عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-06, 02:27 رقم المشاركة : 3
فيروز المنتدى
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فيروز المنتدى

 

إحصائية العضو







فيروز المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الإبداع

وسام المشرفة المتميزة

افتراضي رد: المسابقة الأدبية الدينية لمنتديات الاستاذ،وضع المشاركات


المشاركة 2
رمضان بين العادة والعبادة
يتفرّد شهر رمضان المبارك بمنزلة خاصة في نفوس كل المسلمين وفي جميع أصقاع المعمور ، فلأجوائه الفضيلة ايقاع متميز ، ولمظاهر الإهتمام بإحيائه ممارسات وأساليب معيشية تتنوع بتنوع الفترات الزمنية و الرّقع الجغرافية .
وقد أخذت تلك المظاهر و العادات الإجتماعية المنتشرة باطراد مفارقات تتراوح بين التعبد و الإقبال على الطاعات ، في مقابل العادات الخاطئة التي تزيغ أحيانا عن الانضباط المطلوب في هذا الشهر العظيم .
فكيف تستطيع الذات المؤمنة ، تحقيق التوافق بين مشاهد هوى النفس و الاشتهاء ، والحرص على الإخلاص في تدبيرالطاعات؟؟

1) المسلمون والحرص على العبادات .

انطلاقا من الفهم الواسع للعبادة ، يغتنم الكثير من المسلمين الأوفياء لروح التعبد ، فرصة الشهر العظيم للإكثار من الأعمال الحسنة و القربات الجليلة ، وذلك ضمن سكينة غير معهودة و بمعنويات عالية جدا .
- فخلال الشهر العظيم ، يزداد الإقبال على المساجد ، سواء للصلاة أو تلاوة القرآن ، أو حضور الدروس الدينية التوجيهية ..وهي مناسبة لرفع رصيد الحسنات المُضاعفة.
- واعتبارا لكون رمضان الكريم مناسبة للتكافل الإجتماعي والإهتمام بمسألة الفقراء و المساكين و المحتاجين ، فإننا نلحظ انتشار أعمال الخير والصدقات بصورة كبيرة جدا ، وعلى رأسها موائد الإفطار المجانية ..وهي سنة حميدة و عظيمة يفرح لها الوجدان و الروح.
- وبالمناسبة العظيمة أيضا ، تنشط العديد من الجمعيات المدنية والخيرية ، وتنحو نحو تقاليدها المُعتادة في تقديم العديد من الهدايا للأطفال و الآباء المحتاجين ، وخاصة خلال ليلة القدر المباركة .
- وتخليدا لليالي المباركة لشهر الطاعات ، يلحظ المتتبع للمشهد الإعلامي تنظيم العديد من المسابقات الدينية ، وعلى رأسها مسابقات تحفيظ و تجويد القرآن الكريم ، مع توزيع جوائز قيمة على الفائزين .
- وفي تفاعل ايجابي مع أيام شهر الصوم ، يعمد العديد من المسلمين إلى تدريب النفس على إضعاف كيد الشيطان ، وذلك بالابتعاد عن مظاهر اللهو و العبث ، ومُغالبة الشهوات التي تنساق وراء كل لهو ، وتحقيق لذة وطعم الصيام دون اختلاط بمذاقات أخرى.

2) ضد التيار .

فساد الأذواق ، وخلط الأوراق ، والابتعاد عن الفهم الصحيح للعبادات .. كلها مظاهر، ظاهرة و باطنة ، تؤدي لسلوكات تُجانب صواب مقاصد الشرع في العبادات ، ومن هذه العادات الفاسدة الخاطئة :
- انتشار الكسل و التهاون و الخمول المؤدي لقلة الإنتاج في جميع الوظائف و الأعمال الإنتاجية ..فهل ياترى الصوم هو البديل عن العمل و تحمل المسؤولية المُؤدى عنها ؟
- ازدياد الاستهلاك ، والإقبال على الطعام باسترسال و شهوة كبيرة ..وهي عادات غذائية خاطئة في جملتها ، تجعل الملاحظ يعتقد أن شهر رمضان أضحى موسماً للأكل و انطلاق طاحونة شهوة الطعام !!!
- ترك الفرائض كصلاة الصبح مثلا ، والإقبال على صلاة التراويح ! وهي مفارقة عجيبة تدعو للإستغراب .
- الإدمان على مساوئ الأخلاق ، وارتكاب المحرمات دون رادع من صيام أو خشية من خالق ، ومن بين تلك الأخلاق الفاسدة ، انتشار الرشوة ، و الكذب ، والغيبة ، و السخرية ، والتبرج ........
- تنظيم حفلات اللهو و المجون سواء عبر ربوع الأوطان العربية و الإسلامية ، أو عبر إعلامنا الذي يسهر على تقديم أشهر الاختيارات الفاسدة ، سواء خلال نهارات شهر الصوم أو لياليه ! مع الترويج لذلك في فترة سابقة.
- ممارسة بعض الرياضات البدنية خلال شهر الصوم ، دون غيره من شهور السنة !

** رمضان زادٌ ينفعنا :

أخيرا ، لنحاول أن نكون أكثر قربا من الله وفي سائر الشهور و الأيام ، فسبحانه و تعالى يحبّ أن يُعبَد و يُطاع في كل لحظة و أوان ، كما يحب الأعمال الصالحة الدائمة رغم قلتها .
ويكره عز و جل أن نخلط عملا صالحا بآخر فاسد ، فذلك يؤدي إلى الوهم و ضياع حياة الدنيا و الآخرة .
فاللهم تقبل منا و منكم صالح الأعمال.






التوقيع

    رد مع اقتباس