس