نهضت ذات صباح,توجهت للمغسلة,غسلت وجهي و أسناني,أخذت المشط لأمشط شعري,فأحسست بشيء غريب يتوسط رأسي,مثل حبة حمص.قلت بصوت مسموع:ماهذا العجب الذي نبت على رأسي؟لم أعر كثير اهتمام لذلك.لبست ملابسي,تناولت فطوري,ثم توجهت مسرعا لعملي.وكنت في كل مرة أتحسس هذا الشيء الغريب الذي نبت على رأسي,بدا لي أنه أخذ حجما أكبر من ذي قبل.وأنا أعمل,كنت كلما تذكرته ,أتحسسه بيدي,وأخفيه بشعري.في المساء عدت لبيتي,ومباشرة توجهت للمرآة.ياربي!بدأ هذا الشيء يظهر فعلا على رأسي.أشعلت التلفاز,تناولت عشائي,واستلقيت على فراشي.واستسلمت للنوم .رن المنبه صباحا,أول مافعلته هو تحسس رأسي,رباه!لقد كبرت حبة الحمص واتخذت حجما ظاهرا.ما العمل؟أصابني خوف شديد.وضعت طاقية على رأسي,وذهبت إلى عملي,تملكني الخوف والحزن على حالي.جميع زملائي لاحظوا تغيري.كنت أقول لهم بأنني مريض.في المساء أصابني ألم شديد,لم ينفع معه أي دواء.وضعت رأسي تحت الصنبور,فاندهشت لما أحسست أن الماء أزال عني الألم تماما.لكن لاحظت أن الشيء الغريب أخذ حجما أكبر,ولم تعد الطاقية قادرة على إخفائه.لم أنم تلك الليلة,في الصباح بدا لي الشيء الغريب كنبتة خرشوف,وبما أن لي إلمام كبير بالنباتات,وجدت بأن مانبت على رأسي ,هو فعلا نبتة خرشوف!ما العمل؟لن أذهب للعمل,لن أخرج,سأبقى هنا حتى أرى ماذا سيحل بي.بقيت لحالي,والخرشوفة تأخذ أحجاما أكبر وأكبر.أغلقت هاتفي,وإذا دق أحدهم بابي,لا أفتح مخافة أن ينفضح أمري.وإذا أصابني الألم أضع رأسي تحت الصنبور.مضى شهر وأنا على حالي,أضحت الخرشوفة كبيرة جدا.وذات صباح علت فوقها قوقة جميلة,صدقوني أنني ألفت الخرشوفة,وسعدت لما علت القوقة رأسي!! في الأخير,لم يبق لي ماآكله.فكرت وفكرت,وبما أن نفسيتي تحسنت,وألفت حالي.قررت الخروج,وليكن ما يكون.خرجت إلى الشارع,وكم كانت دهشتي حين وجدت جميع الناس,كبارا وصغارا ,على رأسهم الخرشوف والقوق!!ضحكت وضحكت,وبدأت أعانق الناس بحرارة ,وأقول بصوت عالي : القوق,ماأحلى القوق!  |