المشكل ليس في تطبيق مقتضيات المدونة الجديدة.الأساس هل هي حقا لما وضعت له؟.أنا أراها حق يراد به باطل.
المدونة جاءت فقط وفقط وفقط لتحمي شركات التأمين من التعويضات ،والتي رغم هزالتها، تشتكي وتتبرم.و إلا ما تلك الكلمة التي لا زلت لم أفك طلاسمها منذ بداية هذا المشكل بأن الحوادث تكلف الدولة 2 %من الناتج الخام؟
وقل ربي زدني علما: أن تصرف هاته الميزانة ؟كلنا نعرف أنه إذا أصيب أحد في حادث فأقصى ما يحصل عليه سيارة إسعاف تقذف به أمام باب أقرب مستشفى.ليفسح المجال لأسرته بتدبير مبالغ علاجه،وفي أحسن الحالات يشاطرهم المسؤول عن الحادث بعض النفقات.أين تدخل الدولة؟
وإذا ماكان مناك تصادم بين سيارتين يتم التفاهم والتوصل لحل بين أطراف الحادث.أين تدخل الدولة؟
الأمر وما فيه حماية اللوبي صاحب امتيازات التأمين.بمعنى ادفعوا لنا أموالكم ،بشرط ألا نصرف لكم فلسا واحدا.احموا أنفسكم بأنفسكم وادفعوا الغرامات بل حتى ادخلوا السجن لكن دعونا مرتاحين ماديا من جهتكم.
طالعوا بنود المدونة وما صاحبها ستلاحظون اللوم وكل اللوم على السائق الذي يتحمل مسؤوليته كاملة غير منقوصة و لا أثر لمن يتحمل معه العبء في ما يحدث له.
جميل أن يتغنى وزير التجهيز بحزنه الشديد على فقداننا ل 4000 مواطن سنويا بسبب حوادث السير....لكن ألم يكن أجمل منه أن يهيئ فضاءات للسير والجولان تليق بهذا المواطن الذي يأسف له؟
المدونة كان من الأجدر أن تطبق بعد 5 سنوات من الآن.
تطبق بعد أن يتم تهيئ كل ما يمت لها بصلة :
*تتم مراسلة كافة شركات النقل بتجديد أسطولها أو صيانه.
*تحديد ساعات القبادة للسائقين المهنيين.
*تهيئ ممرات خاصة داخل المدن لسير حافلات النقل الحضري.
*مراجعة رخص الثقة التي تمنح لسائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة.
*إدراج التربية الطرقية في المانهج الدراسية.
*إضافة بنود لأطراف ذات صلة بالحوادث تم إغفاها عمدا:من قبيل الجماعات المحلية التي لا تسرع في ترميم الطرق.وتجديد علامات التشوير ،و إصلاح أضواء الإشارة وكذا صيانة صباغة ممر الراجلين،وكذا وضع مسافات معينة بين كل ممر وآخر للراجلين،فكم من تمر تقطع شارعا بإكمله و لا تعثر على ممر واحد.مما يجعل الطريق مستباحة للجميع.
بنود المدونة تحمل السائق و لا أحد غيره المسؤولية.وإلا كيف تفسرون لي :الغرامات الجزافية والخصم من النقط لكل حادثة غير متعمدة.
مثلا تقود سيارتك ،ودون أن تعلم طارت -لا قدر الله - إحدى عجلات سيارتك وتسبب الأمر في حادث.سيطبق عليك القانون أعلاه.
هناك من قائل أن لا بد من مراقبة حالة السيارة.على هذا الأساس يجب على كل سائق أن يستفتح كل أيامه أمام مرأب المكانيكي للكشف عن السيارة.
وهل هناك من حادث متعمد وحادث غير متعمد؟
هل مناك من سائق مجنون يقود سيارته و بقوده مزاجه للتصادم مع آخر.اللهم إن كان في حالة سكر أو مجنونا خرج لتوه من المستشفى.
حقيقة نذهل لكل الأرواح التي تزهق ،وكل منا يتخيل أن أحد الضحايا قريبا عزيزا لديه. حفيقة إنها اللوعة والأسى.لكن هل بنود المدونة كفيلة بحقن دماء الطرقات؟للأسف لا ما لم يتم فتح نقاش قانوني وغير مرتجل حول المدونة.
ولكم بقية الكلام.......