عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-28, 21:40 رقم المشاركة : 1
وليد جاسم
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
إحصائية العضو







وليد جاسم غير متواجد حالياً


b5 الذاكرة و الخيال ..خلاصة فلسفية للدرس


الذاكرة و الخيال ..خلاصة فلسفية للدرس

الذاكرة

= أفلاطون ( حدّد المعرفة بالتذكر، والجهل بالنسيان ). والقديس أغسطسنوس من كبار الفلاسفة المنتمين للتيار الأفلاطوني.
= الذاكرة واحدة من الوظائف النفسية الأساسية عند الإنسان. بدونها يقتصر وجودنا الذهني على (الآن أو الهنا)
= أرسطو ( فصّل الكلام على الذاكرة في كيابه ( النفس ) وحدد لها مركزا خاصا في الدماغ.
= الذاكرة تعمل آليا في وظيفتيها الأساسيتين : الحفظ والتذكر العفوي، مع الإشارة للتذكر الإرادي.
= الذاكرة تلتقط كافّة الصّور، وتحتفظ بها في خزانتها.
= فقدان الذاكرة لصورة شيء ما، يُحيلنا على الذاكرة نفسها لاسترجاعه.
= لولا الذاكرة ما عرفنا أننا نسينا، وبدون الذاكرة لا نتذكر شيئا.
= النسيان ملازم للتذكر، وكل تذكر يفترض نسيانا سابقا،
= إذا لم ننسّ لَم نتذكر، لأنذ ما نتذكره الآن لم يكن قبل لحظات حاضرا لذهننا.
= النسيان ليس محوًا للصور بل هو " وضعها في الظل ".
= نظرية أرسطو حول الذاكرة: ( تدخل الصور للذهن عبر بوّابات الحواس، وتتجمّع في مركز واحد ( الحس المشترك) من ثم تمر بالخيال وبالوهم لتستقر في الحافظة. الذاكرة صورة ذهنية جزئية غير مادية.
= مراكز الوظائف النفسية في الدماغ، ومنها مركز التذكر.
= برغسون يؤكد على: - على أننا نحتفظ بكافة الصور التي تردنا من الخارج عبر الحواس.
- تمييز الذاكرة الإرادية من الإرادة الآلية،

- التشديد على التذكر الإرادي، في بناء أبعاد الزمان وفي تمييز النفس الإنسانية.
- ما يدخل الذاكرة لا يفقد وأن النسيان أمر يمكن أن يكون له أسباب شتى. غير أنه ليس محوًا تاما.
= ليس في الأمكان البحث عن شيء فقدناه لو كنا نسيناه تمامًا.
= الذاكرة من وظائف الحياة المعرفية الأساسية تقوم على حفظ الذكريات، استرجاعها، نسيانها.
= النظرية الظواهرية تركز على فعل التذكر بذاته.
= الموقف التقليدي: يعتبر أن النسيان نقيض للتذكر، وعائقا أمام المعرفة. ( لا نتعلم إذا لم نتذكر).
= موقف المحدثين : الذاكرة التي لا تنسى لا تحفظ.
تبدو الإشكالية بالنسبة للموقفين متعددة الجوانب وتطرح بعض الأسئلة:
كيف وأين تحفظ الذكريات؟ كيف تستعاد؟ هل من الضروري أن نتذكر كل شيء؟ كيف يكون النسيان شرطا للحفظ؟ هل يكون في هجوم الذكريات جملة على الوعي ما يغيق عملية المعرفة؟
= هل الحيوان يشارك الإنسان بقدر ما في التذكر الآلي ؟ نعم ( تذكر الكلب لصاحبه ) إلا أن النسيان يبقى صفة انسانية.

حفظ الذكريات

النظرية المادية= ابقراط جالينوس : جعلا الذكريات محفوظة في تجاويف الدماغ.
= ابن سينا قسم التجاويف إلى: ( مقدّم- أوسط- مؤخّر ) جعل حفظ الصور في التجويف المقدم. وحفظ معاني الصور في التجويف المؤخر.
=
= ( ريبو) تقترن النظرية المادية باسمه فهو مادي صرف، وقد قال:
= الذكريات تحفظ في الدماغ على شكل بقايا مادية، توقظها الانطباعات الحاضرة.
= الذكريات هي الإدراكات الحسية التي تنطبع في المادة العصبية. كما تحفظ الأصوات الموسيقية في اسطوانة.
= الحفظ والنسيان مردودان إلى خصائص المادة العصبية.
= يعتمد ريبو في تفسير مسألتي الحفظ والنسيان على دراسة أمراض الذاكرة ( النسيان المرضي )
= وجود تشابه بين تخزين المعلومات والذكريات في الدماغ، ونظام الحاسوب، وكذلك بالنسبة لاستعادتها.( فلاسفة معاصرون
= ابن سينا كان يرى أنّ المعاني الجزئية للصور تحفظ في الذاكرة. أما المعاني الكلية لاتحفظ في الدماغ لأنها ذات طبيع روحانية بينما طبيعة الدماغ مادية.
نقد موقف ريبو: موقف مادي صرف لا يفسّر المعنى الإنساني للحفظ والنسيان.

النظرية الروحانية
= برغسون أبرز مريدي هذه النظرية فهو: روحاني صرف مخالف لريبو.
= الذكريات أفكار والأفكار لا تحفظ في " وعاء " مادي ( الدماغ ).
= الدماغ ليس مستودع ذكريات بل مجرد جهاز استعادة لها ، مصفاة تمر عبرها الذكريات.
= فاقد الذكريات بسبب خلل دماغي يمكن أن يستعيدها تحت ضغط حالات انفعالية. ما يؤكد وجودها خارج الدماغ.
= عدم وجود فقدان تام للذكريات، وليس هناك نسيان دائم، بل مؤقت أو صعوبة تذكر.
= الذكريات نوعان: آلية تتم بالتكرار وهي مجرّد آليات عصبية. ( استظهار قصيدة). حقيقية لا تحتاج لتكرار لأنها حقائق نفسية روحية. النتيجة هي أن الذاكرة الحقيقية لا علاقة لها بالمادة والآليات العصبية.
= الذكريات ذات طبيعة روحانية لا تحفظ في وعاء مادي ( الدماغ ).
= حفظ الذكريات أمر عفوي أي في ( اللاوعي ) والمشكلة في نسيان الذكريات واستعادتها. وليس في حفظها.
= ما دام التذكر العفوي والتلقائي قائما، فلا يوجد فقدان للذكريات ( برغسون )
= ليس هناك نسيان دائم، بل نسيان مؤقت يمكن تسميته ( صعوبة تذكر).
نقد موقف برغسون: حفظ الماضي في اللاوعي مجرّد فرضية؛ ولا نفهم عند برغسون طبيعة العلاقة بين الدماغ كجهاز مادي، والذكريات باعتبارها حقائق روحية صرف.

النظرية الظواهرية= الذكريات لا تحفظ لا في الدماغ ولا في " وعاء النفس".
= التذكر فعل الوعي يضع الأخداث وما يرتبط بها في البعد الماضي، كما يضعها الخيال في البعد المستقبلي.
= الذكريات لا تحفظ بل فعل الوعي يستدعيها عندما نريد أن نتذكر.
= عملية بنائية مساعدات عضوية مسالك عصبية أحدثها تكرار الفعل في الدماغ، لكنها ليست آثارا ساكنة في خلاياه. نقاط ارتكاز اجتماعية، أحداث ذات قيمة نحتاج أن نتذكرها.
= بواسطة هذه المرتكزات يبني الوعي ماضيه ويحدد هوية الذكريات.
= النسيان ناتج عن عدم توفر هذه المرتكزات بسبب نقص التركيز، أو الانتباه ما يؤدي إلى نقص المعرفة، وإلى غموض كلي..
نقد هذه النظرية: أعطت دورا هاما للوعي في عملية التذكر، وفي تفسير اكتساب الذكريات للبعد الماضي، لكنها أهملت تفسير المعاني الانسانية للنسيان، والأثر الذي تتركه في تكوين الشخصية.

تعليق على النظريات السابقة= لا نجد تفسيرا للمعنى الإنساني للذكريات لجهة حفظها ونسيانها. لا عند ريبو ولا عند الظواهريين.
= قدم برغسون تفسيرا بيولوجيا ( التكيف ) ما يعني أنه تناول نوعا محدودا من التذكر والنسيان.
= كبير السن ينسى الأحداث القريبة في الوقت الذي يستذكر ماضيه بكل أمانة. ليس كما قال ( ريبوا) الذكريا ت الجديدةلم تترسّخ في دماغه، إنّما ليس بحاجة إليها.
= لايمكن دراسة الذكريات كأشياء مادية بمعزل عن فهم المعنى النفسي لهذه الظاهرة.
= إنّ قيمة الأشياء ومدى استجابتها لرغباتنا يساعد على تثبيتها، وحفظها وتذكرها.
مناقشة رأي غيوم
غيوم :" الحل الذكي استجابة شخصية مبتكرة بإزاء وضعية جديدةمتغيرة لا تجد الغريزة لها حلاًّ"
مناقشة: = يقتصر على تعريف الذكاء الإنساني الخاص بالتكيف.
= موجود عند الحيوان بشكل محدود لايقارن بالذكاء العملي عند الإنسان.
= الذكاء النظري المسمى عقلا خاص بالإنسان.
= لم يشر غيوم إلى الذكاء التجريدي( إدراك المفاهيم الرياضية والعلمية والأخلاقية... والتعاريف).
= القدرة على القياس والاستنباط ووضع الفرضيات.

الذاكرة الخيال ..خلاصة فلسفية للدرس

الخيال

تعريفه:

الخيالُ قوةٌ تتمثّلُ صورَ "صورة ذهنية" نوعٍ معيّنٍ من الإحساساتِ ( بصرية، لمسية ...) أو مجموعةً مركّبةً من الصورِ. استعادة صور حسية أم ذهنية هي موجودة فينا.

رأي الفلاسفة التجريبيون:

= الصورة الذهنية يستعيد الفكر تمثّلها استنادا لما أدركه البصر.
= الصورة الذهنية تكرار عقلي مشوش لإدراك حسي سابق.
= الصورة الذهنية صورة ضعيفة للانطباعات أو الإدراكات الحسيّة السابقة، لأنه بقايا هذه الإدراكات بعد غيابها. وهي شبيهة بألبوم الصور ( هيوم ). وينتج عنها:
= انحصار موضوع الخيال في الماضي يكون تذكّراً.
= تعلّق الخيال بشء ممكن التحقيق يكون استشرافا للمستقبل.
= الخيال يكون أيضا صورة مماثلة لشيء حاضر.
= الخيال ملكة تغيير الصور ةالانتقال من الصورة الحاضرة أمامنا إلى الأخرى الغائبة.
= الخيال انفتاح وتجدد وانطلاق، وتجاوز للإدراك الحسي.
= لا خيال ولا فعل تخيلي طالما لم يحدث تغيير في الصور، وتركيب غير منتظر.
المأخذ عليها : صعوبة التمييز بين التصوّر والإدراك. ( قصة فتح النافذة والصوت الخارجي ).

رأي الفلاسفة الحديثون:
رفض الحديثون مفهوم الصورة الذهنية، وتشبيهها بالألبوم.
= ( آلان) يرى :" التخيّل إدراك حسّي فقط، وليس صورة عقلية لإدراك سابق.
= (هوسرل) يرى:" الوعي ليس سلبيا ، لهذا ليس حاويا للصور. ( رفض الإدراك المسبق ).
= التخيّل وسيلة تؤكّد غياب الشيء". هوسرل ( كل وعي هو وعي لشيء ما) .
= ( سارتر ) يرى: موقف مزيج من موقف آلان ، وموقف هوسرل . يقول:" إنّ تخيّل ئيء هو التفكير فيه باعتباره غائبا غير موجود، فهو توجه الوعي إلى الشيء حين لا ألمسه ولا أراه".
= الإدراك فعل فائض عن الوعي ومتجه تحو موضوع حاضر.
= التخيل فعلٌ يقف عند حدود ذاته لأنه متجه نحو موضوع غائب.
نستنتج: "لا وجود لصورة ذهنية خالصة، بل الصورة هي معرفة مرسومة في حركات الجسد، والوعي يهيكل الصورة في الجسد من خلال معارف سابقة.

الخيال الخلاق:

= اهتمام الفلاسفة القدماء بالخيال أكثر من الخيال الخلاق.
= الحديثون : أكثر اهتماما بالابداع من عدة مجالات( فنية، أدبية ، موسيقية، )
= الإبداع هو خلق وإيجاد ما لم يكن موجودا. ( لالاند ) " هو توليف جديد من الأفكار".
= الإبداع رقض الإنسان لقيود الزمان والمكان، ومحاولة تجاوزهما.
= الإبداع تعبير عن تطلع الإنسان إلى إنجازات جديدة، و تطوير للواقع القائم.
= الإبداع تجديد وابتكار.

عناصر الخيال الخلاّق:

1= ثقافة المبدع: إذا كان الإبداع تجاوزا للحاضر والموجود فإنّ الإنسان يتطلّع إلى تمثّل ثقافات عصره الحاضر.
2= الذكاء والكفاءة: لابدّ من الكفاءة الذاتية والمهارة الشخصية والذكاء ليتحقق العمل إلى عمل خلاّق ومبدع، ولكشف علاقات لم تكتشف بعدُ.
3= دوافع المبدع الذاتية: لكل عمل مبدع لا بد له من دافع ذاتي ورغبة في تحقيقه ويتجلى في إشباع حاجة فردية كانت أم جماعية.، وهذا يلعب دورا في اندفاع المبدع للعمل شغفا أو قلقا لتحقيق دورا إبداعيا.

الخيال الخلاّق والإلهام:

عناصر الإبداع الشخصية تحتاج لعوامل بيئية واجتماعية، أهمّها:
= مستوى العصر الثقافي. حاجات المجتمع الضاغطة. والسؤال المطروح : ما طبيعة الخيال المبدع؟ ودور العقل الباطن في عملية الاكتشاف؟ مثلا:
= اكتشاف حل مسألة عفو الخاطر عند الصباح شغلت صاحبها ساعات ليلاً.
= اكتشاف أرخميدس لقانون الطفو. ( قصة الماء المزاح، وجدتها ).
= اكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية. ( سقوط التفاحة ).

هذه الاكتشافات الفجائية، التي تحدث فجأة هي ما تسمى وخاصة عند الأدباء والفانين بأوقات " الوحي أو الإلهام" أو الحدس. ما كانت لتحدث لولا البحث الجاد والعمل قبل لحظة الاكتشاف. ولهذا قيل: " كي نكتشف فجأة ، ينبغي أن نكون قد بحثنا من دون أن نجد شيئا ".
وعليه فالخيال المبدع:" هو ثمرة عوامل وجدانية ورغبات مكبوتة في العقل الباطن بقدر ما هو تنظيم عقلي يقيّمه الذكاء، إنّه قدرة العبقري على اكتشاف علاقات جديدة، يعجز الإنسان العادي عن اكتشافها.






    رد مع اقتباس