خدمات الأعمال الاجتماعية لا ترقى إلى مستوى التطلعات

الخميس, 07 يونيو 2012 09:40





أساتذة غاضبون من توقيف برنامج "نافذة" وعدم كفاية دعم قرض السكن وتعرفات تذاكر السفر
لم ترق خدمات الأعمال الاجتماعية للتعليم، إلى مستوى تطلعات رجاله ونسائه، بالنظر إلى محدوديتها وتمركزها بمدن دون أخرى، وهزالة امتيازات الصحة والتخييم وضعف جودته ونسبة تغطية قروض السكن، فيما يعلق بعضهم، آمالا كبيرة على خطوات جريئة للتعميم وتوسيع التدخلات. وتتأرجح آراؤهم بين عدم الرضى أو القبول بتلك الخدمات على مضض، والدعوة إلى تحسينها وتعميمها بما يضمن تكافؤ الفرص واستفادة الجميع دون استثناء، وبشروط جودة أفضل في كل مجالات تدخل مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية والتعاضدية العامة للموظفين . و"لو خير الكثير من الأساتذة، في مسألة انتمائهم إلى تلك المؤسسات، لاختاروا الرفض" يقول رجل تعليم غير راض عن الاقتطاعات الإجبارية وغياب الخدمات في مستوى يليق بهذه الفئة، و"ضآلة إن لم نقل انعدام تلك الخدمات في بعض المدن"، عكس ما عليه الأمر بالنسبة إلى وزارات أخرى. ويتحدثون عن تمركز مؤسسات بمكاتب بالنيابة، وخدمات ضعيفة وضئيلة، إن "لم نقل منعدمة" توفرها بعض الأندية الثقافية لرجال التعليم، حيث "المقهى والشاي والعصير وما جاورها، بخدمة رديئة، عكس مؤسسات الأعمال الاجتماعية لوزارات وقطاعات أخرى، حيث التجهيزات الراقية، غير التعليم". ولا يتقبل بعضهم اقتطاع 60 درهما من أجورهم كل سنة، واجب الانخراط بالمؤسسة، بشكل إجباري ودون إذن أو موافقة، دون استفادتهم إلا من نسبة ضعيفة من دعم قرض السكن، في حدود 20 مليون سنتيم، متحدثين عن ضعف باقي الخدمات المقدمة في كل مجالات التدخل الأخرى. وعكس ذلك، يبدو مراد بوعلي أستاذ التعليم الابتدائي، راضيا عما توفره تلك المؤسسة، من "دعم جيد لاقتناء شقق أو بقع أرضية مخصصة للسكن الرئيسي"، متحدثا عن تخفيض بنسبة 2 بالمائة. لكن ما يعاب على هذا النوع من الدعم، برأيه، "اقتصاره على سقف معين"، في ظل ارتفاع سعر العقار. ويرى أن "هذا الدعم غير كاف"، داعيا إلى بذل مجهود إضافي لضمان نسبة فوائد تفضيلية بالنسبة إلى القرض بأكمله، متحدثا عن أن مثل تلك الخدمات، "جيدة إلى حد ما"، بالنظر إلى حاجة موظفي وأطر وأعوان وزارة التربية الوطنية وأسرهم، إلى مثل هذه الالتفاتة و"تغطية هذا الجانب المهم". ويتحمس لما توفره بطاقة المؤسسة، من تعريفات مخفضة في تذاكر السفر على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، تتراوح بين 15 و40 بالمائة بالنسبة إلى التعريفات العمومية المطبقة بالدرجتين الأولى والثانية، بموجب اتفاقية بين هذه المؤسسة والمكتب بكلفة سنوية تقدر ب5 ملايير. لكنه لا يستسيغ كون "الاستفادة محدودة إلى حد كبير"، وما أسماه "غياب أي دعم بالنسبة إلى وسائل النقل الأخرى"، خاصة إذا علمنا أن "نسبة كبيرة من رجال ونساء التعليم خاصة في التعليم الابتدائي، يعملون في العالم القروي، الذي يغيب عنه هذا النوع من الخدمات". أما زميله محمد الدغمي، فيؤكد أن الاستفادة من هذا الامتياز يقتصر على محور وجدة مراكش، مع استثناء دعم القطار السريع، بين القنيطرة والبيضاء الميناء، إذ "يجبر الأساتذة على انتظار قدوم القطار من فاس أو مراكش لقطع ما تبقى من المسافة بين القنيطرة والبيضاء. ويرى بوعلي أن الحاجة أصبحت ماسة وملحة لدى العديد من رجال ونساء التعليم، للاستفادة من تخفيضات اقتناء السيارات، خاصة أن نسبة كبيرة منهم، تقوم بما بات يعرف ب"لانافيط"، في رحلات "مكوكية" يومية من مقر العمل إلى مدن الاستقرار، ما يستنزف راتب الأستاذ. هذا الوضع، يرغم بعضهم على اقتطاع جزء كبير من مدخولهم وقوتهم اليومي، للوفاء بشروط العودة إلى مدن استقرارهم، في غياب أي خدمات أساسية أو بنيات تحتية في مقرات عملهم خاصة في العالم القروي، و"هذا إشكال آخر" يقول بوعلي، يحتاج إلى تظافر جهود كل الأطراف. ويسير الدغمي في الاتجاه ذاته، موردا تفاصيل أخرى عن معاناة لا تنتهي لأساتذة تضطرهم ظروفهم الأسرية للتنقل اليومي بين مدن ولمسافات طويلة وفي ظروف صعبة جدا، خاصة في بعض مناطق "العبور" التي "لا تغري بالاستقرار"، متحدثا عن نسبة مهمة من رجال التعليم، تختار "لانافيط". ويبدو الكثير من رجال ونساء التعليم، غير راضين عن الخدمات الطبية المقدمة في عيادات الأسنان التابعة للتعاضدية، ذلك أن "زيارة الطبيب تتطلب مواعد لمدد تفوق الأسبوعين لعلاج ضرس مسوس في حصة واحدة، عكس العلاج في القطاع الخاص الذي يتطلب 3 حصص على الأقل". أما في ما يتعلق بمؤسسات التخييم، فتقتصر في نظر بعضهم، على منح المحظوظين، غرفة في المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، تفتقد إلى المطبخ واللوازم الضرورية، في حين يستفيد آخرون من غرف بمجموعات مدارس "على البحر"، متمنين أن تبادر الوزارة إلى توفير مراكز تخييم في المستوى. ويبدو مراد بوعلي غير راض عن توقف برنامج "نافذة" بعد نحو سنتين من إطلاقه من طرف المؤسسة"، لكنه يراه "إيجابيا"، بالنظر إلى تمكينه نسبة كبيرة من رجال التعليم، من الاستفادة من أثمان تفضيلية بالنسبة إلى اقتناء حواسيب شخصية، والاستفادة من الربط بالإنترنيت. هذا التوقف بنظره، يطرح أكثر من علامة استفهام، قائلا "ما زلنا ننتظر مبادرة جديدة من هذا النوع، تمكننا من الولوج بسهولة أكبر إلى وسائل الاتصال الحديثة، خاصة أن مؤسسة محمد السادس، أطلقت بوابتها الإلكترونية بحلة جديدة، وأضافت خدمات متميزة من قبيل التكوين عن بعد". لكن "يستحيل أن نستفيد منها في غياب حواسيب شخصية بأثمنة مناسبة وفي ظل عدم توفر صبيب جيد للإنترنيت بثمن في المتناول" يقول مراد بوعلي، مضيفا أن "الربط بالإنترنيت عبر تقنية الجيل الثالث، تظل غائبة أو غير متوفرة في العالم القروي، ما يزيد الأمر صعوبة". "يتحدثون عن رد الاعتبار لكرامة المدرس، في شعارات تتكرر باستمرار.. ومنذ ولوجنا هذه الوظيفة، ونحن نسمع الكثير منها، لكن الأمر مختلف على أرض الواقع" يقول رجل تعليم، يرى أن "المتأمل للسياسات المنتهجة، لا يرى فيها أي طريق لتحقيق هذه الكرامة".
حميد الأبيض (فاس)