الموضوع: الراعي الحزين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-05, 19:17 رقم المشاركة : 1
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

c6 الراعي الحزين


قصه للأطفال


الراعي الحزين




لم تطل غفوته إلاّ لحظات كما تخيلها وإذ بقطيعٍ من الذئاب ينهش ويمزق أجساد قطيع الخراف الذي إئتمنه عليه أهل بلدتة الوديعه.

أخذ عصاه وهجم على الذِئآب ليطردها وينقد ما تيسر له إنقاده من الخراف ،ولكن للأسف الشديد فقد قُتِل الكثير منها ،وتفرق الكثير الكثير على سفوح الجبال القريبه هرباً من هذه الذئاب المسعورة.

لقد نجح الراعي بلملمة ما تبقى من خرافه بسياج هش ، ودخل الى صومعته حيث كان يصلي بها ويلتحفها في ايام الصيف القائظ ، وخرافه داخل السياج مع قليلٍ من الغلة التي كان يوفرها لها لأيام الصيف حيث لا عشب أخضر ولا ماء.
ويمني النفس بأمل بأن يكون أهل القريه والقرى المجاورة قد سمعوا عواء الذئاب ولا شك سيأتون لإنقاذ الخراف وطرد الذئاب المسعورة التي تحيط بقطيعه من كل جانب.

ولكن ازدادت خيبة أمله وسيطر عليه القنوط من أهل قريته الذين سمعوا عواء الذئاب الذي يصُمّ ألآذان ، ولم يحركوا ساكناً ، حتى ظن الراعي بأن هذه الخراف لا تعنيهم وكأنها ليست لهم بل لأغرابٍ لا يُعرفهم.

والأنكى من ذلك ، أنه كلما مر أحدهم بالقرب منه ، يشيح بنظره إلى الناحيةِ الأخرى من الجبل ، رغم صيحات ألإستنجاد التي يُطلقها الراعي، حتى بُحَّ صوته.

قليل من شباب القريةِ كانوا يفزعون له ويساندونه ولكنهم ثلة قليلة لا حَولَ لها ولا قوه ، فكانوا يُجرحون ويُقتلون أمام هذا القطيع المسعور.

وفي يومٍ من الأيام رأى مسلكا في الجبل ، فقال في نفسه :سأذهب ليلا من هذا المسلك
لآتي ببعض الماء والطعام لخرافي فقد أصبحت إثر الجوع الشديد عجافا وبصعوبة قصوى تقف على أقدامها،

وفي ليلة ليلاء حالكة السواد لا قمرفيها ولا نجوم ، قرر الذهاب الى القريه حيث عزوته هناك ، ولكنه فوجئَ بأهل قريته (عزوته ) يغلقون المسلك بردم من الصخور
لايستطيع لها الظهور ولا يستطع لها نقبا .

وأسقط بيديه وقد عاد خالي الوفاض ينظر الى غنمه وعيناه مغرورقة بالد موع
لا يستطيع ان يدعو على أهل قريته ولا اليهم النفور. رفع يداه الى السماء ......
وقال: أكمل انت ياصغيري ما قاله الراعي .....


الكاتب/يوسف ابو خيط
07/08/2008





    رد مع اقتباس