عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-05, 18:15 رقم المشاركة : 1
si sajid
بروفســــــــور
إحصائية العضو








si sajid غير متواجد حالياً


important فرحــــــة الباكالوريا


فرحــــــة الباكالوريا
محمد لزعار
Monday, July 05, 2010
لاأظن أن بريق النجاح في امتحان الباكالوريا قد خبا،بل إنه لازال يطبع حياة الطالب ببصمة تظل لصيقة بذاكرته طيلة حياته،لأنها تشكل مرحلة فارقة بين ماض لم يكن الطالب يدرك فيه ماينتظره من إجراءات ،واختيارات،ستشكل مساره الحياتي،وبين مستقبل سيكون له فيه نصيب من المسؤولية على الأقل ،على مستوى اتخاذ القرار المناسب لقدراته العقلية،والمعرفية، ولما تراوده من طموحات،عادة لاتنفصل عن طموحات أسرته،وهو ما يفسر كل تلك الزغاريد ، والأفراح التي تنخرط فيها أسرة الناجح،وكل ذلك التشاؤم والإحباط الذي يخيم على أسرة الراسب.

وحياة قلبي وأفراحه ،مالقيت فرحان في الدنيا كمن يفرح بنجاحه،إنها مفاصل من أغنية كانت تردد على أمواج الإذاعة كلما،أعلنت نتائج الباكالوريا،الشيء الذي كان يبث إحساسا بقيمة النجاح،ويحفز غير الناجحين على بذل المجهود لتدارك ما فات في الدورة الثانية،ويدل على أن المجتمع والدولة ينتظر لحظات الباكالوريا الحاسمة،ولم تكن الصحف الوطنية أقل اهتماما بها،إذ إن كثرة التحليلات المواكبة لمواضيع الامتحان،ونشر النتائج كان يبقيها ضمن دائرة الاهتمام لفترة طويلة قد تستغرق الصيف كله، خاصة وأن الدورة الثانية كانت تجري حتى شهر شتنبر،مما كان يفوت على الطالب فرصة الاستمتاع بالعطلة، وترهنه بامتحان قاس بدروة كتابية وأخرى شفوية .وهي الوضعية التي جعلت الملك الراحل الحسن الثاني يصفها في إحدى خطبه ب(التكرفيس البسيكولوجي)،وفعلا كانت الباكالوريا ،مجردة من الحس البيداغوجي الذي يجعل منها امتحانا يقوم حصيلة التلميذ، بل كان يهيمن عليها جو المباراة ،مما كان يفرض في التلميذ أن يسعف نفسه بمجموعة من التوقعات، حول المواضيع التي ستطرح. وكثيرا ما كان التلميذ يخرج من قاعة الامتحان ،وهو لايدري هل أصاب الجواب أو لا. وكانت هناك حكايات عجيبة عن طريقة التصحيح،ولذلك كانت الفرحة في جانب كبير منها فرحة بالحظ الذي يجمع عطف المصحح وطيب مزاجه، وتوافق الموضوع مع هواه السياسي أو الأيديولوجي.

في الزمن البيداغوجي المعيش من المفيد الاعتراف أن جزءا كبيرا من المعاناة قد انزاحت عن تلميذ الباكالوريا، سيما وأن التوجه التربوي المعتمد على الكفايات، لايتشرنق داخل المجال المعرفي ،ويهمل الجوانب الشخصية الأخرى، إنه لايجزئ التلميذ إلى تلك الدرجة التي كان يوصف فيها بأنه( لاذراع للعمل ولا وجه للسعاية)بل ينظر إليه في شموليته بميولاته، وجوانبه المتعددة، ليكون قادرا على مواجهة الحياة

وضمنها الامتحان. ومن هنا عندما يفرح الناجح سيفرح فرحا مستحقا،أي نسبة الحظ فيه ضئيلة،علما أن الترويج لدور الحظ في المنظومة التعليمية كان ينتج التواكل، والاستخفاف بالعمل الجدي،من مواظبة وغيرها.

فرحة الباكالوريا بالنسبة للمجتمع من الضروري أن تكون فرحة بمجهود حقيقي ، لأنها ستزود ه بالأستاذ ،والطبيب،والمهندس،والمحامي، والحرفي الماهر،ومن تم فإن إحاطتها بكل ضمانات المصداقية،يجب أن يكون مطلبا مجتمعيا، ولذلك فإن توجه وزارة التربية الوطنية،بأكاديميتها،ونياباتها،ومؤسساتها،نحو محاربة الغش ،يؤصل لمنظومة تربوية تطمح كي تكون مرجعا للقيم الرفيعة. إن التراكمات التي عرفتها المنظومة التعليمية،والترويج السيء لمصداقيتها، قد أثر سلبا على نفسيات العاملين فيها، وترافق ذلك مع وجود بعض مقاومات التغيير من داخلها، المؤمنة بدرجة كبيرة ب(أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان)،نتمنى أن تخف أو تتلاشى مع ما تلمسه من إصرار من قمة الدولة على إحداث شبه قطيعة مع تصورات الماضي المحبطة للعمل التربوي، وفتح باب الأمل رغم إلإكراهات الموضوعية لدولة في طور النمو.

خاتمة صغيرة: استمرار الاحتفاء بالنجاح الدراسي مؤشر صحي على أن المجتمع لازال يعتبر المدرسة ضمن المكونات الحياتية الضرورية . واحتفاء الدولة بالمدرسة مؤشر على الاستجابة لرغبات المجتمع الطامح إلى الاندماج في سيرورة حياة متطورة واعية

و أمنياتي، لبناتنا،وأبنائنا ،بالنجاح في كل امتحانات الحياةهسبريس جريدة إلكترونية مغربية - Hespress.





    رد مع اقتباس