2009-08-28, 17:08
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | شبيبة المغرب ورجاله يودعون الفقيدين الحيحي والسملالي -- لاميج -- | وضعت وفاة السملالي الجسد المريض للجمعية على النعش ، ودق التحاق الحيحي به في أربعينيته اخر مسمار فيه ، كانت تلك بعض التعليقات المؤلمة المتداولة في بهو مسرح محمد الخامس خلال الحفل التأبيني للسي محمد السملالي الممزوجة بقطرات أسى ثلاث ؛ في وقت كان فيه الذهول يستأسد على أعضاء لاميج ، ولا سيما من كان منهم على علاقة وثيقة بالراحلين . لقد كانوا يتفقدون في دواخلهم في دواخلهم حجم التركة الكبيرة التي تركاها ، وهي تركة بحجم وجدان الحياة وصخبها ، وبحجم الأمراض و الأنواء التي أحاطت بالجمعية ، و بحجم الخوف مما يخبئه المستقبل القريب قبل البعيد ، ذلك المستقبل الذي لا يمكن للعديد تصوره دون استمرار لاميج . وكما ينبض القلب بجديد الخفقان بعد وقتية السكتة ، كان حفل التأبين الكبير لرحيل الكاتب العام الذي نظمته الجمعية و قطاع المحامين الاتحاديين بقاعة مسرح محمد الخامس بالرباط ، و احتشاد الأعضاء المتقاطرين من كل حدب و صوب ، و معهم كافة الضمائر الحية من مختلف الإتجاهات الفكرية و مختلف الأعمار ، وكذا الأقوال المأثورة التي تعاقب على إلقائها الفاعلون الجمعويون والسياسيون ، برز كجذوة لهب أشعلت فتيل حب البقاء والانبعاث ، كرسها التجمع الجماهيري العفوي لتشييع السي محمد الحيحي في الغد الموالي إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء ، لم تحل بعض المزايدات الصغيرة دون أن يحظى ذلك الرجل غير العاشق للأضواء بالتقدير العميق لأياديه البيضاء الكثيرة التي أسداها بكل وداد صوفي لوطنه ومجتمعه و شبيبته حتى اخر رمق من زفراته . لقد جمع الحيحي الرجال من حوله وهو حيا ، وجمعهم وهو راحلا حول بيته و حول أرملته لالة زهور بن بركة طيلة أسبوع ، تاركا بين كل همسة وهمسة ذكرى فعل ، أو عمق قولة ، أو قدوة تصرف ، أو وجهة نصح ، كشذرات اخر تقاريره العميقة التي كان يلهب بها النفوس والخواطر ، ويستفز بها روح العطاء ، فكان الوفاء له واجبا ، وكان سقف الحفل التأبيني لتوأمه الروحي حدا معقولا لا يجب التراجع عنه . ورغم الخشية من صعوبة تشييعه بما يليق به من احترام وتقدير ، ورغم بعض حالات الانفلات بالجمعية ، والخشية من كون إصرار صديقه ذ - عبد الرحمان اليوسفي - ككاتب عام لحزب إ.ش.ق.ش إذاك - على الإشراف المباشر على حفل التأبين قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على الإجماع الذي يحظى به الفقيد ، أنكب متطوعوا الجمعية على المساهمة في تحقيق كافة شروط إنجاح حدث التشييع الكبير الذي شهده ثانية مسرح محمد الخامس في أقل أربعين يوما ، وكان حفلا مشهودا احترمت فيه كافة الأفكار والتيارات ، حضره الجميع من اقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، بل شكل حفل وداعه لحظة صفاء صادقة قلما جاد بها الزمن المغربي ، قدر ما كان الرجل وطنيا خالصا بكافة ميزات الامتياز . وهكذا ، بدل السقوط في الانهيار عقب الهزتين المتلاحقتين ، قدر لأعضاء الجمعية ان يبرهنوا عن المقدرة الفعلية العجيبة لطائرة الفنيق على التحليق ثانية من بين ركام رماد احتراقه ، قدرة على امتصاص الصدمتين وتحويلهما الى شحنة وجودية ووجدانية . فالراحلان لم يموتا إلا وبعد أن أتما غرس مدرسة حقيقية استمدت بقائها على الدوام من التحدي و النهوض المتجدد ، وكانت بمثابة رحم ولود ومولد للشبيبة المسؤولة الواعية بضرورة مكابدة كل أشكال الكبوات . لقد تحولت التظاهرتان التأبينيتان إلى إحدى أبرز المحطات الخالدة التي عرفتها لاميج على امتداد تاريخها ، وبدتا بمثابة عرسين نضاليين غير مسبوقين ، أعطيا البرهان على مدى تلاحم لاميج على اختلافهم ، وقدراتهم الفائقة حتى في عز الأزمة التنظيمية ، الأمر الذي لن يتوقف في الرباط ، و إنما سيمتد إلى تظاهرات مماثلة في مدن أخرى كفاس و الدار البيضاء | |
| |