منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

إرحمونا..

ماذا نقول حيال هذا الذي شاهدناه من الفريق الوطني في مباراته أمام إفريقيا الوسطى، المنتخب المتواضع الذي يبحث لنفسه عن مكان تحت الشمس؟
رعونة في الأداء، قراءة ضعيفة للخصم، تفكك فاضح بين الخطوط، وسط ميدان يمشي على عكازات وهجوم في المنفي، في المجمل كان الفريق الوطني مجرد شبح لفريق آخر كنا نحلم به، وتفاءلنا بمقدمه، بينما كانت الحقيقة المفجعة والصادمة أنه كان فريقا على الورق، لا علاقة على الإطلاق روحا وفكرا ومنهجا بالفريق الذي نازل إفريقيا الوسطى..
كان الفوز بأي حصة، وبصرف النظر عن حجم الأداء سيضعنا في صدارة المجموعة وسيقوي الأمل في اصطياد نقط أخرى للجري وراء التأهل، ولكن خاب الظن وكان التعادل صدمة أخرى، فاجعة كروية أخرى وتنكيدة جديدة، وكأن بال وخاطر المغاربة ما زال به متسع للفواجع والنكد..
مسؤولية الجامعة في أنها تركت هذا الفريق عاطلا عن المنافسة، فما عاد فيه غير أشلاء فريق، لا روح، لا إنسجام ولا قدرة جماعية على تحقيق الفوز..
ومسؤولية الجامعة الأخرى أنها بشرت بمدرب بمواصفات عالمية فتركته مبنيا للمجهول، يغيب فيه الفكر والجسد..
ومسؤولية كل هؤلاء اللاعبين الذين يؤتى بهم أنهم لا يبدون أي إصرار على كسر الحاجز النفسي.. ومسؤولية كوبيرلي مساعدا أو مكلفا بمهمة أنه أدخلنا مباراة إفريقيا الوسطى بثلاثة سقائين في وسط الميدان وكأننا نلعب أمام إسبانيا والبرازيل، بينما الحقيقة أننا كنا نلعب أمام منتخب مصنف كآخر المنتخبات الإفريقية..
والمؤسف أن السيد كوبيرلي من تلقاء نفسه أو مسيرا من المسيو غيرتس إنتظر طويلا، طويلا حتى أنهكنا الإنتظار ليرفع هذا المقت عن وسط الميدان ويدخل العرابي ويوسف حجي لنصبح شبه مهددين لمرمى الخصم..
ولم أفهم كيف أن العين لم ترصد الضعف الكبير في الرواق الأيسر، فقد كان المهدوفي "بفورمته" الصغيرة جدا، جدا معطلا للحركة الهجومية، كما أنني لم أفهم كيف نضع الشماخ والحمداوي في سلة واحدة ولا أحد منهما يستطيع أن يبيض نصف فرصة..
كانت الصورة قاتمة، بل ومبكية، فقد دعونا الجماهير لأن تكون حاضرة في لحظة الميلاد الجديد، وبالفعل حضرت هذه الجماهير من منطلق الوفاء وللأسف لم تشاهد في تلك الليلة سوى مخاض كاذب، فقد قالت تلك المباراة أن علينا أن ننتظر طويلا وأن نتعذب كثيرا لنرى فريقا وطنيا يذكرنا بذاك الأمس القريب/البعيد..

بدر الدين الإدريسي