الحق يا أخي لا يمنح وإنما ينتزع بالقوة، بقوة شعب مناضل واع بحقوقه و واجباته، يؤدي واجبه ويطالب بحقه، بجميع أنواع الوسائل. أما الشعب النائم الذي يدب الفساد أمامه وهو صامت لا يحرك ساكنا، فلا تنتظر منه شيئا.. ما عليك إلا أن تدعو الله أن يأتي بالفرج من عنده، و ما ذلك عند الله بعزيز..

إن ما يسمى" الأحزاب السياسية" في مغربنا العزيز قد انهار بنيانها و لم تعد تمثل إلا نفسها، ذلك أن معظمها كانت في المعارضة، و لكنها لما كسبت ود معظم أفراد الشعب و أحست بأنها ستحصل، في الانتخابات، على أغلبية مريحة تمكنها من تشكيل حكومة و لو إئتلافية دخلت غمار المنافسة الانتخابية، فنجحت في تسيير شؤون البلاد و العباد، وكان ذلك هو هدفها، منذ البداية، ولكن السؤال المطروح هو: ماذا حققت؟ و هل غيرت من الأمر شيئا؟ لقد انتهزت الفرصة لتحقيق هدفها و لكن على حساب مصداقيتها و مبادئها و أفكارها.. لقد فقدت كلها أغلى شيء و هو ثقة الشعب، التي لا تستطيع استرجاعها أبدا، و حكومة التناوب خير دليل على ذلك.. الحل هو إعادة تكوين أحزاب جديدة من القاعدة الشعبية وتغيير الوجوه القديمة التى مل الشعب خطاباتها الرثة البالية التي أصبحت متجاوزة و غير منطقية لأن الشعب أصبح على قدر كبير من الوعي مما يجري من حوله ولا يمكن استغباؤه...