عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-26, 20:07 رقم المشاركة : 4
houmidi59
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية houmidi59

 

إحصائية العضو







houmidi59 غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المركز الثاني مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

وسام المشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام الإبداع

افتراضي رد: الحقيبة العجيبة


قريب صلاة العصر, ذهبنا إلى أقرب مسجد لنصلي فيه .كان علينا أن نمشي قرابة ربع ساعة مشيا على الأقدام طبعا .بعدها دعاني صديقي لتناول الشاي بإحدى المقاهي التي يرتادها من حين الى آخر; وبالمناسبة سيعرفني بمجموعة من زملائه في العمل.فعلا ما إن اقتربنا من المقهى حتى سمعنا هتافات ثم أربعة أشخاص يلوحون بأيديهم نحونا .قابلنا أحدهم مصافحا صديقي وإياي:
_"مرحبا بك وبضيفك إخي عبد الواحد! منذ مدة ونحن ننتظر قدومك. لقد اشتقنا إليك كثيرا يا رجل!"
كان على صديقي أن يبرر موقفه فقال وهو يتلعثم:
_"في الحقيقة كنت منهمكا في الاعداد لخطوبة إبنتي...
قاطعه أحدهم: لا.. لا هذا لا يدعوك إلى اهمالنا وتجاهلنا
ثم أضاف آخر: على كل حال انت هنا .دعونا نجلس أولا ....ليس من الأدب ترك الضيف واقفا هكذا
_"نعم نعم أردف عبد الواحد ثم قال بنبرة كلها عز وافتخار: دعوني أقدم لك الصديق الذي كنت دائما اتكلم لكم عنه
_أليس هو صديقك عبد الحميد والذي تناديه بحوميدي?
_نعم إنه هو بذاته وصفاته
سرعان ما صافحني كل واحد بحرارة: لقد تشرفت بمعرفتك أيها الصديق الشهم
في الحقيقة عوملت معاملة لا يحظى بها الا إنسان ذو مقام عال.فما أن جلسنا حتى نادوا على النادل ثم قالوا له: احضر لصديقنا أروع كأس من عصير الفواكه وحلوى من الذ ما عندك من الحلويات تذوب في الفم !
وكلهم كانوا يصرون على دفع فاتورة استهلاكي
في الأخير قاطعهم صديقي قائلا : إنه ضيفي لهذا سادفع ثمن مشاربكم كلها فلا تقلقوا إذن!
المهم مضت ساعتين أو أكثر تحدثنا فيها عن كل شيء رغم أن الموضوع المسيطر كان هو خطوبة حنان
من خلال الحديث الذي دار بين الأصدقاء عرفت أن صديقي يعيش ازمة مالية خانقة جعلته يوافق فورا على خطوبة ابنته من شاب يظهر على ملامحه الغنى والجاه .وقد عارض جميع معارفه بما فيهم اصدقاؤه هذه الخطوبه خصوصا وأن الفتاة لم يتعد عمرها بعد الثامنة عشر كما أنها ما زالت تتابع دراستها بالثانوي التأهيلي.
وقد قال لي أحدهم ان الشاب الخاطب غير معروف بالمنطقة وليس له عائلة ولا يعرفون عنه أي شيء إلا ما قاله هو بنفسه.
حان موعد صلاة المغرب, فتفرق كل واحد إلى حال سبيله بعدما دعانا أحدهم لتناول الغداء عندهم تشريفا لقدومي إلى فاس وطبعا كل الأصدقاء مدعوون إلى هذه الوليمة التي صادفت يوم الجمعة حيث سيكون بانتظارهم طبق شهي من الكسكس بسبعة خضر.
بينما أنا وصديقي توجهنا نحو المسجد لأداء الفريضة ثم إلى المنزل لسهر رفقة أبنائه وزوجته
ما أن دخلنا المنزل حتى وصلت إلى أنفي أزكى الروائح من الطعام والشراب.وكان الإبن الأصغر خير دليل ومترجم إذ قال لي وهو يهمس في أذني :
_"عمي حوميدي غادي ناكلو الدجاج لمحمر او لبرقوق باللحم
نظرت إليه مندهشا فجاءني الجواب الشافي من عند أخيه الأكبر
لقد كان عندنا منذ قليل خطيب حنان فأحضر لنا الهدايا وما يلزم للعشاء وسيعود بعد ساعتين
ما كان هذا إلا ليفرح صديقي ويزيده سرورا على سرور فقال لي معاتبا أصدقاءه في المقهى:
_" أ رأيت يا حوميدي إنه شاب فعلا كريم وذو نسب وحسب
_ معك الحق قلت له فلا تهتم بما يقولون المهم أن تكون حنان قابلة للزواج به
_ طبعا طبعا ردد عبد الواحد ثم نادى ابنته هيا احضري لنا كوبين من الشاي
في قاعة الجلوس احضر الابناء هداياهم فقال لي الأصغر: أنظر عمي حوميدي ما رأيك في هذه الطائرة المروحية إنها تطير بمجرد الظغط على هذا الزر? وبينما هو يقوم بالتجربة وانا أحدث نفسي سبحان الله نفس اللعبة التي اشتريتها له من وجدة
ثم تقدم إلي الإبن الأوسط مادا إلي مذياعا صغيرا على شكل تفاحة هذه المرة لم أتمالك أن صحت : مستحيل لا يمكن!!!
ظهرت علامات الحيرة على الأبناء فقال لي الأكبر ماذا أصابك عمي حوميدي? هل أزعجناك ?
أدركت بسرعة ما أنا عليه فقلت له لا تقلق فقط أني تذكرت شيئا مهما لم أقم به عندما كنت بوجدة
ثم اضفت: هيا ارني أنت أيضا هديتك وكنت متيقنا بأنه سيريني قبعة امريكية مصنوعة من الجلد الخالص
ثم اقترب ثانية الإبن الأصغر وهمس في أذني كان نصيب حنان هو الأوفر لقد أعطاها عدة هدايا من بينها علبة جميلة فيها كل ما تحتاجه من أجل زينتها واعطى لأمي علبة شوكولاطة من صنع إسبانيا
الآن تأكدت أن خطيب حنان هو سارق حقيبتي
ما علي إلا التريث والإنتظار عندما يأتي سأفضحه أمام الملأ

يتبع بعد يومين





التوقيع








    رد مع اقتباس