أخواتي و إخواني الكرام ، السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته . وأنا أنط و أقفز بين سلاليم المستشفى و مرافقها ، أو أعبر أحياء و شوارع الرباط – سلا ، أو أخدُم زوجتي بغرفة استشفائها .... لم أكن -بفضل من الله - أحس أو أشعر بأي نوع من التعب و العياء .. الآن وقد عُدت لبيتي ، و برفقتي زوجتي الودودة الصبورة ، صرت ُ أحس برغبة ملحة و شديدة في أخذ قسط من الراحة ..لكن كيف أخلد للراحة و محبتي لأخواتي و إخواني تُلزمني رد جميلهم الغالي ، ولو بكلمة طيبة ، لذلك نفضت الغبار عن جهازي ، وعزمت على كتابة قول فؤادي المردد : جزاكم الله كل الخير أيها الأحبة الأبرار. سعيدة سعد تتماثل للشفاء شيئا فشيئا ... لا أخفيكم خبر استمرار الألم و الأنين ، وعدم الاعتماد على النفس في النهوض و الوقوف والحركة ، لكن أعتقد أن الأمر في منتهى طبيعته ، فالجراح تكررت مرتين ، واستأصال جزء مما وهبها الله من أعضاء ليس بالأمر الهين ...لكن رغم كل ذلك تبتسم و تحمد الله و تستقبل ضيوفها ، كما تستقبل مكالماتكم التي لا تكف عن الرنين من فرط محبتكم و أخوتكم الصادقة ... لنا موعد يوم الثلاثاء القادم مع الطبيب المختص ، على ضوء اللقاء سيتم تحديد نوع العلاج الذي ستسهر على تطبيقه سعاد زوجتي ، وقد بشرنا سابقا أنه بحمد الله و دعواتكم ، لن يكون كيميائيا كما اعتاد الكثير من المرضى ... وللذكرى ، لن يغيب عن ذهني مساندتكم لأسرتي الصغيرة في هذه المحنة الربانية ، مساندة بجميع صور التضامن و التآخي ... كنتُ أعلم ولازلت أنكم كنتم جميعكم تودون الحضور إلى المستشفى يوم العملية الجراحية ، لكن الظروف أحيانا لا ترحم أحدا ...ورغم كل ذلك فقد وجدت بجانبي سفراء أجلاء يمثلون منتدى الأستاذ الأغر. ..لن أذكر أسماءهم كوني لازلت متأكدا من حضوركم جميعا ، والمكالمات التي لم تنقطع لحد الآن أكبر دليل على حسن المحبة التي تجمعنا .. شكرا وألف ألف شكر أيها الأفاضل ..أنحني تقديرا لأخوتكم التي فاقت كل التخمينات و التقديرات ، أنحني احتراما لعزة فؤادكم الوفي للحظات السراء و الضراء .. فلكم جميعا أحمل تحية سعيدة سعد وكدا تحية أطفالي الثلاثة. محبتي الدائمة .