في أحد الأيام من حياتي العادية ,كنت أعمل بجد ونشاط,متحمسا لعملي,مخلصا فيه,محبوبا من طرف زملائي في العمل.وفجأة وأنا منهمك في اشتغالاتي اليومية,أدرت وجهي على حين غفلة,وكأن دبورا زن على خراب عشي,تراءت لي عين كبيرة,جاحظة ترمقني,تحسب علي كل كبيرة وصغيرة,وتتبع كل خطواتي.يارب ماهذه العين الخبيثة التي تدقق في حركاتي وسكناتي.كنت كلما أدرت وجهي,أراها تسترق النظرات في غفلة مني.
منذ ذلك الحين تبعثرت كل أوراقي,وانهار عملي,وتخلخلت خطواتي, واختل توازني,وانحبس الكلام في حلقي,وارتعشت أطرافي,وتيبست مفاصلي,وأصابني الوهن والهزال,وراح المرح ,وغذا الحزن رفيقا لدربي,وانهالت علي المصائب من كل حدب وصوب.ورأيتني كفأر صغير أجرب ليس له مأوى ليلوذ إليه متى حضرت قطط أختنا أم طه لتلتهمه! جميع صفقاتي أصبح مآلها الفشل.فكرت وفكرت فيما حل بي,فلم أجد إلا العين الجاحظة,هي وحدها سبب ما أنا فيه من إفلاس وأسقام,وتأكد لي مع الأيام ,أن العين اللعينة ,ماهي إلا عين بني آدم.
كم تمنيت لو كانت هذه العين الخبيثة عين حيوان ,حتى يكون الضرر أخف,لكن وهي عين شبيهي بنوآدم فأنا لا أسألك ربي رد القدر,ولكن أسألك اللطف فيه. |