حل رجل من بلاد الروم والعجم بساحة جامع الفنا بمراكش.وراقه مشهد ديك يرقص على القعدة,على نغمات الشعبي.أخذ عدة صور للديك الراقص,وراقصه مرات عديدة,وهو فرح كما طفل صغير لما يفرح بدمية عاشوراء.وأقسم بأغلظ الأيمان أن يشتري الديك بأي ثمن,ليأخذه معه لبلده, ويستمتع به مع أصدقائه هناك.عندما انتهى العرض,تقدم عند صاحب الحلقة,متوسلا أن يبيعه الديك الراقص بأي ثمن يريده,فأعطاه شيكا ممضى على بياض,وأخذ الديك معه لبلاد الروم والعجم.وهو نشوان بصنيعه أشد نشوة.وبعد عدة شهور,عاد لمراكش حاملا معه ديكه,وأخذ يبحث عن الحلايقي الذي باعه الديك.وما أن رآه حتى أمسك به من زمارة رقبته,والبوليس معه.فقال للرجل بعربية غير مفهومة ,لكن يفهم منها مايلي:أنت رجل غشاش,بعتني هذا الديك بالثمن الذي تريد,ولم يرقص لي أبدا.رغم أنني اشتريت له حسب نصيحتك,أسطوانات للشعبي المغربي,أسمعته الحوزي, والمرساوي, والعيطة, وحتى الشاليني,ولم يرقص.بقي ينظر لي بعويناتو فقط.ضحك صاحب الحلقة ,وقال لصاحبنا الرومي همسا :’’إن الديك لم يكن يرقص على نغمات الشاليني, بل كان يرقص لأن القعدة ساخنة جدا ,بفعل المجمر الذي تعمدت وضعه تحتها ,ولا يعلم به أي أحد من المتفرجين,إلا الديك المسكين,الذي يعرف جيدا مايجري ويدور في بلاد السبعة رجال. |