الموضوع: رأي في القناع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-18, 17:58 رقم المشاركة : 1
tahiri
أستـــــاذ(ة) مشارك
 
الصورة الرمزية tahiri

 

إحصائية العضو








tahiri غير متواجد حالياً


افتراضي رأي في القناع


رأيي خطا يحتمل الصواب .
رأيي رأي في رأي ،يترجم مستوى فهمي ، بدون أن يكون ملزما لغيري .
مناسبة النص .
كثر الحديث هذه الأيام ، في منتدى الإبداعات الأدبية الحصرية عن "القناع " .
فبين المحاولة الأولى التي تحمل عنوان : (ماذا لو سقط القناع ؟) بتاريخ 21 / 08 / 2010 م ، والرد المباشر الذي تلاها ، وماأعقبه من ردود تماهى معظمها معه ،إلى حين كتابة الخاطرة التي تحمل عنوان : ( تمظهرات قناع ) بتاريخ 11 / 09 / 2010 م ، و ما تلاها من ردود كان أغلبها تنويها بها ، وهو أمر ينم عن حب الانسان ، بما هو إنسان ، للفطرة والوضوح ، وذمه لما يناقضه من قيم اجتماعية سلبية . أقول بين المحاولتين ، نستطيع أن نحصي ، بالتقريب لا بالتحديد حوالي (47 ) استعمالا للفظ "القناع " بصيغة الإفراد والجمع ، تنكيرا وتعريفا ،وبمختلف صيغه الإشتقاقية .
يواكب هذا اللفظ ـ شرحا وتعليقا وتوضيحا ـ نوعان من الألفاظبرزا في المساهمات ، موضوع الدراسة ، وطغيا على غيرهما :
1 . النوع الأول استعمل باعتباره مرادفا ، أو على الأقل مكملا ل "القناع " على المستوى الدلالي ، يغنيه ويمنحه قدرة على التصوير و الإيحاء ، نذكر منه للتمثيل لا للحصر ( المساحيق ـ الرتوشات ـ الحربائية ـ الخداع ـ الذئبية ـ الثعلبية ـ التلون ـ النفاق ـ الوجوه والواجهات ...إلخ .)
2 .النوع الثاني :ألفاظ تدخل في سياق التضاد مع مثيلاتها في الحقل السابق ، لتؤدي الدور ذاته مادام القناع بمعناه المتداول إخفاء لملامح الوجه الأصلي .!
للتمثيل عن هذا الصنف نورد هذه الاستعمالات : (منتفخ مكتنز /رعب ـ منكسر / كاسر ـ بلا منقار / مخالب ـ جبة ذئب / وداعة حملان ...إلخ ) .
مادة هذين الصنفين على المستوى الإحصائي ، حوالي ( 82) استعمالا ،وهو ما يمثل الضعف تقريبا مقارنة بنسبة تكرار لفظ "القناع" .
على مستوى الرؤية والموقف :يستفاد من مجمل المساهمات اتفاقها على معالجة الموضوع من زاوية أخلاقية / نفسية / اجتماعية ، يوظف بعضها شحنات انفعالية غايتها التأثير والتوجيه . وهو حق مكفول للمبدع .
أنظر إلى هذه المقاطع التي تمتح مادتها من عالم الطبيعة والحيوان كمرجع تستعير منه آليات التصوير الفني ( الحربائية ـ الثعلبية ـ الذئبية ـ الكاسر ـ المخالب ـ السبع الساغب ... إلخ )كيف تتقاطع مع نظيرات لها تشيد بناءها الفني اعتمادا على الخطاب الديني ، مركزة على سلبية السلوك الفردي والجماعي من هذا النوع ،لتفعل بالمتلقي الأفاعيل !
النتيجة هي اجتهاد " أنا " المتلقي في محاولة الإقناع بأنها تقع خارج دائرة هذا السلوك ،أو أنها ضحية لبعض أنماطه ، وهي بالنتيجة شاهد على دقة ما قيل عن القناع هنا وهناك .
هذا الصنف من أصناف التلقي قطع الطريق أمام التعامل مع " القناع"باعتباره أداة من أدوات التصوير الفني ، المتمنطق بالمجاز والتعبير الرمزي ، وعطل إمكانية التعامل معه باعتباره وسيلة يلجأ إليها في المجال الإبداعي للحد من التدفق المباشر للذات على سطح أو عمق النص .
رأيي في القناع .
كان " القناع " في المحاولة التي تحمل عنوان (ماذا لو سقط القناع ؟) وسيلة للتعبير عن موقف ، لترجمة أحاسيس ، للفضفضة عن لواعج ذات أنهكها الشوق ...فدفعت بالقناع وسيطا بينها وبين المتلقي . وأكاد أقول بأن" القناع" في سياقنا هذا كان كاشفا فاضحا أكثر من كونه مخفيا مخادعا ... !!
ما كان ينبغي تناوله ، في اعتقادي ، هو مدى نجاح أو فشل التجربة ، على المستوى الفني ، في تحقيق هذه الغاية .ويصبح من حق "الكاتب " على المتلقي المبدع تقديم تصور يساهم في التقويم ، أو على الأقل في التقييم .
بإشارة أدق أقول :طموحنا في هذا المنتدى العمل على فحص ما يعرض علينا من مساهمات فحصا متكاملا يطال معمار النص وروحه معا .
حلمنا الكبير هو أن يتحول هذا المنتدى إلى عالم واسع تتلاقح فيه الأفكار ،وتتنوع فيه التصورات ، وتختلف فيه الرؤى ...
هذا الحلم الكبير يرفض الاصطدام المجاني القاتل للإبداع ،ولكنه أيضا يرفض استنساخ الأفكار ، وأحادية التفكير ،والتماهي مع الغير ، وضم الصوت إلى غيره للإشادة والإعجاب .
وأخير وليس آخرا ، أعود إلى ما بدأت به : رأيي خطأ يحتمل الصواب .





التوقيع

نقطة من عسل تصيد ما لايصيد
برميـــــــــــــــــــل من العلقـــــــم

آخر تعديل tahiri يوم 2010-09-18 في 19:19.
 
    رد مع اقتباس