عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-03, 15:29 رقم المشاركة : 2
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: محمد العربي المساري: معركة اللغة العربية يجب أن تبدأ قانونيا


مولاي أحمد العراقي رئيس الجمعية المغربية للتحولات البيئية: بعض الأوساط تجتهد في افتعال تصادم لغوي وطني


التجديد

التجديد : 03 - 11 - 2010
إن ما يجب أن نتداوله حاليا هو سبل رفع التحديات المطروحة أمام اللغة العربية، أما حماية هاته اللغة فأعتقد أن اللغة تحمي ذاتها باعتبارها لغة القرآن. وبالتالي نحن مطالبون بالاستفادة من الشأن اللغوي عامة. لأن ما يجري في المغرب غير منفصل عما يدور على المستوى الكوني على صعيد الجيواستراتيجية اللغوية، حيث يكتسي الشأن الثقافي والمجال اللغوي أهمية مصيرية في البلدان الأوروبية والصين والولايات المتحدة الأمريكية. وكل هذا يدخل في سياق الحديث عن مفهوم التنمية المستدامة، بالرغم مما حصل سنة 2009 في قمة ''كوبنهاكن'' من انتكاسة في التعاون الدولي على صعيد المسألة البيئية. هكذا أصبح موضوع التنمية المستدامة يطرح من زاوية المزايدات وعمليا من زاوية الانحسار. إن الطرح الحالي للمسألة التنموية يقتصر على جانب الأمن. فنسمع الأمن الطاقي، الأمن ألغدائي، ولكن كل ذلك في إطار الأحادية الثقافية المعبر عنها من خلال مصطلح العولمة.
ومن خلال منهج الربط بين المسببات والأعراض، يمكن القول بأن المغرب على المستوى اللغوي يحصد ما زرعه. المغرب زرع ثنائيات. هناك ثلاث ثنائيات مركزية: أولا ثنائية بين الدستور والواقع، ففي المسألة اللغوية الكل يسجل البون الشاسع بين ما ينص عليه الدستور وما يعتمل في الواقع. هناك أيضا تنافر بين ثنائية المجال والثقافة، فهناك اتساع لنسب الفوارق المجالية والاجتماعية، مع تفاحش كل أشكال العجز الذي سيرهن مستقبل الأجيال القادمة. الثنائية الثالثة هي التربية والتكوين، حيث المسجل حصول ننسف لكل المقومات التي تم رفعها من قبيل المغربة والتعريب. وهنا يلاحظ الاكتساح المريب للغزو الثقافي الغربي للساحة التعليمية المغربية بجميع مستوياته. والنتيجة المنطقية لهذه الثنائيات هو أننا نحصد الازدواجيات.
تلك الازدواجيات فيها فقدان التوجه في الزمان والمكان بفعل الانشغال بالقوت اليومي لأوسع الفئات الاجتماعية. فمن يبقى في الساحة إذن؟ إنهم النخبة الذين يعرفون أن مصير المغرب مرتبط بشيئ آخر. لكن هناك أصحاب التظاهر المعرفي الذين يمتلكون قدرات على تجنيد وسائل مهمة للترويج لإديولوجيات خاطئة ومضللة.
في حقل اللغة بمغرب اليوم، هناك من ينسب المعيقات لما تبقى من العربية. وبالتالي الحكم عليها بالاحتضار. كما أن هناك اعتبار اللغة الفرنسية غنيمة حرب علما أن الفرنسية تتراجع كونيا، حيث تراجعت نسبة المتحدثين بها من 14 بالمائة في القرن الماضي إلى أقل من 3 بالمائة حاليا. وهذا ما أدى ببعض الأوساط عندنا إلى افتعال تصادم لغوي وطني، وبالتالي الترويج للفرنكوعامية المضطربة.
حقل اللغة بمغرب اليوم يمكن فهم الكثير مما يجري فيه، من خلال ماجرى في التاريخ القديم والمعاصر. لقد فسح المجال للغزو الأجنبي ابتداء من القرن 15 على المستوى اللغوي، خاصة تحت تأثيرات سياسية. ونتيجة تفاوت الالتزام بعقد البيعة بين بلاد المخزن وبلاد السيبة. ونجم عنه اختلاف بين الطرفين مما فسح المجال للآخر للاشتغال على الموضوع المغربي. فيما يخص التاريخ المعاصر نشير إلى إستراتيجية فرنسا الخاصة بالمغرب النافع والمغرب غير النافع، تلك الإستراتيجية التي استعمل فيها التمييز الاجتماعي والسياسي، وكذلك التمييز في الولوج لأنظمة التعليم.
ما يقع اليوم هو حصاد الزرع في القرن الماضي. وأصر على أنه إلى سنة 2010 لم يفعل المغرب أي جهد لمغربة الإستراتيجية التنموية. إذ لا زال محتارا في كيفية تدبير إرث الحماية. لذلك فهو يتبنى الخط التوجيهي الفرنسي، في سياق أن الدولة التقليدية تتمسك بجوهرها وتتأقلم مع المستجدات.
فيما يتعلق بالجيواستراتيجية اللغوية، فيمكن القول أنها ظلت منذ عصور قديمة المحرك لإرادات بسط النفوذ والهيمنة لدى مختلف القوى. في عصرنا الحاضر فإن الانكلوساكسونية هي الجيو إستراتيجية اللغوية المهيمنة. لكن حسب بعض الدراسات الاستشرافية فإنه في سنة 2050 ستشكل اللغتين الصينية والهندوسية أكبر لغتي التواصل، إضافة إلى اللغتين الانكليزية والاسبانية ثم العربية. أما اللغة الفرنسية فطريقها إلى مزيد من الانحسار. و لتأمل حالة المغرب، وبالنسبة للذين يريدون للغة العربية أن تنحسر، وللغة الفرنسية أن تتقدم، نطرح هذا السؤال: لمن ستكون وكيف سيكون الوضع في المستقبل؟
بالنسبة للإجراءات المرحلية من أجل تغيير المسار، أطرح أولا ضرورة التخلي عن الأحادية الثقافية، وعن تشيئة القيم. ثانيا تشييد المستقبل على أسس التنوع المتكامل. وبالتالي ضرورة التكامل اللغوي المتجانس، مع التنوع الثقافي الموازي للتنوع البيولوجي. من هنا أطرح عشرة مفاتيح: منها أن العلم والمعرفة يجب أن يكون قبل الاديولوجية، والهوية قبل الانفتاح، التحديات قبل الرهانات، الأهداف قبل الوسائل، ثم الامتثال لمبدأ المحاسبة قبل ممارسة السلطة.
فيما يخص مقومات التنمية اللغوية بالمغرب، ومن حيث الاقتراحات، أرى أنه لاشيئ ممكن قبل إنهاء مسلسل التلوث اللغوي بالإدارة، ثم بالمرافق العمومية ، بفضاءات العيش، في وسائل الإعلام والتواصل والإشهار، وفي علم الاقتصاد. ثم هناك أولوية مراجعة فكر وأهداف ووسائل الإصلاحات التربوية، على أسس علمية سليمة، مع جدولة واقعية وقابلة للإنجاز لبرامج العمل.







    رد مع اقتباس