عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-23, 00:06 رقم المشاركة : 1
houmidi59
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية houmidi59

 

إحصائية العضو







houmidi59 غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المركز الثاني مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

وسام المشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام الإبداع

b6 الحقيبة العجيبة



ذات يوم من الأيام,اتصل بي أحد أصدقائي فدعاني لقضاء بضعة أيام عنده بفاس.في الحقيقة كانت الفرصة مواتية إذ كنا مقبلين على عطلة منتصف الدورة الثانية.فلم أتردد في قبول الدعوة فوعدت صديقي بأن أكون بجواره في أقرب وقت ممكن.
وجاء موعد السفرفجهزت حقيبتين الأولى وضعت فيها ماأحتاجه من ملابس والثانية ملأتها بالهدايا التي اقتنيتها من أجل صديقي وافراد عائلته.
صعدت القطار بعدما اقتنيت تذكرة في الدرجة الأولى, لأنه كما تعلمون خلال هذه الفترة يكثر الإزدحام وبالتالي يكون المسافر عرضة للنشل والسرقة, زيادة على متاعب السفر في مثل تلك الظروف.لهذا رغم أن ثمن التذكرة كان جد مرتفع احسست بسعادة عظمى وأنا ألج المقصورة رقم ثمانية مرفوقا بالمراقب الذي ساعدني في حمل إحدى الحقيبتين.استلقيت على الأريكة مرتاح البال ومطمئن النفس .كيف لا وأنا في عربة لا يتعدى عدد المسافرين فيها العشرة متفرقين في مقصوراتها وأغلبهم أناس يبدو على ملامحهم االحشمة والوقار.ورغم هذا كنت وحيدا بمقصورتي.صراحة كنت أتمنى رفيقا أتبادل معه أطراف الحديث لكن أغلب الركاب كان لهم رفيق او رفيقة.إذن لن يكترث أي واحد منهم بوجودي.ورغم هذا قررت ان أمضي وقت السفر في ممارسة بعض هواياتي كالمطالعة والاستماع إلى الموسيقى وطبعا تعبئة شبكة السودوكو التي أحبها كثيرا.
مرت المرحلة الأولى من الرحلة ممتعة كما أحب: طالعت خلالها عدة فصول من قصة الكونت مونتي كريستو وتناولت كأسا من الحليب مع حلوى لذيذة ثم تذوقت خلالها بعض أغاني فيروز .
المهم لما نظرت من النافذة أدركت أن القطار يدخل مدينة تازة.لكن سرعان ما اندهشت للعدد الهائل من المسافرين الذين
صعدوا القطار .لحسن الحظ باتت مقاعد الرجة الأولى بعيدة عن متناولهم.فتابع القطار مسيرته وواصلت مطالعتي لرواية ألكسندر دوماس.كنت منغمسا مع الأحداث المثيرة وإذا بباب مقصورتي يفتح.رفعت رأسي لأرى شابا وسيما يحييني أحسن تحية ويستسمح في الجلوس.لم أتردد في القبول فرحبت به أيما ترحاب بل واغلقت الكتاب منتظرا بداية حوار مع هذا الشاب .فعلا تبادلنا أطراف الحديث بكل عفوية وصدق فوجدت في جليسي خير أنيس يمكن الإعتماد عليه.لا أخفي عليكم أننا تكلمنا في أمور عديدة استنتجت من خلالها ان رفيقي ذو مستوى جد عالي.
بعض قرابة ساعة أخرج الشاب من حقيبته الصغيرة علبة عصير وكوبين وبعض الحلويات فدعاني لمشاركته تناولها.في الحقيقة كنت سأرفض لكن من أدب اللياقة وضرورة حسن المعاملة قررت ان أشرب كأسا من العصير .
مرت ساعات من الزمان لم أدر ماذا وقع خلالها عندما أيقظني المراقب لينبهني أننا وصلنا الى فاس منذ مدة وان كل المسافرين قد نزلوا من القطار ولم يبق فيه إلا أنا .نظرت من حولي لا أثر للشاب
فجأة قفزت مسرعا وانا احملق تجاه مكان الحقيبتين إحداهن اختفت
لاحظ موظف المحطة إرتباكي فقال لي :
-"خير إن شاء الله
أجبته بتلعثم: احدى ح...حقي...باتي اختفت
أضاف قائلا: صفها لي
اعطيته وصفا دقيقا لها فرد علي بأن حقيبتي كان يحملها شاب في مقتبل العمر عرفت أنه جليسي الذي ضحك علي وسرق حقيبتي
للأسف الشديد الحقيبة المسروقة هي التي تحتوي على الهدايا التي جلبت الى صديقي وعائلته.لو كان سرق حقيبة ملابسي لكان الامر أهون مما هو عليه الآن.لكن ما العمل في مثل هذه الظروف ?
المهم خرجت من المحطة وأنا أفكر ...نعم يا إخواني كيف سأقابل صديقي الذي لم أره منذ مدة بدون اي تذكار من المدينة التي ولد فيها وأحبها
بعد تفكير طويل قررت أن أشتري بعض التذكارات من مدينة فاس راجيا ان تنال رضاه وتعجبه وقد اخترت أغلاها ثمنا ظنا مني انه قد لا تكون له الفرصة لشرائها خصوصا واني قد علمت من طرف أحد الأصدقاء انه اشترى منزلا عن طريق السلف البنكي وانه لم يبق له من راتبه الا القليل.

يتبع بعد يومين





التوقيع








آخر تعديل houmidi59 يوم 2010-09-23 في 16:12.
    رد مع اقتباس