عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-13, 13:03 رقم المشاركة : 7
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

افتراضي رد: روائع الاستاذ حيث يتربع البوح الجميل


قراءة في احوال قلعة تديرها تباشير الرياح
لأيمن البستاني




لماذا يا صاحي الجليل دعوتني لأحمل قلمي فأسا حمراء .. بها أسقط بما تبقى من وثن قلعة عريقة آثمة .. ؟

يقال أنها تلعب في ملاعب شموع الأحرار بلا أحذية بصيرة .. هي خفافيشٌ تحسن التحليق وراء الحواسيب

العجيبة .. مَن سلّمها مفاتيح كلمة سكنتها الشمسُ منذ القدم ..؟ لمَ حوّل بعضُهم بهاء الكلمة البيضاء على

الصفحة السوداء العتيدة إلى مستنقع جحيم غبي .. يتنفس فسادا ذليلا .. حجبوه بألوان مزهرية مثيرة ..

امرأة جذابة للبيع و الشراء .. عيونها الجاحظة و المغروسة بشتائل الماء .. تربة أصابها عقمٌ أصيل .. و هذا

حرفي المشفوع بآيات البحر أركبه زورقا .. به أكتشف جزرا لهذا المعنى الغريب .. يا ليتك يا نصّ أمهلتني

السؤال حتى الغد .. هي عيونهم الخرساء .. البليدة في جوز جسدي الآهل بنجمات معطلة .. تلعب و تجول

بين ألياف الجيوب الداخلة هنا أو هناك عطشى .. كما يلعب كبار كواسر المدينة فرادى .. و جماعات .. في

مكاتب الوطن المريحة .. القنص هنا مجانا .. و الصيد هناك بالخطة المبتورة العين .. يكتبون كل عام ..

أحلاما صفراء .. مشروخة الوجه بتجاعيد المتظاهرين .. أمام خريطة أوجاع قلعة متعبة حتى الثمالة ..

بانتظار طلعة صهيل الوطن المفترض .. يقال أنهم في نواياهم الجميلة .. مستعجلون .. و فخورون بما كسبت

أيديهم الطويلة من طلاء هذا البهتان .. سهوا سيدي .. سماها شيخ قبيلتي الشريفة سلطة قابعة هنا .. محلّها

بين كتبان رمل يجرفهم واحدا تلو الآخر .. و عند كل عيد مدرسي جديد بإنزكان يكبر ظمأُ الصبايا .. و

نعشُها اللعين يكبّر التكبيرا .. و في فضاءات عيون رجال يحترهم التاريخُ .. أنجبهم مشعل الصراع مع الليل

المقيت .. و صيحات الأطفال الطيارة .. تهوي أرضا أسرابُ جراد حواسها السليبة .. و بطونُهم المسقوفة

بربطات عنق باهتة .. جوفاء تتسع شرقا و غربا .. إنهم يأكلون .. و يبتلعون .. و يسهرون .. و يصمتون ..

كل عام .. و الآن ها هو قد حان وقت السقوط الأخير .. و على جسر قديم كانت ترعاه شمسٌ جبارة .. تكتبنا

مطرا جزيلا .. في موسم أزهر فيه عقمُ قلعة نائبة تدّعي حسن التدبير .. هو حديث بصيغة الأنثى يا صاحي

الخليل .. و ليتك لم تدعُني لهذا الحفر الجليل .. في وجه ليل محبوك عليل .. و بسوطه الطويل .. يواصل اليوم

برائحة الأمس جلادُ الموازين .. في قلعة خريطتنا الخضراء .. حفر أسماءه الصغيرة خجلا .. على جرائد

مملكة الاندهاش الجميل .. و الأنفاس الأخيرة لهذي الرياح الجوفاء .. رهينة بخروج الكلمة الحمراء من

كهفها القديم ..










    رد مع اقتباس