أنتم تعرفون حبي وولعي بالطيور,إخواني أخواتي,سأحكي لكم عن قصة واقعية ,حدثت لي مع أحد هذه الطيور. كان عندي طائر جميل من نوع الحسون,الذي يتميز بجناحين صفراوين,وبلون أحمر يحيط بمنقاره .وهو متواجد بكثرة لدينا في المغرب.ربيته لسنوات داخل قفص جميل,وكنت أعتني به كثيرا ,وأحرص على نظافته ,ومأكله ,ومشربه.وكنت أخرجه معي للتنزه أيام فصل الربيع في الغابات القريبة من مدينتي البيضاء, كغابة بوسكورة,وغابة المحمدية.أذكر أنني كنت أدق مسمارا على جدع شجرة باسقة ووارفة.وأعلق عليه القفص الجميل ,بيت طائري المغرد.وأجلس تحت الشجرة متمددا,أتلذذ بتغريده ,حيث لم يكن طائري يبخل علي بتغريده الشجي.وكنت أحس بأن طائري في قمة سعادته ,حيث كان ينط على القصبة ويغني ويفرك جناحيه... وفي يوم من الأيام وأنا على سطح منزلي أنظف لطائري القفص,نسيت بابه مفتوحا.خرج الطائر من قفصه,حلق عاليا ثم حط على السور .قلت في نفسي ضاع طائري.حزنت كثيرا.ضربت كفا بكف.وقلت هذه هي الحلقة الأخيرة.كان طائرا عزيزا على قلبي,وكانت بيني وبينه ألفة ,قل نظيرها بين العباد.لكن فجأة انقلب كل شيء.نزل الطائر من أعلى السور,وحط بجانب القفص,الذي كان بابه لايزال مفتوحا.وكانت دهشتي كبيرة عندما دخل الطائر القفص.خرج ثانية وأخذ ينظر إلى اليمين تارة,ثم إلى اليسار أخرى.وأدار رأسه تجاه القفص,فدخله مرة أخرى.بدأ يأكل الحب ويشرب الماء وينط على القصبة كعادته.ففهمت أنه يقول لي :أنا طائرك الذي يحبك ويحب هذا القفص الذي أصبح بيته ,فلا داعي أن تغلق الباب,فأنا ولدت حرا, وهكذا أريد أن أبقى.ففهمت القصد,ومنذ ذلك الحين,تركت لطائري الباب مفتوحا .يخرج ليحلق متى يشاء ويعود لبيته متى يشاء. |