دخل بيننا الغريب,جلس بالقرب منا,يرتشف فنجان قهوة.شعره أشعث,وجهه بشع,ثيابه بالية,أسنانه تعلوها صفرة مقززة من كثرة التدخين.والمصيبة أن له ذنب طويل ,يحركه ذات اليمين وذات الشمال !! لم نعره اهتماما,إلى أن بادرنا بالحديث:
وكلما زاد في الحديث,كنا نبدو أكثر اشتياقا للمزيد,سرده سحر ,يجرك إلى عالم رحب ,مليء بالأفكار النيرة.بدأ الجميع يقترب منه ليصغي أحسن,إلى أن اكتملت الحلقة,وأصبحنا مشدوهين للحدث.لما أكمل الحديث الساحر,دفع للنادل واجبه,ومضى.وتعجبنا أنه كلما كان يسترسل في الحديث ,كانت أسنانه تغير لونها ,إلى أن تصبح ناصعة البياض,وشعره الأشعث بدا لنا أكثر لمعانا وأناقة, وهو يؤدي واجب القهوة,والوجه البشع أصبح يعلوه بهاء وحسن.وحين أدار لنا ظهره,تعجبنا للذنب الذي لم يعد له أي أثر.والجميع يقول :أين الذنب؟لقد كان له ذنب.كيف ذلك؟ولا زالت الألسن تلوك هذه الواقعة ,أسمعها كلما ولجت هذه المقهى. |