عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-10, 16:14 رقم المشاركة : 1
gniwa
مشرف منتديات الأخبار والتقارير
مشرف منتدى التسلية والترفيه
 
الصورة الرمزية gniwa

 

إحصائية العضو








gniwa غير متواجد حالياً


important بُشرى للمغاربة.. الماء والكهرباء بالمجَّان ابتداء من الشهر القادم


بفضل وصفة سحرية وقليل من الصبر وكثير من العزيمة

الـمَهْـدِي الـكًــرَّاوِي


جميلة تلك الوعود الكاذبة التي خرجت ذات زمن من مخيلة من كانوا يسمون بـ«الوطنيين» عشية استقلال المغرب، في زمن كانت فيه رؤية محمد الخامس في القمر أكثر تصديقا من وجود القمر نفسه، ويوم كانت أخبار المغرب تنقل شفويا على الأفواه كما تنقل السلع والأجساد على الدواب.
ذات زمن، خرج خبر من جدران مقرات حزب الاستقلال يعد فيه قائلوه الشعب بتوزيع مبلغ 10 دراهم يوميا على كل مغربي ومغربية نظير عائدات صناعة تكرير الفوسفاط، حتى أصبح الناس في المدن يطالبون بتوطين معامل هذه المادة الكيماوية التي لم يكن يعرف عنها المغاربة أدنى شيء.
بعد خمسين سنة على استقلال المغرب، جاء داعية من نفس جدران حزب الوطنيين ووعد بتوظيف 30 ألف عاطل مغربي على ظهر باخرة «النجاة»، فنجا بأصواتهم هو وحزبه وغرق العاطلون حتى اليوم دون حتى أن يرمي إليهم نظرة وداع أو يترك لهم قاربا مطاطيا أو قطعة خشب يعلقون عليها أجسادهم التي تقاذفتها الأمواج، في وقت تقاذفت فيه مؤخرة الحزب على أكثر كراسي الوزارة وثارة. قد يكون المغرب مملكة الكذب بامتياز وقد يكون المغاربة شعب تصديق الأكاذيب بأكثر من امتياز، فقط لأن المخادعة والتضليل رافقت أهل المغرب الأقصى تحت جلابيبهم الواسعة وسراويلهم الفضفاضة، فالثائر بوحمارة نصب نفسه سلطانا وجمع حوله مئات الآلاف من الأتباع بقليل من الكذب والخداع، وادعى أنه ابن السلطان الحسن الأول فصدقه الناس بسهولة وبساطة.
إحدى أجمل الأكاذيب وأذكاها على الإطلاق هي تلك التي يتعايش معها الناس لسنوات ويحملونها داخل أحذيتهم كالحجارة الصغيرة ولا يحسون بها أو كالحدبات بأعلى ظهورهم ولا تظهر لهم أمام المرآة أو على شاشاتهم الصغيرة وبفواتير الماء والكهرباء ولا يحسون بها إلا مع إفطار شهر رمضان، حيث تغتسل الرداءة بالضحك وتمسح أيديها الوسخة على بياض مسامع وعيون المشاهدين.
ماذا لو توقف المغاربة عن تسديد فواتير الماء والكهرباء؟ أليس من حق شعب بأكمله أن يضرب عن تسديد هذه المصاريف التي تحتسب فيها ضريبة مشاهدة التلفزيون؟ أليس من الغباء المغربي أن يستمر الكذب على الناس طول هذه السنين، فالمرأة الفقيرة الأرملة تكتري حجرة في بيت تتقاسمه مع الجيران وتؤدي فواتير المـــــــاء والكهرباء كل شهر وتأتي بعد ذلك شركات إنتاج «سلاسل» الرداءة الرمضانية وتستخلص الملايين دفعة واحدة فقط من أجل «فقصتنا» بعد كل وجبة إفطار، كأنها تقول لنا: «انظروا إننا نلعب بأموالكم كما نشاء وأنتم أغبياء كما شئتم»

جريدة المساء
العدد 924
الاربعاء 9 سبتمبر 2009






التوقيع

لكل شيئ اذا ما تم نقصان***فلا يغر بطيب العيش انسان

    رد مع اقتباس