صرخة قمامة !!! | فاحت من ركنٍ بالحي رائحة كريهة ، وتذمر سكانه من إيذائها فقررواْ أن ينظمواْ تجمعاً يدعون فيه إلى واجب المحافظة على البيئة وضرورة الإقلاع عن مراكمة أكياس القمامة على جانب الرصيف . تعالت الأصوات وتبادل الجميع التهم والإدانات ، فازداد الضجيج وسادت الضوضاء وتكاثرت التراشقات الكلامية .فجأة سُمعت صرخة أثارت انتباههم وأجبرتهم على الصمت . -" كفاكم خصاماً ! و حسبكم ما تسببتم فيه من أوساخ وأزبال وروائح كريهة ، أتتمادون بإيذاء المسامع بضجيجكم وضوضائكم ؟؟؟" دهش الحاضرون ، وجحظت أعينهم ، وتزايدت دهشتهم وكبر عجبهم حين أدركواْ أن الصرخة والخطاب مصدرهما أكياس القمامة !!! - " أنا كيسكِ يا أم سهيل ! ألستِ من رمى بي زوال أمس بعد أن مرت شاحنة جمع الأزبال بوقت طويل ؟ " -" وأنا كيسكَ يا أبا مروان ! ألستَ من لوح بي من نافذة بيتك هذه الليلة بعد أن فرغ الحي من المارين ، فتناثرت محتوياته على الأرض ؟" - " وأنت ياشيماء، ألا تتذكرين ؟ أنا قمامتك التي أفرغتِ من سلتك مباشرة فوق ركام الأكياس !!! " شهق الجميع شهقة واحدة ، واعتلت حمرة الخجل الوجوه ، وتوجس الباقون خيفة من أن تفضحهم أكياسم التي رمواْ بها ، مشاركين بذلك في جريمة تضخم مزبلة الحي يوماً بعد يوم . لم يستطيعواْ تبادل النظرات بعد ذلك ، فقد غالبهم الخجل ، بعد أن فضحتهم قمامهتم ، واستحيواْ من ريائهم وتيقنواْ جميعاً أن من يشتكون من ضرر المزبلة هم أنفسهم من أوجدوها !!! | آخر تعديل سعيدة سعد يوم 2010-09-01 في 12:09. |