عشوائية المرور جعلته يقف على الرصيف, يتربص بفرصة العمر كي ينفذ الى الضفة الأخرى. أربعة أبواب للجحيم فتحت: باب الشمس الحارقة, باب المنبهات الشاذة, باب دقات الساعة الحادة وباب نسمات الهواء المفخخة..ولم يكن يستنزف قواه إلا باب المنبهات التي تجعل تأنيه هاوية.
ترجل الرصيف ليهرول الى الجهة الأخرى, فإذا به يهرول الى الوراء عند سماع صوت الفرامل يفتح بابا خامسة.. تمكن منه الفزع والغضب.. بصق وتفوه بكلام نابي ثم رمى بنفسه في القارعة " فليحدث ما هو مكتوب لي.."
تهاطلت المنبهات والفرامل والعبارات الساخطة..ووصل الى الضفة الأخرى وعلى شفتيه ابتسامة سخرية. لقد وصل,فلينزل الطوفان بعده ما دام قد وصل. كل ما قيل ويقال عنه لا أهمية له. لقد شق طريقه و أصبح في مأمن مما رمى وراء ظهره.
استوعب الدرس.. هذا ما كانت تطلب منه الحياة.. المرور عبر أبواب الجحيم المتربصة بالجبان وذو غبن وذو ضمير حي...