2012-06-13, 17:05
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | يوميات أستاذ خصوصي محظوظ | يوميات أستاذ خصوصي محظوظ محمد بنعزيز الأربعاء 13 يونيو 2012 - 16:38 دخل الأستاذ قاعة الدرس فوجد رسما على السبورة. اكتشف تشابها بينه وبين الرسم. نظارات كبيرة وشعيرات قليلة في مناطق متباعدة من الرأس... هكذا يصدمنا غلاف سيرة "يوميات أستاذ خصوصي" للكاتب الشاب ميمون أم العيد. وقد طبع السيرة على حسابه في بداية 2012. يحكي أم العيد عن معاناة مدرس التعليم الخصوصي، فبداية يطلب من المرشح العمل ستة أشهر أو سنة مجانا من باب التجريب، ويعيّن شفويا، ليس لديه عقد عمل وهو مهدد بالطرد في أية لحظة... وقد اشتكى منه تلميذ في الشهر الأول من العمل فشعر بتهديد العودة للبطالة. لذا يبذل جهدا لكي لا يغضب التلاميذ والإدارة وآباء التلاميذ و... يمنع الأستاذ الخصوصي من طرد التلميذ من الفصل مهما فعل. لأن الأب الذي يدفع النقود زبون، فهو مالك. النتيجة: يعتقد التلاميذ أنهم قادرون على استبدال أساتذتهم عبر التسبب في طردهم. لذلك يتقبل الخصوصي تدخلَ الكثيرين في عمله، تطلب منه الأم نصف الأمية زوجة المحامي الشهير أن يُجلس طفلها وحده أو تختار له من سيجلس بجانبه. وعلى الأستاذ أن يلتزم بذلك. وفي حالة العكس يجد الأستاذ الخصوصي الأم في باب الفصل تحتج... وقد يجد مفتش التعليم (المراقب التربوي العمومي) الذي يزور المدارس العمومية التي يتولاها مرة في العام، بينما يزور المدارس الخصوصية كل أسبوع. في عمله يواجه الأستاذ الخصوصي مشاكل مختلفة، فهو يعمل حسب الخصاص، يمكن أن يدرس في المستوى الابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي أم هما معا... لديه إجازة في الاقتصاد ويدرّس الرياضيات... يتعامل مع تلاميذ من أسر تتقن الفرنسية وينطقونها جيدا... وسطه الاجتماعي لا يمكنه من ذلك، أحيانا يصححون له. أما وضعه الاقتصادي فمحرج. ذلك أن المدرسة الخصوصية تقع في حي راقي جدا جدا. فبينما يصل التلاميذ في سيارات فخمة يصل الأستاذ لمقر العمل بدراجة بئيسة... من حسن الحظ أن لدى الخصوصي خزان مبررات لتعزية نفسه، أهمها أن القناعة كنز... وهو قانع بوضعه رغم أنه لا يحصل على أجرة إن مرض وإن حلت العطلة الصيفية. وهذا خلاف حقوق الأستاذ العمومي. للتنفيس عن هذه المصائب يحكي لي أم العيد بأسلوب ساخر أنه اعتذر لتلميذ كي لا يُطرد... أذكره بأنه محظوظ لأن أجره يزيد عن 400 دولار، بينما مدارس خصوصية تدفع نصف ذلك لمدرسيها... ترصد سيرة "يوميات أستاذ خصوصي" تبعات السياسة الحكومية منذ سبتمبر 2000 والتي تريد أن يستقطب التعليم الخصوصي 20% من المتمدرسين بهدف تخفيف الضغط على ميزانية الدولة وعلى المدرسة العمومية. لذلك فُتح الباب على مصراعيه لإنشاء مدارس خصوصية كالفطر. في غياب كثير من الشروط التربوية، وفي هضم كبير لحقوق المدرسين الخصوصيين. غير أنه يجب الاعتراف لهذه المدارس بالكثير من الفضل. فتلاميذ التعليم الخصوصي يقضون وقتا أكثر في المدرسة، وهم لا يعانون من الاكتظاظ والتغيبات، لذا فمستواهم التعليمي أفضل من تلاميذ التعليم العمومي. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=567937 |
| |