عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-01, 20:31 رقم المشاركة : 1
si sajid
بروفســــــــور
إحصائية العضو








si sajid غير متواجد حالياً


important الأنشطة التعاونية وضرورة التفعيل...


الأنشطة التعاونية وضرورة التفعيل... لقد غدا من الواجب والمهم اليوم أن نذكر أنفسنا كتربويين وممارسين للعمل التعليمي بشكل مباشر أو غير مباشربأهمية الأنشطة التعاونية وأنها لم تعد ترفا يمكن الاستغناء عنه، لما لها من انعكاسات إيجابية على تنمية شخصية المتعلم في جميع جوانبها الوجدانية والمعرفية والحسحركية .كما أنها حسب ما جاء في التقرير التركيبي للمخطط الاستعجالي ستساهم في استرجاع المدرسة المغربية لدورها كفضاء تربوي يشجع على التفتح والتحصيل الذاتي للتلميذ أكثر من مجرد مكان للتعلم ،فضلا عن تأثيرها الإيجابي على المردودية التعليمية بشكل عام .غير أن واقع الحال الذي تعيشه منظومتنا التربوية في هذا المجال بشكل خاص يتميز بشبه غياب تتفاوت درجاته بين نيابة تعليمية وأخرى وفي نفس الوقت بين مؤسسة وأخرى وأخيرا بين مدرس وآخر،حيث لا يخفى على كل متتبع للشأن التربوي أن أقسامنا بالتعليم الابتدائي تعاني من روتين وبرودة مزمنين،ذلك أن المتعلم الصغير أو المتعاون الصغير لا يعرف داخل الفصل سوى أخد الدروس وكأنه ما جاء الى المدرسة إلا لحشو عقله وذهنه بالمعلومات والمعارف فقط ، متناسين أنه بالإضافة إلى هذه وتلك هو في حاجة إلى أنشطة تربوية تعاونية تلعب دورا تكميليا لما يتلقاه من دروس فضلا عن أنها تساهم في تثبيت التعلمات وتنمية مجموعة من الكفايات دون أن ننسى أنها داعمة للعلاقات الوجدانية بين المتعلمين داخل الفصول الدراسية وأن غيابها يقلل من فرص نجاح تأسيس علاقات فصلية سليمة....


لقد أصبح حال التعاون المدرسي يبعث على الحزن والأسى ، حيث نجد أن التلميذ مطالب في بداية كل موسم دراسي بأداء واجب الانخراط المحدد في عشرة دراهم مقابل بطاقة هي فقط ما سيجنيه من هذا الانخراط وما سيظل محتفظا به في ذاكرته وبذلك تم اختزال عبارة تنمية التعاون المدرسي في بطاقة انخراط، هذه العبارة التي لا يكاد يسمعها تلامذتنا إلا مرة كل موسم دراسي في يوم يتيم اسمه اليوم الوطني للتعاون المدرسي الذي غدا اماعطلة مقنعة أوتمارس فيه أنشطة التعلم بشكل عادي ،ولازلت أتذكر سنوات الثمانينات حين كنا نعيش اليوم الوطني للتعاون المدرسي كتلاميذ صغار وكأننا في عرس من الأنشطة التربوية المتسلسلة.وفي ظل هذا الواقع نجد لسان حال تلامذتنا اليوم خصوصا في العالم القروي الذي يعتبر فيه التلميذ في أمس الحاجة إلى أنشطة موازية على مدار السنة الدراسية ،نجده يقول أين هو هذا التعاون المدرسي الذي يبعث الحيوية في الحياة المدرسية ويجعلها أكثر دفء ،وأين هي أنشطته ،ومن المسؤول عن تفعيل هذه الأنشطة ونحن بدورنا نتساءل قائلين أين نحن كمدرسين من توفيرحياة مدرسية جيدة للتلاميذ ومفعمة بالحيوية داخل الفصول الدراسية وخارجها، وأين هو الدور الحقيقي للسلطات التربوية بكافة مستوياتها في هذا المجال وأين هي جمعية تنمية التعاون المدرسي والتي كانت لها ولازالت على مر السنوات إسهامات وبصمات واضحة في هذا المجال من طرف مجموعة من أطرها الغيورين ولكن لابد لها من وقفة من أجل التأمل لرصد مختلف العوائق التي تحول دون تفعيل أنشطة تعاونية في فضاءاتنا المدرسية وداخل فصولنا الدراسية بشكل مستمر وليس مناسباتيا، وبالشكل الذي يجعلها جزء من الممارسة التعليمية اليومية ، وهذا بالطبع لن يتحقق إلا بتأطير رجال التعليم الابتدائي في كل ما يتعلق بهذا المجال من خلال تكوين حقيقي ومستمر في الأنشطة التعاونية والتربوية وتوفير الوسائل الضرورية ووضع برامج سنوية للأنشطة ومواكبة هذه البرامج بالتتبع والتشجيع . لكن بالرغم من هذه الصورة التي رسمتها والتي قد تبدو للبعض سوداوية فهناك نماذج مشرقة ومشرفة قد نجدها في الوسط القروي كما في الوسط الحضري لكنها تبقى استثناء وسط قاعدة تقول أن أنشطة التعاون المدرسي التي ينبغي أن يعيشها المتعلم عن قرب وبشكل يومي شعار ينتظر التفعيل الحقيقي والواسع النطاق.
ولكي يتم تجاوز هذا الوضع المتردي لحال التعاون المدرسي سأسوق مجموعة من المقترحات على الشكل التالي:
1-تسطير برنامج سنوي على مستوى كل نيابة يتضمن إضافة إلى الأنشطة التقليدية المعتادة برامج ودورات تكوينية لفائدة الأطر التربوية ، لتمكينها من آليات تطبيق واستثمار مختلف الأنشطة التعاونية داخلفضاء المؤسسة .
2-من الضروري أن يتم تضمين برامج التكوين المستمر مجال العمل التعاوني تعريفا وتطبيقا لتتمكن الأطر التربوية من إدراك ذلك التكامل بين الأنشطة التعاونية والموازية والمناهج التعليمية والمحتوى المعرفي للدروس التي يتلقاها التلميذ وهذا التكامل لن يتضح إلا من خلال التكوين النظري والتطبيقي. كما يجب أن يتم الاهتمام بالتكوين في هذا المجال انطلاقا من مراكز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي ، حتى تتخرج الأطر التعليمية وهي متمكنة من تفعيل وإنجاز الأنشطة التكميلية واستثمارها في الدروس اليومية داخل الفصول الدراسية. 3-تحفيز المبدعين والمتميزين في المجال التعاوني داخل الفصول الدراسية بتشجيعهم المتواصل من أجل حفزهم على العطاء أكثر ولنجعل منهم نموذجا يحتدي به زملائهم ,وهنا تجدر الإشارة إلى أن للتحفيز والتشجيع أشكال عديدة لايتسع المجال للتفصيل فيها .
4-تشكيل لجان إقليمية وجهوية تضم المبدعين وذوي الكفاءا ت في هذا المجال تسند إليها مهمة الإشراف على دورات تكوينية وتفعيل برامج تنشيطية للحياة المدرسية.
5-استثمار الحصص المخصصة للعمل خارج الفصل في ابتكار وتفعيل مجموعة من الأنشطة التعاونية التي تسهم بشكل كبير في تنمية مجموعة من المهارات لدى المتعلمين كورشات المسرح المدرسي وحصص القراءة الحرة والتأليف القصصي وورشات التربية البيئية والتربية الصحية إغناء المجلة الحائطية للقسم ومختلف الأنشطة التي تساهم في تفتح المتعلمين وتدفعهم نحو التعلم الذاتي ومن تم تكوين ذواتهم بشكل متكامل.
وبالرغم من كل ماسبق فتحقيق هذه الاقتراحات يبقى رهينا بعاملين أساسيين أولهم إرادة حقيقية في تجاوز هذا الوضع و توفير مقومات من أهمها القضاء على ظاهرة الإكتظاظ سواء في الوسط الحضري أو القروي والتي أصبحت تستفحل سنة بعد أخرى ولاننسى معضلة الأقسام المشتركة ، فكلتا الظاهرتين لا تتركان أي مجال أمام الأستاذ للإبداع والابتكار.
لعل الموضوع متشعب وما تناولته لايعدو أن يكون أفكارا وأرآء من وحي التجربة الميدانية في هذا المجال داخل الفصول الدراسية لسنوات وخارجها، وهدفي من خلال إثارة الموضوع هو حث كل الفاعلين التربويين على الاهتمام بهذا الجانب لما له من أهمية في تحقيق مدرسة النجاح التي نسعى جميعا لتشييدها .

الأستاذ جمال موحد
www.safahattarbawiya.blogspot.com





بواسطة tarbawiyat





التوقيع

    رد مع اقتباس