اعتصام يحرم تلاميذ بإميضرمن المدرسة منذ سبعة أشهر

التصنيف : 08 أبريل 2012.
» ماسول فينا حد، واش دراري ديالانا كيقاروا أو لالا .. » هكذا تحدث محمد أحد العمال المنجمين من سكان جماعة إميضر، بنواحي تنغير، عن مأساة 600 تلميذ وتلميذة ينتمون إلى سبعة دواوير وهي ( دوار أيت محند، دوار أيت ابراهيم،ودوار أيت إيغير، ودوار أيت انونبزم، أزمكن، تابولخيرت ..).
التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بمختلف أسلاك التعليم، سواء الابتدائي أو الثانوي أوبالتكوين المهني بتنغير، وجدوا أنفسهم في مواجهة تداعيات اعتصام عائلاتهم منذ غشت من السنة الماضية بجبل ألبان . « خلافا لما يروج فإن المعتصمين لم يدعوا التلاميذ إلى مقاطعة الدراسة، والامتناع عن الالتحاق بالدراسة، بالعكس، لقد طالبوا مؤسسات الدولة بالتدخل لحل مشاكل المنجم، لعودة الحياة إلى مسارها الطبيعي.. ومنها بالتحديد مشكل تمدرس أبنائنا» يضيف محمد في تصريحه للجريدة . مشهد القاعات والكراسي الفارغة، والارتباك غير العادي بالمؤسسات التعليمية، لم يمنع حراسها وطاقمها التربوي، من ممارسة عملهم « إنهم في عطالة إجبارية لكنهم يحضرون إلى الأقسام، ويتوصلون بالبريد وينجزون التقارير،لكن الله غالب » يعلق أحد المدرسين بالمنطقة.
« عند زيارتي إلي المدارس، أرى تساؤلات بريئة في عيون العشرات من التلاميذ، عنوانها ( إيمتا غادي نقراو» هكذا لخص نائب نيابة التعليم بتنغير، الوضعية الحالية ، بنبرة أكثر تشاؤما في حديثه للجريدة عن الأزمة التربوية التي تعرفها كل من ثانوية «إميضر»،ومجموعة مدارس إميضر، ومجموعة مدارس أنونيزم . المسؤول الذي لم يخف وجود حالة غير مسبوقة وغير عادية في سير الدراسة بهذه القرية، وأكد أن المشكل تم رصده منذ البداية من طرف النيابة، حيث تم إيفاد عدة لجنة في زيارات ميدانية، وقمنا بتوفير كافة اللوازم المدرسية، وكذا الإطعام المدرسي، بل إن الطواقم التربوية تحرص على الحضور اليومي إلى المدارس وتسجيل الحضور.
الانعكاس السلبي على المسار التربوي للتلاميذ دفع المسؤول إلى الإشارة بأن التوقيت متأخر لاستدراك السنة البيضاء، وقال « أكدت في آخر اجتماع مع أولياء الأمور، والتي وصل عددها إلى سبعة اجتماعات على ضرورة عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، خلال المدة المتبقية من الموسم الدراسي الحالي، لتمكين التلاميذ من الاستئناس بالدراسة ، استعدادا للسنة الدراسية المقبلة ». هذا الخيار ورغم أولويته لم يجد الترحاب لدى نسبة كبيرة من العائلات التي فضل البعض منها نقل أبنائها إلى تنغير ومدن أخرى. وباستثناء دروس الدعم التي يقدمها مجموعة من الشباب بالمعتصم بجبل ألبان للتلاميذ، فإن الصورة تظل قاتمة، أمام استمرار التوتر بالمنطقة، وغياب حلول لإنهاء المشكل بين الشركة والمعتصمين. وبين مطرقة الاحتجاجات، وسندان مصير فلذات أكبادهم، تجد جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ نفسها أمام مستقبل تعليمي غامض، لن تنتهي دورته المقلقة على الأقل في المستقبل القريب،ما لم يتم حل المشكل نهائيا.
العطلة الإجبارية للتلاميذ تضع مصير التلاميذ المقبلين على امتحانات إشهادية ، وامتحان نهاية السنة، على كف عفريت مع تضارب التفسيرات حول منع بعض العمال المعتصمين بمنجم إميضر بجبل ألبان لأبنائهم من الالتحاق بمؤسساتهم، في الوقت الذي مازال اعتصامهم المفتوح مستمرا لمطالبة إدارة الشركة بالتزاماتها اتجاه الساكنة. ومنها على الخصوص تمكين أبناء المنطقة من مناصب الشغل وتخصيص نسبة 75 في المائة منها للساكنة، وخلق توازن اجتماعي وبيئي، للحد من الآثار السلبية للمنجم. التضامن مع المعتصمين، لم يتوقف يقول مصدرحقوقي فالمنطقة مقبلة يوم الأحد 15 أبريل الجاري على مسيرة شعبية، دعت إليها تتنسيقية الفعاليات الأمازيغية بالجنوب الشرقي. المسيرة اختار لها المنظمون شعار ” الكرامة للجميع” تضامنا مع ساكنة إميضر المعتصمة لما يناهز ثمانية أشهر