الموضوع: رسالة إلى صديق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-19, 20:41 رقم المشاركة : 1
سالم رزقي
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية سالم رزقي

 

إحصائية العضو








سالم رزقي غير متواجد حالياً


a9 رسالة إلى صديق



إلى الشاعر عبد الرحمن حمومي
مع إشراقات ذاك التيه الذي تعرفه .








رســــالــــة إلـــــى صــــديـــق


يا صديقي
كيف أجيئك..؟
وصُراخها إلى البعيد يسْحبني
ويسْتقطرُني أنفاسًا
في تيْهٍ أنتَ تعلمُهُ
يوم مسَّك جمْرُها ونزلْتَ الحرائق
وأخْرجتَ الدُّنيا من قلْبك
عشقتَ صُور الماءِ
واسْتدرجْتني للغوْص من ثقب جنون
أتمَـرْأى في موجِ غرْبته
رسمتُ الحرفَ بروحِي
فتذوقتُ الحلمَ واقترفتُ آفة التَّخرِيب
أحببتُ قدرتي على التَّخريب
لأخربَ كل ما يخربُ الحُب
وذُبتُ
أشربُ غربتي من آلامي
كيف ألمُّ أشْتات غُربتي
وأجيئكَ وأنت مقيمٌ فيها ؟
كيف أجيئكَ
وبوصَلتي بها بعضٌ من عدم
وشكٌّ فلَقَ الأسئلة ؟
كيف أجترحُ من الذات مرقاة أُوار
وحروفاً ألهبُها بسوطِ الجنون
وجيلُنا أوْبـَأ
وانخرمتْ موجتهُ
ما عادتْ غيرها تطنُّ فــيَّ
أصداؤها تطنُّ فــيَّ..تطنُّ طواحينَ ماءٍ يسيلُ
أتَـتَـلَقَّفهُ وترميهِ باللعنةِ في وجهي ؟
- ووجهي من وجهك -
أتلوِّنهُ بالصَّرخةِ الواثبةِ في الفراغْ
ولعبةِ سبكِ الفواجعِ فينــا
لنكونَ أسرى فخاخِ الدَّمع ؟
تعبتْ منا دوائرُ الدورانِ في دخانِ احتراقنا
تعبتْ ياصديقي
ومرت في الدربِ المقاصلُ
والذئبُ فينا صار إيديولوجيا
رهطا يتغذى على رهطٍ تحت قبةِ الظلام
ويصيحُ :شعبي يأكله الذئبْ !
قبائلٌ وتناسلتْ
قبائلٌ وتناسختْ جيفةً
وتوالدتْ زنخاً
واكتملتْ رقصةُ الوقت في لغةِ الموتْ
كيفَ إذنْ
أيهذا المتعبُ الذي لا يملُّ رتْقَ سرَّة المستحيلْ
كيف..
أكتبُ رسائلَ يبْهرني الحلمُ فيهـَا
يبلـلُّني بضوْء موْتي
وأنهشُ فيها أوْهامي حتى هاويةِ الهدم؟
كيف أكونُ أجملَ من رد
وألذَّ من متْعةِ شمْسِ حَقيقةِ السؤال؟
كيف أخرم هذا الجليد
وأمضي ذُؤابةً في مُطلَقِ العتمة ؟
يا صديقي
وتعرفُني كما أنتَ/ الآخرَ فـيَّ
كماأنا / أنتَ
الآخرَ قلقِي
وستقولُ لي وأقولُكَ لي :
قالكَ لي قلقِي
كيف أوصلُ الليلَ لظلامهِ
وأستجْلي النورَ العالقَ في غوْرهِ
كيف أكونُ الحضور
وأناجناحُ حلمٍ ولَّى
من رمادتكوَّمَ تحت شجرةِ النسيانِ
جافًّا وخافتاً
وغيومُ الزوابعِ ما رأيت لها طلْقاً ولا عادَة ؟
.
.
تحرَّقْ في التَّـيْـــــه
لتضيءَ جبلاً في اللَّيل
لاتندهشْ من عاصفةِ الفراغ
سرْ أمامها وكنْ ذاتَ المسألة
ولاتسكُنْ في جواب
وأقولكَ إذنْ
كما قلَقِي
أبداً..لا..
لاتسكنْ في جوابْ!
اِفترعْ عذريــَّة الكلمَات
فعذراءٌ هي أرضُكَ بأثوابٍ من دهشةِ المُحالْ
وأصْدافِ خوارقْ
غابةُ تيهٍ فيها رؤى وعطشَ الحالمين
وعذوبةَ ضوءِ الأوَّلين
على تُربتها وشْم من انغرسُوا فيها
مسافرينَ ..عابرينَ
غربا ء
وعذراءٌ هي والبحرُ فيها يمتد
يأتيها من يهتكُ سترتها
ليمُورَ في أحشائهَا
وينْبلجَ من شُرْفة بهائهَا
يهرِّبُ العالمَ
من حجر الأُلفة العادية
إلى عمْقِ دهشةِ تشابكِ الأشياء
حيث تقيمُ زوبعةُ الأسئلة
كاشفة أسْرارها

/

/
/
15/07/10

سالم رزقي





التوقيع

جان كوكتو: أخاف إنساناً لا يقرأ شعراً


    رد مع اقتباس