2011-10-09, 23:31
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: المدرسة | 5.2. الساعات الخصوصية للدعم التربوي وتكافؤ الفرص
دور الساعات الخصوصية للدعم التربوي في بعض المواد المدرسة وبرغبة التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية العمومية أو لتهيئ لمباريات الولوج إلى الكليات والمدارس العليا، لا يمكن أن يكون إلا إيجابيا. لكن عندما تشمل جميع المواد المدرسة وفي جميع المستويات تصبح غير تربوية ولا بيداغوجية وتساهم في إفساد التربية والتعليم، لأن تعميمها يشجع التلميذ على التهاون داخل القسم وعدم الاعتماد على نفسه. إنها وضعية تعبر عن فشل المدرسة في القيام بدورها، بما يضرب مبدأ تكافؤ الفرص في العمق، ويساهم في إقصاء التلاميذ الذين ينتمون إلى الطبقات المعوزة والفقيرة ، كما يشكل خطرا على فكرة الولاء والانتماء للوطن، لأن تلميذ اليوم هو مواطن الغد، الذي سيطوره علميا وتقنيا، وسيحافظ على قيمه ووحدته الإثنية والترابية. فتكافؤ الفرص بين التلاميذ يتجلى في الحد من التفاوت الاجتماعي والثقافي داخل بينة المجتمع و يبتدئ في الروض والتعليم الأولي والابتدائي أي في الانطلاقة وليس في منتصف الطريق بعد الحصول على شهادة الباكالوريا بمعدلات مرتفعة أو في نهاية المشوار الدراسي والبداية في البحث عن منصب شغل.
6.2. الانجليزية لغة التدريس في التعليم العالي الجامعي
زيادة على البحث العلمي وعالم المال والأعمال الذي يتعامل باللغة الانجليزية ، يوضح التقرير الذي ختم به المجلس البريطاني المنعقد مؤخرا في أدنبرة بسكوتلندا: «حول الذهاب نحو العولمة في التعليم في العالم»، أنه بالرغم من أن اللغة الانجليزية ستقود العالم إلا أن هناك لغات أخرى ستشهد نسبيا الانتشار في العقود المقبلة مثل الصينية والعربية والاسبانية، أما اللغات الأخرى مثل الفرنسية والألمانية، فيخشى أنها ستصبحان ضحية لهذه العولمة. مما يوضح أهمية التمكن من اللغة الانجليزية، فهي تاريخيا اللغة الأكثر انتشارا، حيث يتم استعمالها في جميع أنحاء العالم ويتعلمها معظم الطلاب في العالم كلغة ثانية. فلهذا يجب التفكير جديا في استعمالها كلغة التدريس في التعليم العالي الجامعي بالمغرب عوض اللغة الفرنسية.
7.2. فشل المنظومة التعليمية بالمغرب يتضح جليا من النقاش الدائر حول مستقبل التعليم بالمغرب بين جميع المعنيين بشأنه على أنه يعيش في أزمة إن لم نقل بأنه تعليم فاشل، خصوصا إذا ما استحضرنا تصريحات بعض المسؤولين السياسيين، كالمستشار الملكي الراحل مزيان بلفقيه، الذي أكد سنة 2008 بأننا « فيما يتعلق بالتنمية البشرية نحتل الرتبة 126 من بين 177 دولة ، حسب تقرير برنامج الأمم المتحدة حول التنمية، مع العلم أن التعليم هو الذي وضعنا في هذه المرتبة «[5]. بالرغم من الميزانية المخصصة للتعليم بالمغرب لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في العديد من الدول النامية، التي نجحت في كسب الرهان، فالنتائج المرجوة بالمغرب لازالت بعيدة المنال .
8.2. تعليم بوتريتين مختلفتين
يتميز النظام التعليمي في المغرب بالعديد من المفارقات المجتمعية، وهي السمة التي تفاقمت وتأكدت مع تقدم المغرب في تطبيق إصلاحاته، من بين هذه المفارقات تكريس ظاهرة تعليم بسرعتين: تعليم دو جودة عالية بمدارس البعثات الأجنبية والمدارس الخاصة، وتعليم لعامة الشعب بالمدارس العمومية لا يرقى إلى المستوى المطلوب.» فالعديد من الأطفال المنحدرين من أوساط فقيرة والعالم القروي يتلقون اليوم تعليما وتكوينا لا يضعهم في قلب الاندماج الاجتماعي، لأن نظامنا التعليمي الحالي، يمارس بيداغوجية اختيار وإقصاء في الوقت الذي نبحث فيه عن إدماج وتكييف»[5]. والنتيجة هي ممارسة تمييز مدرسي طبقي، حيت صار بإمكان تمهيد الطريق لتلميذ ذو مستوى متوسط ينحدر من وسط يتوفر على وسائل مادية كافية كي يحصل على شهادات عالية وإقصاء تلميذ نجيب فقير خلال مشواره التعليمي. وبالتالي حرمان البلد من الكفاءات في المستقبل يعتمد عليها في تنميته. 3. خلاصة لقد حان الوقت لتنفيذ التدابير الرامية لملاءمة نظام التربية والتكوين مع الحاجيات، ونهج سياسة جريئة في مجال البحث والتطوير، والانتقال من التدبير التكنوقراطي لقطاع التعليم إلى التدبير السياسي: « هذا يتطلب تبني سياسة وطنية ديمقراطية لانقاد المدرسة العمومية وليس حلول مرحلية تقنية، مع اعتماد مخطط تعليمي مواز لمخطط اقتصادي واجتماعي يربط إصلاح التعليم وتطويره بتأسيس بنية صناعية حقيقية تؤهل المغرب لتحقيق تنمية قمينة بإنتاج الثروات التي تشكل أحد العوامل الأساسية لإنجاح هذا الإصلاح أو ذاك، ومصدرا أساسيا لتحقيق الترقي الاجتماعي بالنسبة للعاطلين عن العمل على الأقل «[4]. « مستلهمين تجارب المجتمعات الأخرى الناجحة في مجال الإصلاح التربوي تفاديا لضياع الوقت والمجهود وإحلال اللغة الإنجليزية محل اللغة الفرنسية كلغة تدريس في التعليم العالي الجامعي « [6]. فأم مشاكل تعليمنا هي أنه لا يوجد من يتحمل مسؤولية السياسية التعليمية، فالبرلمان خارج التغطية، ووزير التعليم يتبرأ من المسؤولية السياسية التعليمية لأنه لا يحددها ويكتفي بتدبير وتسيير الأمور التقنية و الإدارية.
وجدة سيتي
..
مراجع
[1] . محمد حمزة، الجامعات الخاصة وعملية التصحر المعرفي، جريدة الأحداث المغربية، 14/09/2011، العدد 4456.
[2] . جليل طليمات، الإصلاح التربوي المعاق، جريدة الاتحاد الاشتراكي، 09/09/2011، العدد 9883.
[3] . ملف الأسبوع، مدارس ‹الفلوس› استثمار بلا ضمير، جريدة الصباح، 10-11/06/2011، العدد 84.
[4] . محمد عابد الجابري، مجلة فكر و نقد، أكتوبر 1998، العدد 12. .
[5 . إدريس بنعلي، الحلم المغربي، جريدة مغرب اليوم، 25/6/2010، العدد 25.
[6] . عبد الهادي بوطالب، الجامعة بين وظيفة التكوين ورسالة التنوير، جريدة الأحداث المغربية، 28/1/2004. | آخر تعديل فاطمة الزهراء يوم 2011-10-09 في 23:44. |
| |